مشكلتى مشكلة

مش عارف أبدأ من فين.. أنا مهندس وزوجتى طالبة فى كلية عملية ورزقنا الله ببنوته زى القمر عمرها شهران وطابع العائلتين الالتزام الديني.
والحمد لله الدخل كويس، وفى المجمل الحياة ماشية ولكن.. مفيش بينى وبين زوجتى لغة حوار أو تفاهم هى اتربت فى بيت ملتزم وكانت الصغيرة، ومش مطلوب منها مسئوليات أو واجبات اجتماعية.. وفى فترة الخطوبة القصيرة لاحظت ده لكن لاحظت كمان أنها عندها استعداد كبير للتغيير.
لكن للأسف الاستعداد ده اتغير بعد الجواز وبقى الأمر الواقع أنها كدة، والمفروض أن المشكلة عندها وأنى لازم أقبلها بالوضع ده، يا أما أكون مبحبهاش, لازم أقبل إنى اللى أتكلم دايمًا وأفتح المواضيع، وأحلل وأرد على نفسى بل ممكن أبقى باخد رأيها فى موضوع تفتح فى موضوع تاني.. ولو جاريتها فى الموضوع التانى
تفتح فى تالت وممكن المواضيع اللى بتفتحها تافهة جدًا.. يمكن مثلاً أكون بكلمها عن مشكلة فى شغلى وأنا فى وسط الكلام تقولى مثلاً عاوزين نجيب كذا من
السوبر ماركت.. بقالها كام يوم عند والدتها بسبب الامتحانات والبنت، وبكلمها أنها وحشانى وأنى قاعد وحيد، بتكلمنى عن السجادة اللى اشترينها هنحطها فين!!!
برجع من شغلى بلاقى مقابلة فيها فتور ولا أكنى كنت بره مع العلم أن شغلى فيه سفر وممكن بطلع بدرى وأتأخر مع العلم أنا عارف أنها بتحبنى لكنها متعرفش إزاى تتعامل ومحتاجة إنى أقولها على كل حاجة بتكون إزاي.. كل حاجة فعلاً محتاجه تتعلم السلام، النظرة، الكلام، السماع، لزوجها أو حتى تحكيلى حاجة، دايمًا مبحسسهاش أنى مضايق أو زعلان من كده.. وهيه كمان مبتقدرش تعرف أنا زعلان ولا لأ، إلا إما أكون على أخري.. مع العلم أنى بعرف زعلها من نفسها أو من نظرة عينها أو نبرة صوتها، سبق واتكلمت معاها فى الموضوع ده من بعيد لكن عمرها، مخدت بالها وبدأت أكلمها بصراحة وبهدوء حسيتها بتبقى منكسرة
وبكت وقالت الغلط مش عندى الغلط عند أهلى اللى سابونى من غير ما يعرفونى حاجة ولو عاوز تتجوز اتجوز أنا مش هكون زعلانة.
فبطلت اتكلم معاها فى أى حاجة تدايقها إلا فى شغل البيت لأنها مهملة فيه شويتين لكن الحمد لله بتنقل
فى شغلى بلاقى عملاء أو زميلات بيقابلونى بابتسامة عريضة وترحيب وكلمات زى أخبارك ووحشتنا ومشفنكش من فترة ومتغبش علينا
مبلاقيهاش فى بيتى…بلاقى ناس عاوزه تقعد تحكى وتفضفض وتفتح مواضيع…وأنا بقفل الباب على أى كلام ملوش لازمة من هن.
وبرضوا مبلاقيش ده مع زوجتى.. مبحسش بلمسة حنان منها برغم أنها حنينة لكن متعرفش تعبر…
طولت كتير فى الشرح علشان أحاول أوصل أبعاد الموضوع كله…!
فى مجتمعنا المفتوح دلوقتى ممكن شياطين الإنس تستغل حاجة زى كدة أو حتى ممكن أنا أضعف وشيطانى يغلبى ويخلينى أسيب الباب موارب لأى إحساس بالعاطفة والحنان من برة، أنا مش عاوز غير الحلال….وإن اتكلمت حبيبتى تنكسر…وإن متكلمتش يبقى الوضع على ما هو عليه ومعرفش هقدر أكبر
دماغى لحد أمته؟
دى مشكلتى مش عارفلها حل…؟
لولا قدر الله طلقت أو اتجوزت تانى أو ضعفت، بنتى أول الخاسرين ياريت لو فيه حل !!!!
(الحل)
أخطأت يا باش مهندس حين التزمت الصمت معها فى تلك الأمور الحيوية, وأنك لا وتحاول أن تشعرها بما يضايقك والغريب أنك تحرص على ذلك, ولكن هناك نقاط مهمة لابد وأن نتحدث فيها ونحاول علاجها سوياً, أولاً: زوجتك لازالت تدرس أى لازالت صغيرة فى السن وبالتالى لم تكتسب خبرة فى الحياة, وهذا لا ينفى مسئولية أسرتها فى تأهيلها لتحمل مسئولية أسرة, وهنا أصبحت عليك مسئولية ترويضها وتأهيلها من جديد, وأكبر خطأ بدأت أنت تقع فيه هو سكوتك عما يضايقك من تصرفاتها فى معاملتها لك, أنت هنا تفتقد نوعا كبيرا من الاحتواء وتفتقد ما كنت تتمنى أن تتزوج من الأساس لتجده معها ولم تجده, ولكن أنت تشعر بحبها لك ولكن هى لا تستطيع أن تعبر لك به, ولذلك أقول لك بأنها مسئوليتك, فعليك أخى الفاضل ألا توقفك دموعها حين تفتح معها الكلام بهذا الخصوص اعتبرها عملية جراحية لابد منها حتى تطيب عشرتكما سوياً مدى الحياة, أجلس وتكلم معها بشكل جاد جداً لا يفتقد المودة والألفة وعلمها كيف تحافظ عليك, اسرد لها كل ما يهمك أن تعيشه معها وما الذى يسعدك حين تفعله هى معك, علمها كيفية الترحيب بك وبضيوفها وكيف تكون ودودة مع من حولها علمها ألا تبدأ فى موضوع آخر بعيدا عما أنت تحدثها فيه وأكد لها أن هذا يضايقك, ولا تهتم لدموعها كما سبق وذكرت لك, وجلسات الحوار بينكما لابد وأن تكون متعددة ولا تمل أنت منها, بل عليك الاجتهاد فى إقناعها وتعويدها على أسلوبك وأكبر دليل أنك ستجدها فى كل مرة رد فعلها مختلف عن المرة الأولى ولن تبكى بعد ذلك, وعليك أيضاً ألا تتوقف عن إرشادها بالحسنى وبأساليب رقيقة لطيفة, مع كل موقف يحدث منها تصرف لا يرضيك, فلابد وأن تسارع فى نفس الوقت للفت انتباهها لذلك, فسنها الصغير ميزة كالمساحة العريضة من القماش الذى تستطيع تفصيله كيفما تشاء, وصدقنى طالما هى تحبك فإنها سوف تلاحظ على مدار الأيام ما يرضيك وستفعل دائماً ما تحب, ولكن عليك ألا تمل من تعليمها وحلو الحديث ودائما تذكرها باحتياجك للرومانسية معها فى كل شىء, ولا تنسى أن عليها حاليا ضغط دراسى فى كلية عملية، بالإضافة إلى مسئولية طفلة رضيعة, فلابد ألا تتعجل الأمور وإن شاء الله بعد تخرجها وطفلتكما تكبر نوعا ما ستجد تغيرا كبيرا واستقرارا نفسيا تجاهها وسوف يكون متبادلا بينكما, ويمكنك أخى الفاضل أن تستعين من أسرتها هى بمن تثق فيه كأمها أو أختها أو قريبة لها ذات خبرة بهذه الأمور لتعلمها كثيرا من هذه الأمور, شرط أن تكون من الناجحات فى حياتها الزوجية.
فى النهاية أنصحك أن تغلق الباب الذى ذكرته فى رسالتك وألا تدعه موارباً فهو مدخل من مداخل الشيطان, ولابد أن تعى أن ابنتك لن تكون هى أول الخاسرين, ولكنك أنت من تكون أول الخاسرين إذا لا قدر الله طلقتها أو ضعفت كما تعتقد, وحتى تجنى ثمار ذلك أصبر على ترويضها “وما صبرك إلا بالله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *