«الملاريا» تعمق جراح دول غرب أفريقيا الموبوءة بإيبولا بـ3.5 ملايين إصابة
كشفت دراسة بريطانية، أن ما يصل إلى 10900 حالة وفاة إضافية بالملاريا، وقعت عام 2014، وأن عدد الحالات التى لم تتلق العلاج من المرض بلغ 3.5 مليون مريض، بسبب تعطل خدمات الرعاية الصحية في بلدان غرب أفريقيا (غينيا، سيراليون، وليبيريا) الموبوءة بفيروس “إيبولا” القاتل.
ووفقا لوكالة ” الأناضول”، جاء ذلك في دراسة أجراها باحثون بجامعة ”إمبريال كوليدج” البحثية في لندن، نشروا نتائجها فى مجلة “لانسيت” للأمراض المعدية، حسب مراسل الأناضول.
وأوضح الباحثون أن هناك 3900 حالة وفاة أخرى، وقعت بسبب نقص أعداد الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية (ITN)، التى تحمى من البعوض الناقل لـ”الملاريا”.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، حلل الباحثون البيانات الديمغرافية والصحية، لانتشار “الملاريا”، فى دول غرب إفريقيا الثلاث من عام 2000 وحتى بداية تفشي فيروس “إيبولا” فى مارس/اذار 2014، مقيمين عملية العلاج والرعاية الصحية في المستشفيات، فى تلك الفترة، لرصد التأثير المحتمل لوباء الأخير على حالات الإصابة والوفيات بالملاريا في تلك البلدان.
واستخدم الباحثون أيضاً النمذجة، لتحديد مدى قدرة خدمات الطوارئ في المناطق المتضررة، فى الحد من حالات “الملاريا” خلال اندلاع كارثة فيروس “إيبولا”.
وأشارت التقديرات إلى أن غياب الرعاية الصحية في المستشفيات، زاد من وفيات الملاريا بنسبة 35٪ (5600 حالة وفاة) في غينيا، و50٪ (3900) في سيراليون، و 62٪ (1500) في ليبيريا، عام 2014 .
كما كشفت التقديرات، أن وباء “إيبولا” أدى إلى توقف جهود مكافحة “الملاريا” بشكل كامل، حيث تبين أن عدد حالات “الملاريا” غير المعالجة، زادت بنسبة 45٪ (1.6 مليون مريض) في غينيا، و88٪ (1.3 مليون مريض) في سيراليون، و140٪ (520 ألف مريض) في ليبيريا، عام 2014.
وقال الباحثون إن “توفير الرعاية الصحية لمرضى الملاريا فى عام 2015 سيكون مسؤولاً عن منع 15600 حالة وفاة بالملاريا فى الدول الثلاث، وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لدعم الأنظمة الصحية هناك”.
وقال قائد فريق البحث الدكتور باتريك ووكر، بجامعة “إمبريال كوليدج، إن “وباء إيبولا الذى انتشر في أجزاء من غرب افريقيا، أثر على أنظمة الرعاية الصحية الهشة في عام 2014، وجعل مسألة توفير الرعاية الكافية للملاريا أمر مستحيل، وهذا التراجع يهدد الجهود السابقة التى تم إحرازها في مجال مكافحة الملاريا والقضاء عليه، على مدى العقد الماضي”.
وكانت دراسة سابقة أجراها فريق أمريكي بريطاني، الشهر الماضي، كشفت أن الدول الثلاثة الموبوءة بفيروس “إيبولا”، فى غرب إفريقيا، على موعد مع محنة صحية أخرى، تتمثل فى ارتفاع حالات الإصابة والوفيات بالحصبة إلى الضعف تقريبًا، بسبب تعطل النظام الصحي هناك.
وكان آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أفاد بتجاوز حصيلة ضحايا إيبولا، 10 آلاف و326 شخصاً في دول غرب أفريقيا، حيث طال الوباء لييريا، وغينيا، وسيراليون، منهم 3747 في الأخيرة وحدها.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية يوم 25 إبريل/نيسان من كل عام ليكون اليوم العالمي للملاريا لتعزيز الوعي بهذا المرض وكيفية تجنبه وطرق علاجه، وليكون مناسبة عالمية للتنويه بالجهود من أجل مكافحته.