حكايات عن شعب الفخفخينا

كل عام وأنتم بخير مر ثلث رمضان كلمح البصر كالعادة وهذا هو الشىء الوحيد الذى يبدو فيه رمضان 2013 كأى رمضان مر علينا منذ عقود وأيامه تمر سريعاً، ولكن لا شىء فى رمضان 2013 يشبه أى رمضان سابق ذلك أن مصر تعيش حالة من اختلاط السياسة بالفوازير بالحرب بالمسلسلات بالإعلانات بالقطايف والمكسرات.
دولة غريبة تلك التى تضمنا بين جنباتها وشعب أغرب وأعمق فهو شعب يصوم نهاراً، ويتقاتل جزء منه ليلاً، ويتآمر بعض من أبنائه عليه ليل نهار، ويتابع آخرون المسلسلات.
ولأننا شعب الفخفخينا شراباً وطعاماً وحياة، فقد رأيت أن أتعلم من الشعب الذى خرجت من رحمه وأقدم لكم بعضا من فخفخينا رمضان التى نحياها.
– لم يمر إلا ثلث شهر المسلسلات وهو ما لا يسمح موضوعياً ومهنياً بقول فصل فى أى منها بشكل كامل، ولكن عشر حلقات من عمل يحتوى على ثلاثين حلقة يسمح بالتأكيد أن نعرف له قيمة أو قلة قيمة، عدد المسلسلات بالتأكيد أقل من المعتاد فى مثل هذا الموسم الدرامى بسبب ظروف التسويق، ولكن مستوى المسلسلات المصرية بشكل عام قد صار أفضل فى مستوى جمالياته من صورة وإضاءة وديكور ولم تعد الديكورات المتكررة آفة الدراما المصرية كما كانت. عنصر التمثيل عادة ما يكون أفضل عناصر الأعمال المصرية منذ وقت مضى وإن تنوع هذا العام بين عدد كبير من الوجوه الجديدة المبشرة التى تؤكد أن مصر ولادة ولن تتوقف، ولكن تظل أزمة تكرار بعض الوجوه فى الأعمال بسبب كثافة العرض فى موسم واحد تسبب للمشاهد وللمثل أزمة.
أفضل الأعمال المطروحة حتى الآن هى مسلسلات كُتابها هم النجوم فمسلسل «ذات» عن قصة الأديب صنع الله إبراهيم، الذى كتبت له مريم ناعوم سيناريو وحوارا رائعا واستطاعت مخرجته كاملة أبو ذكرى، أن تكون كاملة الاسم والإخراج يستحق أن نتوقف أمامه كثيرا ونكتب عنه كثيرا أيضاً. كذلك مسلسل موجة حارة المأخوذ عن رواية الراحل أسامة أنور عكاشة منخفض الهند الموسمى، والذى كتب له السيناريو والحوار وائل حمدى ونادين شمس وأخرجه محمد ياسين مسلسل يستحق التوقف والإشادة بكل عناصره، ثم يأتى لنا المبدع وحيد حامد ليقدم لنا مسلسل بدون ذكر أسماء من إخراج تامر محسن فى عمل يستحق أن تتوقف عند كل تفصيلة فيه من قصة وتصوير وتمثيل وحوار. ثم تأتى مسلسلات أخرى جيدة الصنع، وإن لم تكن ذات بصمة كبرى مثل ما سبق وذكرت كمسلسل الداعية، العراف، وحكاية حياة، ونكدب لو قلنا مابنحبش، وفرح ليلى، ونظرية الجوافة، وخلف الله، والشك، وغيرها. ثم تأتى مسلسلات أخرى غرائبية تعد تجارب مهما اختلفت معها، ولكن عليك أن تحترم المجهود المبذول فيها فقد تحبه أو لا تحبه، ولكنك كمشاهد يدفعك الفضول أحياناً لمتابعته مثل آسيا ونيران صديقة. ثم أخيراً تأتى لك مسلسلات سيئة وهى ليست كثيرة فى هذا العدد الكبير من المعروض وأسوأهم مزاج الخير، وينافس مزاج الخير فى السوء مسلسل الزوجة التانية، وكنت ضد كل من هاجمه قبل عرضه فى محاولة لكى أكون موضوعية تجاه مغامرة جريئة لإعادة عمل كلاسيكى عظيم، وها أنت انتظرت، وها أنا أقول إن صناعه أخطأوا فى حق أنفسهم قبل أن يخطئوا فى حق عمل عظيم تكراره أضر بمن شارك فيه.
– تم تشكيل وزارة جديدة على أمل فى مستقبل قريب أفضل، فجاءت مثالا للفخفخينا المصرية بعض من وزارة عصام شرف وبعض من وزارة الجنزورى وبعض من وزارة قنديل غير المأسوف عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *