مراكز صحية بأوغندا.. أبنية متهالكة تفتقر للتجهيزات والكوادر الطبية
على بعد 300 متر من الطريق العام، وبعد اجتياز طريق ترابي غير ممهد، يتراءى للقادم مبنى متهالك، سقفه متآكل، ونوافذه الخشبية محطمة.
هذا المبنى ليس إلا “مركز نساو الطبي 3”، الكائن في منطقة لويرو، 64 كلم شمال العاصمة كمبالا، وهو واحد من بين مئات المراكز الصحية التي يرثى لحالها في أوغندا، والتي من المفترض منها تقديم الرعاية والعناية الصحية للمواطن في هذا البلد الأفريقي.
ووفقا لوكالة “الأناضول”، المرفق الصحي، يمكن للأصحاء بالكاد الوصول إليه، ناهيك عن المرضى، والسقوف المتهالكة، والأسطح التي يتسرب منها الماء، والنوافذ المحطمة، وجناح الولادة المترب، وغرفة العمليات المزدحمة.
“لدينا مساحة صغيرة، وهذا يعني أن يضطر المرضى ذوو الحالات الحرجة للمشاركة في جناح الولادة مع الأمهات اللواتي يضعن حملهن”، هكذا استهلت حديثها لوكالة الأناضول كيبويجا أنستاسيا، التي تدير المركز.
إلا أن المساحة المحدودة، رغم ذلك، ليست هي العقبة الوحيدة في هذا المركز، الذي يعاني نقصا في عدد الموظفين والطواقم الطبية لرعاية المرضى.
وأضافت: “نطلب من القابلة أن تلاحظ المرضى حتى يأتي الطبيب في اليوم التالي”.
وعلى بعد حوالي 50 مترا من المنشأة الصحية، مرحاض تقليدي، بدون أبواب للخصوصية.
ويتشارك هذا المرحاض العاملون الصحيون والمرضى، وكذلك أفراد المنطقة المحيطة.
ويعمل المركز دون المتطلبات الأساسية، حيث يفتقر للثلاجات ولكثير من الأدوية الحيوية.
وتابعت “كيبويجا”: “إذا كان لدينا أدوية تتطلب تخزين خاص (في درجة حرارة منخفضة)، نرسلها إلى مراكز صحية أخرى”.
ولا يختلف الحال كثيرا في أغلب المراكز الصحية التي يقصدها المرضى بغية العلاج، حيث تعاني من الميزانيات الضعيفة والمباني المتهالكة، ونقص المعدات والمستلزمات الطبية.
إذ لا يوجد ماء ولا مراحيض لموظفي وأطباء ”مركز لوتولا الصحي 2”، حيث يتشارك مبنى معد لتخزين حبوب القهوة في منطقة لويرو أيضا.
وفي حديث لوكالة لـ”الأناضول”، قالت القابلة “نابوكيرا روبينا”، التي تعمل في المركز: “لحسن الحظ لدينا بئر ارتوازي أمام المبنى نحصل منه على الماء، لكن علينا أن نستأذن لاستخدام مرحاض تابع لإحدى المدارس يقع خلف المركز.
واشتكت “نابوكيرا” من عدم وجود المعدات الطبية الأساسية، بالقول: ”كان لدينا ميزان ولكنه تحطم”، قبل أن تلتفت إلى زميلتها متسائلة بسخرية: ”هل لدينا ترمومتر (مقياس للحرارة)؟”، قبل أن ترد الأخيرة ضاحكة: “كلا ليس لدينا واحد”.
وفي “مركز بونتونتومولا الصحي 3”، الذي يخدم آلاف المرضى في منطقة لويرو، قالت القابلة تاكوا إليزابيث، إنهم لا يستطيعون توفير الرعاية الصحية عالية الجودة بسبب ضيق مساحة المكان.
ويظهر في صيدلية المركز مقاعد، وخزائن وطاولات محطمة تقبع فوق أرضية متربة تظهر عليها بقع الإسمنت، في حين لا تتوفر في قسم العيادات الخارجية المعدات مثل: أجهزة قياس ضغط الدم والموازين، على الرغم أنه من المفترض أن يمتلك كل قسم أجهزته.
وفي المقابل، أشار “أسومان لوكواغو”، السكرتير الدائم لوزارة الصحة الأوغندية، إلى أن أوغندا تنفق 33 دولارا أمريكيا للفرد الواحد في قطاع الصحة، بما يعادل تقريبا ما تنفقه نظرائها من البلدان ذوات الدخل المنخفض، لكنه أقل بكثير من المتوسط الإقليمي.
وقال “لوكواغو” في تصريح لـ”الأناضول”: “خلافا لبلدان المنطقة، فإن التمويل الحكومي لقطاع الصحة العامة في أوغندا منخفض؛ حيث يبلغ 22.6 % من إجمالي النفقات الصحية في البلاد”.
وأضاف: “هناك إجماع على أن قطاع الصحة في البلاد يعاني قلة التمويل ولا يمكنه توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية للجميع؛ ما يسلط الضوء على الحاجة إلى استخدام الموارد المحدودة لصالح الفقراء والخدمات الأساسية”.