الحكومة تفشل في تهدئة نار «الياميش».. والأسعار تتحدى رمضان
تشهد أسعار السلع الغذائية بشكل عام ارتفاع متواصل، لاسيما الأيام الحالية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ولم تفلح قرارات الحكومة المصرية في كبح جماحها.
وسجلت أسعار “الياميش” ارتفاعات “خيالية”، بحسب العديد من مرتادي الأسواق، الذين قالوا إنها لم تكن تلك في “الحسبان”.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على تداعيات ارتفاع أسعار مستلزمات رمضان على الفقراء والمحتاجين.
في البداية.. يقول إسلام محمود “عامل”: ” أنا رب أسرة مكونة من أربعة أفراد ولا يتعدي دخلي الشهري في أفضل الأحوال 1000 جنيه، ونتيجة لهذا المبلغ الزهيد، أفكر كثيرًا في أي عمل اعتزم به فيما يخص الإنفاق وشراء متطلبات البيت.
وأضاف: “هناك موجة عاتية من الغلاء خاصة، ونحن على أبواب الشهر الفضيل”.
ويتفق معه عبد العليم سيد موظف، أن أسعار “ياميش رمضان” هذا العام ارتفعت مقارنة بالعام الماضي كثيرًا، مشيرًا إلى أنه اضطر هذه السنة لشراء نصف الكمية التي تحتاجها أسرته كل عام.
وأضاف “سيد” أن أسعار التمر هذا العام تتراوح ما بين 25 جنيهً إلى 45 جنيهً للكيلو في حين يتراوح سعر المشمش 70 جنيها للكيلوا الواحد، لافتا إلى أن أسعار قمر الدين والعرقسوس وغيرها من “الياميش” قد تجاوز أسعاره الحدود المقبولة.
أما وحيد عبد المجيد مدرس، يرى أن هناك اتجاه عام لرفع الأسعار في كل سلعة وخاصة السلع الضرورية للمستهلك، لافتا إلى أن قمر الدين وصلت اللفة منه إلى 15 جنيهًا، وقال إن لم يستطع شراء “لفة واحدة”.
وأضاف: “أسعار العرقسوس هي الأخرى سجلت أرقامًا قياسية، والكيلو تخطي الـ40 جنيهًا، واشتريت الخروب بـ35 جنيهًا للكيلو.
من جانبه، قال الحاج عبد الحليم رضوان “صاحب محل عطارة وياميش”، إن سعر الكركديه وصل إلى 38 جنيهاً للكيلو، في حين سجلت “لفة التين” الـ800 غرام منها 45 جنيهًا،
ووصل سعر البرقوق المجفف 70 جنيهًا للكيلو، مضيفًا أن “المكسرات” وصل الكيلو منها إلى 150 جنيهًا.
وأرجع خالد الهواري تاجر “ياميش” ارتفاع الأسعار هذا العام إلى نقص الكميات المستوردة من الخارج نظرًا لازمة سوق الصرف وارتفاع أسعار الدولار وإجراءات البنك المركزي التي حجمت سقف الإيداع بالنسبة للدولار، حسب قوله.
وأوضح أن ما أعتبرها “أزمة السيولة” أجبرت تجار الجملة إلى خفض الكميات المستوردة إلى النصف مقارنة بالعام الماضي.
وبدوره، قال الدكتور عبد الحميد عبد المطلب أستاذ الاقتصاد، إن هناك خللًا كبيرًا في الميزان التجاري، مشيرًا إلى أن واردات مصر ارتفعت كثيرًا عن الصادرات.
وأوضح “عبد المطلب” أن مصر تستورد أكثر من 50 % من احتياجاتها، وخاصة “ياميش” رمضان الذي سجلت أسعاره أرقامًا قياسية، لافتا إلي أن نظام السوق المفتوح في مصر وقانون العرض والطلب جعل الفقراء فريسة في أيدي التجار والمستوردين.
وأضاف عبد المطلب، أن هناك فئة كبيرة من عموم الشعب المصري تنتظر شهر رمضان من كل عام على اعتبار أنه هناك وفرة في السلع وانخفاض في الأسعار؛ إلا أن هذا العام تشهد الأسواق زيادة في الأسعار للمواد الغذائية.
وطالب الدولة بالاهتمام بطبقة الفقراء، مشددًا على ضرورة أن تلعب دور المنافس، مبينًا أن التاجر الشريف هو من يستطيع أن يفرمل ارتفاع الأسعار.
الجدير بالذكر أن حكومة المهندس إبراهيم محلب، اتخذت مجموعة من القرارات الاقتصادية التي كانت تطمح من خلالها لفرملة السعار واحتواء السخط الشعبي العارم؛ إلا أن تلك القرارات لم تفلح في كبح جماح الأسعار، لاسيما وأن هناك أنباء تتردد عن موجة غلاء الأسعار سيشهدها الفقراء، ابتداء من السنة المالية الجديدة.