الصحف الأمريكية: تأييد السيسى يعكس غياب البدائل السياسية.. واشنطن تحث الكونجرس الحفاظ على تدفق المساعدات لمصر.. دعم أوباما لـ”المحظورة” يدفع

واشنطن بوست:
البيت الأبيض طلب من الكونجرس إيجاد وسيلة للحفاظ على تدفق المساعدات لمصر

قالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلبت من الكونجرس أمس الثلاثاء، أن يجد وسيلة تشريعية يمكن من خلالها الإبقاء على تدفق المساعدات الأمريكية لمصر، واصفا تلك المساعدات بأنها مهمة للمصالح الأمريكية فى المنطقة.

ورغم أن الإدارة لم تصف الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى بأنه انقلاب، إلا أنها بدأت التفاوض مع القائمين على المخصصات فى الكونجرس بشأن المساعدات فى الأسابيع الأخيرة فى ضوء القوانين الأمريكية التى تمنع واشنطن من تقديم أموال للحكومات التى جاءت على السلطة بالقوة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة ستحتاج على الأرجح إلى تنازل تشريعى للإبقاء على المساعدات العسكرية وبرامج المساعدة المدنية لمصر، حسبما أفاد مسئولون بالكونجرس.

ووجد المسئولون الأمريكيون تقبلا كبيرا خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشئون الخارجية لمجلس النواب أمس، حيث اعترض بعض النواب على قرار البيت الأبيض بتعليق جزء من المساعدات لمصر مؤقتا، إلا أن أغلبهم تحدث مؤيدا لاستمرار تقديم المساعدات للقاهرة، واعتبروا أن هذا هو أفضل الخيارات السيئة.

وقال النائب إدوارد رويس رئيس اللجنة، إنه فى حين يفضلون وجود شريك ديمقراطى لمصالحهم الأمنية العديدة فى المنطقة، فإنهم يحتاجون إلى شريك، ويجب أن يكون هناك شد وجذب للنفوذ الذى تمتلكه أمريكا.

فيما قال نائب إليوت إينجل، العضو الديمقراطى البارز باللجنة، إن إطاحة الجيش بمرسى الذى تعرض لانتقادات شديدة لفشله فى الحكم بشكل شامل، قد استبدل حكم سلطوى بآخر مماثل، إلا أنه رأى أن التعليق الجزئى للمساعدات لن يشجع على الإصلاحات الديمقراطية فى القاهرة، مرجحا أن يكون له التأثير العكسى، وأضاف أن التعاون العسكرى مهم، وقد أنفقت أمريكا مليارات الدولارات، واستطاعت أن تبنى علاقات فيجب أن تستخدمها ولا تدمرها.

ونقلت الصحيفة عن أحد مسئولى الكونجرس الذى رفض الكشف عن هويته لحديثه عن نهج الإدارة الأمريكية، أن واشنطن استمرت فى إرسال العتاد العسكرية وتمويل برامج المساعدة المدنية مستخدمة الأموال التى تم الالتزام بها قبل الإطاحة بمرسى، لكن بمجرد إنفاق هذه الأموال التى تقدر بعدة ملايين من الدولارات فى الأشهر القادمة، فإن الإدارة ستضطر إلى وقف المساعدات وإلا فإنها تنتهك القانون.. وأضاف المسئول أن محامى الإدارة لا يستطيعون أبدا أن يجدوا شيئا خلاف ذلك.

من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن مسئولى البنتاجون راغبون فى الحفاظ على العلاقة العسكرية مع مصر، ويخشون من أن يؤدى تعطيل المساعدات إلى تداعيات طويلة المدى.

وقال ديريك شوليت، مساعد وزير الدفاع الأمريكى لشئون الأمن الدولى، للمشرعين الأمريكيين أمس، إن العلاقة لا تزال قوية، وتعززت فى الأشهر الأخيرة. فبعد أسابيع من الإطاحة بمرسى، سمحت مصر بعبور سفينة أمريكية لقناة السويس فى غضون 24 ساعة من الطلب، فى حين أن سفن أخرى تضطر إلى الانتظار 23 يوما للحصول على الموافقة.

وأضاف أن الجيش الأمريكى قادر على الاستجابة لحالات الطوارئ وإجراء عمليات عبر المنطقة بسبب حقوق التحليق الجوى وعبور قناة السويس، وهو أمر حاسم لنجاح المهمة.

يو إس إيه توداى:
تأييد السيسى يعكس غياب البدائل السياسية فى مصر.. خبراء: الفراغ السياسى فى القاهرة هائل.. والمصريون فقدوا إيمانهم بالنخبة المدنية ويعتقدون أن الفريق قادر على إنقاذ البلاد

رصدت الصحيفة الشعبية الجارفة لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وقالت إنه رغم انتقاد إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما له، إلا أن المصريين يعتبرونه بطلا لإطاحته بنظام الإخوان المسلمين المكروه.

وتحدثت الصحيفة عن انتشار صور الفريق فى كافة أنحاء العاصمة، وقالت إن تأييد السيسى يبدو قويا بين سكان العاصمة، وبعض من هذا التأييد سببه الإعجاب بالرجل، لكنه انعكاس أيضا لقلة البدائل السياسية فى بلد يتطلع إلى الاستقرار والأمن، حسبما يقول المحللون والنشطاء.

ونقلت الصحيفة عن سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالقاهرة، قوله إن الفريق هو الرجل الذى يعرف كيف يخرجك من الماء الساخن، وهذا ليس حال الجميع، والظروف هى من تخلق الأبطال وليس العكس. وتشمل هذه الظروف الحكومة الإسلامية القمعية التى أعقبت الإطاحة بمبارك عام 2011، والاقتصاد الذى يمضى من سيئ إلى أسوأ.

أما خليل العنانى، الخبير فى شئون الجامعات الإسلامية بمعهد الشرق الأوسط فى واشنطن فيقول إن الناس مهتمون بالأمن والأمان وليس بالديمقراطية أو الحريات. والكثير يؤمنون بأن الوحيد الذى يستطيع إنقاذ مصر الآن هو السيسى بغض النظر عن رؤيته أو مشروعه السياسى، مشيرا إلى أن المصريين فقدوا إيمانهم بالنخبة المدنية، ويتعرضون لحملة إعلامية ضخمة مؤيدة للسيسى، مؤكدا على وجود فراغ سياسى ضخم فى مصر.

أما كامل صالح، نائب رئيس الحزب الاجتماعى الديمقراطى فيلقى باللوم فى مسألة غياب البدائل السياسية على مبارك الذى حكم مصر لثلاثة عقود، وقمع المعارضة واتهم بتزوير الانتخابات. ويقول صالح، إنه لم تكن هناك حياة سياسية لعدة سنوات، فأنت لا تصبح قائدا أو سياسيا بين عشية وضحاها، فيجب أن يكون لديك تاريخ طويل من العمل العام، وسنوات حكم مبارك الثلاثين هى المسئولة عن عدم وجود سياسيين.

ويقول البعض إنه من الطبيعى أن يحب البعض السيسى نظرا لأن الجيش ظل محورا قويا للدولة، ومن هؤلاء خالد داود، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، الذى يقول إن الناس تميل إلى الخيار الذى عرفوه على مدار 60 عاما، وهو تولى ضابط جيش القيادة، ويعتقدون أنه الأكثر قدرة على حماية البلاد والحفاظ على مصالحها.

وعودة إلى صادق، يقول إن المصريين تسامحوا مع الظلم على مدار عقود، لكن لا يستطيعون أن يقبلوا بغياب الأمن، وهذه قضية ثقافية مهمة جدا لا يستطيع الكثيرون فهمها، فلماذا يصوتون للجيش لأنهم يفتقرون للأمان.

وتمضى الصحيفة قائلة إن الرغبة فى تولى السيسى الحكم أمر لا ينطبق على الجميع، وبعض الليبراليين يرون أن انتخابه خطوة سيئة لمصر. ويقول خالد داود إن وجود شخص مثل السيسى رئيسا يعنى أننا فى نفس الوضع الذى كنا فيه منذ عام 1952 حيث ظلت المؤسسة العسكرية لها قول فصل فى جميع الشئون والقضايا المرتبطة بإدارة الدولة، وهذا لن يمثل خطوة للأمام.

غير أن الصحيفة تشير إلى وجود احتمال دائم بتلاشى هذا الإعجاب بالسيسى، مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والتحديات الأمنية.


نيويورك تايمز
أسئلة عن مصير التحقيقات الخاصة بتورط “التهامى” فى قضايا فساد.. المخابرات تجسست على مرسى ولديها أدلة جنائية ضده

واصلت الصحيفة هجومها على الإدارة المصرية المؤقتة، وخاصة أولئك الذين ينتمون للمؤسسة العسكرية، منتقدة تعيين اللواء محمد فريد التهامى، مديرا للمخابرات العامة بينما هناك الكثير من مزاعم تورطه فى الفساد والمحسوبية، خلال حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

وتضيف الصحيفة أن النائب العام فتح التحقيق قبل عام مع التهامى حيث بدا أن حياته المهنية تنتهى فى عار. ولكن بعد مرور عام على هذه الاتهامات التى لم يبت فيها القضاء، عاد الجنرال السابق أقوى من أى وقت مضى ليتولى واحدا من أكثر المواقع حساسية فى مصر.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين ومصريين مقربين من الحكومة قولهم إن اللواء التهامى برز كمدافع رئيسى عن الحملة ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين “المحظورة”. وتشير إلى أن اتهامات الفساد الموجهة ضده قد اختفت بين عشية ورحاها.

وتساءل الناشط الحقوقى حسام بهجت: “ماذا حدث لادعاء النيابة العامة بوجود دليل ضد التهامى بالفساد وعرقلة سير العدالة؟.. ولماذا تم إقالته من منصبه قبل عام بهذه الطريقة؟، ولماذا عاد مرة أخرى فجأة”، منتقدا عدم وجود أى جدال عام بشأن هذه التساؤلات الخطيرة جدا.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن رئيس المخابرات رفض إجراء أى مقابلات معها حول هذا الأمر، كما لم يجب على عدد من الأسئلة المكتوبة التى أرسلتها الصحيفة له. وقد رفض المقدم معتصم فتحى، الذى وجه اتهامات الفساد ضد التهامى قبل عام، الحديث أيضا للصحيفة.

ويقول المنتقدون إن التهامى هو أحد رجال مبارك، لذا فإن عودته السريعة والصامتة لتولى منصب مهم للغاية، تشير إلى استعادة النظام القديم.

وتتابع الصحيفة أنه عقب عزل الرئيس محمد مرسى، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، تعهد وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى والحكومة المؤقتة بأن تشمل العملية السياسية أنصار جماعة الإخوان فى عملية ديمقراطية جديدة وطيلة شهر تم العمل على هذا، لكن فى غضون أيام من تعيين التهامى مديرا للمخابرات العامة، فإنه جادل بشدة ضد إدراج الإخوان فى أى نشاط سياسى.

ووفقا لدبلوماسيين غربيين التقوا به، فإن التهامى قال إن أعضاء جماعة الإخوان “إرهابيون” ولابد من استبعادهم وسحقهم. وتلمح الصحيفة إلى أن اللواء التهامى ربما يكون هو من يقف وراء فض اعتصامى أنصار جماعة الإخوان فى ميدانى النهضة ورابعة، منتصف أغسطس الماضى.

وتضيف أن وسائل الإعلام استخدمت نفس المفردات التى أطلقها التهامى على أنصار المحظورة، مثل “مصر تحارب الإرهاب”. وتنقل الصحيفة عن وائل هدارة، المستشار السابق لمرسى والذى يعيش حاليا فى كندا: “الانتقام هو الحافز القوى”.

وتؤكد مصادر غربية ومصرية التقت بكبار مسئولى المخابرات فى مصر، أن جهاز المخابرات المصرية العامة لم يثق قط بالرئيس السابق محمد مرسى. وتلفت نيويورك تايمز إلى أن تقارير إخبارية موثوق بها تشير إلى تجسس المخابرات على مرسى وقدرتها على جمع معلومات ربما تستخدم الآن ضده، فى محاكمة جنائية.


واشنطن تايمز
دعم أوباما للجماعة “المحظورة” يدفع بمصر إلى إحياء علاقتها مع روسيا

قالت صحيفة واشنطن تايمز إن تحركات الرئيس الأمريكى باراك أوباما نحو تخفيض العلاقات مع مصر، تدفع بالحكومة المصرية المؤقتة لإحياء العلاقات مع روسيا.

واعتبرت الصحيفة زيارة السفير المصرى السابق فى موسكو، هذا الأسبوع، للكرملين إشارة لواشنطن بشأن اهتمام القاهرة بالدب الروسى.

ولفتت إلى تصريحات السفير رؤوف سعد لـ”ردايو روسيا” قائلا إن الكرملين يعى الخطر الذى تواجه روسيا ومصر من المتطرفين الذين على صلة بتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، التى سعت إلى الانزلاق بمصر نحو الأصولية الدينية فى عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى.

وأضاف أن روسيا تدرك وتعرف أى نوع من التهديد يحوم حول المنطقة، فيما أن الولايات المتحدة تبدو مرتبكة حيال الانتفاضة الشعبية الضخمة التى دفعت الجيش لعزل مرسى. وأشار سعد إلى أن الثورة المصرية، التى أدهشت العالم، قد وضعت واشنطن فى موقف محرج.

وتقول واشنطن تايمز إن إدارة أوباما أيدت بقوة نظام مرسى وحاولت تثبيط المصريين من الإنتفاضة ضده. كما قامت مؤخرا بتجميد نحو ثلث المساعدات السنوية لمصر. هذا فيما تتجه القاهرة، حاليا، نحو روسيا، لأول مرة منذ حوالى ثلاث عقود حيث يستعد الرئيس فلاديمير بوتين للقيام بزيارة للعاصمة المصرية.

وكانت مصر وروسيا يرتبطان بعلاقات وثيقة خلال الخمسينيات والستينيات، تحت حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن خليفته أنور السادات قد أعاد ترتيب السياسة الخارجية المصرية نحو الغرب والولايات المتحدة فى السبيعنيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *