تقارير وتحقيقات

خبراء سياسيون: تفجيرات «القطيف» تحمل بصمات «داعشية» وأيادٍ إيرانية

وسط إدانات دولية وعربية، تبنى تنظيم”داعش” الهجوم الانتحاري الذي أستهدف مسجد “الإمام علي بن أبي طالب” ببلدة القديح في محافظة القطيف السعودية، أثناء صلاة الجمعة.

وكشف التنظيم على أحد مواقع الانترنت التابعة له عن هوية منفذ الهجوم، واسمه “أبو عامر النجدي”.

بدورها أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها “إنه أثناء أداء المصلين شعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، مما نتج عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين.

منفذ التفجير صالح بن عبدالرحمن صالح القشعمي

وباشرت الجهات المختصة مهامها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها.

وتعد عملية الجمعة أول هجوم على هدف للشيعة السعوديين منذ شهر نوفمبر الماضي، عندما قتل مسلحون 8 أشخاص على الأقل خلال احتفال بذكرى عاشوراء، شرقي السعودية، حيث تعيش الأقلية الشيعية.

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد هدد السعودية بسبب مشاركتها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم الذي استولى على أجزاء من العراق وسوريا، ودعا زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أنصاره في السعودية في نوفمبر الماضي إلى شن هجمات ضد أهداف شيعية.

وتعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية أن هناك أكثر من 2000 سعودي انضموا إلى التنظيم، بحسب تقرير نشرته “س أي إيه” الأمريكية بعنوان ” في عقر داركم تكون المعارك “، لكن المئات منهم عادوا إلى السعودية.

وشنت السعودية خلال الأشهر الأخيرة حملة أمنية قادت إلى اعتقال مئات من المشتبه بهم، ويتهم البعض “حزب الله السعودي” بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني بالضلوع في تفجير المسجد.

رسالة تهديد

وحول هذا الموضوع يقول جاسم محمد، رئيس المركز الأوربي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب بـألمانيا، إن هذه العملية جاءت في أعقاب حملة واسعة شنتها المملكة ضد جماعات سعودية في الداخل متورطة في عمليات إرهاب، بالإضافة إلى كونها عضو فاعل في التحالف الغربي، ولها دور في مواجهة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.

وأوضح “محمد” لشبكة الإعلام العربية “محيط” أن “داعش” يريد من وراء هذه العملية توصل رسالة إلى المملكة بأن تنظيم “جند الخلاقة” والذي يعد فرع “الدولة الإسلامية” في المملكة فاعل، ويستطيع أن يهدد أمن واستقرار السعودية.

ونوه إلى أن هناك أعداد من السعوديين طلب منهم “البغدادي” بالبقاء في المملكة لتنفيذ عمليات ذاتية أفضل من الالتحاق بهم في سوريا والعراق، منهم من تدرب هناك وعاد إلى المملكة.

وأضاف، أن استهداف مسجد الإمام “علي بن أبي طاب” في بلدة القديح في المملكة العربية السعودية، لم يكن هو الأول من نوعه، فقد سبق ذلك وأن تم استهداف حسينيات شيعية في المملكة.

وأعتبر أن “داعش” أختار مساجد للشيعية، ليقدم مقاتلة “العدو القريب” أي الطوائف والمذاهب والأديان في المنطقة، ويعطي ظهره للعدو البعيد “الغرب” بحسب قوله.

جهات أخرى

بينما نفي محمود جابر، الأمين العام لحزب التحرير الشيعي، أن يكون تنظيم الدولة وراء تفجير مسجد الإمام على بن أبي طالب، مشيراً إلى أن اختراق الدولة السعودية من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية أمر عسير، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.

وتوقع “جابر” في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية “محيط”، أن يكون هناك جهات أخرى لها مصلحة في تفجير الأوضاع الداخلية للمملكة، وإعلان الحرب السنية الشيعية.

وأوضح أن التوقيت مناسب من وجهة نظر الفاعل، لأنه يريد أن يوصل رسالة أن السعودية تعاني من عجز على ضبط الأمن الداخلي، وسمحت لـ”داعش” بتفجيره، ومن ثم يتم استغلال تلك الحادثة والاستفادة من توجيه أصابع الاتهام إلى الدولة السعودية، بحسب قوله.

وأضاف: “حتى تتفادى السعودية أثار تلك الجريمة، عليها أن تتخذ الإجراءات المناسبة حيال المنطقة التي وقع فيها التفجير، وأن تبحث وفوراً عن الجناة وتقدمهم للقضاء، وأن يكون هناك عمل اجتماعي وسياسي ملموس لدى أهالي المنطقة حتى يشعروا أن الدولة ليس من مصلحتها الإضرار بأي مواطن أو وقوع الأذى عليه”.

وتابع: “ومن المهم أن تتصدر معالجة آثار هذا التفجير والتحقيقات وسائل الإعلام السعودية على أوسع نطاق ممكن سواء داخلياً وخارجياً”.

إيران المستفيدة

وأرجع هشام العلي، باحث مختص في الدفاع والتسلح، وعضو مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية في بغداد، السبب في استهداف “داعش” لمسجد الإمام علي بن أبي طاب في بلدة القديح في المملكة العربية السعودية إلى احتدام الصراع الشيعي السني.

وأوضح “العلي” في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية “محيط” إلى أن تنظيم “داعش” يريد أن يعطي رسالة للجميع وهي “أن كل ما هو شيعي مستهدف من قبله، خصوصاً بعد التقدم الذي حققه في الانبهار والجبهة السورية.

وأشار إلى وجود تكهنات لدي البعض بأن إيران هي المستفيدة من هذا التفجير، كونه من الممكن أن يخلط الأوراق خصوصاً بعد ما اعتبرها “المواجهة الشيعية العربية في اليمن”، وأن هذا الرأي يستند على القاعدة الشائعة التي تقول”إذا أردت أن تعرف من هو الجاني فعليك أن تعرف أولاً من المستفيد”.

وتشن المملكة العربية السعودية و 9 دول عربية متحالفة معها، منذ 26 مارس الماضي غارات جوية على ما تقول إنها أهداف للحوثيين “يعتنقون المذهب الزيدي الشيعي”، والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح من أجل إعادة الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض.

الجدير بالذكر أن مدينة القديح تقع في الركن الشمالي الغربي من مدينة القطيف، وتبعد عنها حوالي ميل واحد تقريباً، في وسط غابة كثيفة من النخيل، تحتضنها من ناحية الغرب كثبان رملية عالية، وتطل شرقاً على جزء من ساحل الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى