“1981” .. عام الرحيل والأوجاع
”هناك أعوام تبكي مفقوديها” هكذا شعر عام 1981 بالحزن والخيبة بعد أن مر وأخذ معه عدد من الشخصيات التي أثرت في العالم العربي وفى وجدان المصريين بصفة خاصة منهم من أثر به سياسيا وآخرون مزاجيا لينتهي العام ويجد أنه رسخ حزنا كبيرا لدى الناس.
إغتيال بطل الحرب والسلام
”إني مستعد ان اسافر إلى آخر العالم” عندما قالها في خطابه الشهير الذي أدهش العالم في 9 نوفمبر 1977 أمام أعضاء مجلس الشعب المصري، ترحيبا منه بكل سبل السلام مع إسرائيل، لم يكن يدرك الرئيس الراحل محمد أنور السادات أنه سيأتي اليوم الذي يذهب فيه إلي آخر العالم دون عودة.
بدأ العرض العسكري في احتفالات السادس من أكتوبر عام 1981م وفي الساعة الحادية عشر جلس السادات وبجانبه نائبه محمد حسني مبارك ولفيف من القادة وكبار رجال الدولة والضيوف المشاركين في الحفل لمشاهدة العرض وفجأة توقفت سيارة امام المنصة تماما.
وفي لحظات تلاحقت الطلقات النارية لستقر احداهم في عنق السادات ولكنه وقف على قدميه في ليجعل خالد الاسلامبولي وهو أحد منفذي الهجوم يبادر دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات ليتوفي على إثرها ومعه 7 آخرين ليعلن إغتيال بطل الحرب والسلام. وقبل وفاة الرئيس السادات فقدت مصر والساحة الفنية عدد من أبرز شعرائها وفنانيها.
يحي الطاهر
”ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد..لم يمت وهل يمت الذي (يحيى) كأن الحياة أبد” كتب هذه الكلمات الشاعر الكبير أمل دنقل رثاءا لصديق عمره يحيى الطاهر الذي توفي في التاسع من أبريل عام 1981 إثر تعرضه حادث سيارة على طريق القاهرة الواحات وكان لم يتجاوز الثالثة والأربعين.
كان الطاهر أبرز شعراء القصة القصيرة في فترة الستينات وربطته صداقة قوية مع الكبيرين عبد الرحمن الأبنودي و أمل دنقل وله العديد من اﻷعمال الإبداعية المتميزة أهمها الطوق والأسورة وترجمت مؤلفاته إلى الإنجليزية وقام بترجمتها دنيس جونسون ديفز وإلى الإيطالية والألمانية والبولندية.
جان السينما وأسطورة الجيتار
أكثر ما فزع المصريين وأحزنهم قبل وفاة الرئيس السادات كان خبر مصرع عازف الجيتار الشهير عمر خورشيد الذي طل على معجبيه بعدد من اﻷعمال الفنية رغم قتها إلا أنها كانت مميزة وعمل مع كبار المطربين والفنانين أبرزهم: محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وأم كلثوم.
شارك عدد من الفنانات بطولة أفلامهن مثل صباح ومديحة كامل، وتوفي خورشيد في 29 مايو 1981 جراء حادث تصادم مروري عقب خروجه من الرولاند هو وزوجته اللبنانية “دينا” في نهاية شارع الهرم أمام مطعم “خريستو” ودارت العديد من اﻷقاويل حول هذه الحادثة.
عاشق أم كلثوم
”ما جال في خاطري أنّي سأرثـيها، بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها، قد كنتُ أسـمعها تشدو فتُطربني، واليومَ أسـمعني أبكي وأبـكيهــا” بعد 5 سنوات من كتابة هذه الأبيات التي رثا فيها أم كلثوم التي توفيت عام 1975، لحق الشاعر الكبير أحمد رامي بمنية قلبه ومحبوبتها التي لازمها لسنوات في العمل ولكن لم يتزوجا.
توفي شاعر الشباب في 5 يونيو لعام 1981، عن عمر يناهز 89 عاما بعد مشوار ملئ بالنجاحات الفنية، حيث كتب أغاني لكبار الفنانيين وأهمهم كوكب الشرق “أم كلثوم” التي قدم لها حوالي 110 أغنية وحاز على العديد من الجوائر واﻷوسمة عن أعماله أهمها ” ديوان رامي بأجزائه الأربعة – أغاني رامي – غرام الشعراء – رباعيات الخيام”.
رائد الشعر الحر
في العام ذاته فقدت الساحة الفنية الشاعر محمد صلاح الدين عبد الصبور الذي يعتبر أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي.
رحل عبد الصبور في الثالث عشر من أغسطس عام1981 إثر تعرضه إلى نوبة قلبية حادة أودت بحياته بعد مشادة كلامية مع الفنان الراحل بهجت عثمان.
صاحب الملامح الشقية
وقبل نهاية العام رحل عن عالمنا الشاب الوسيم والملحن الكبير منير مراد في السابع عشر من أكتوبر عام 1981 عن عمر يناهز الستين عاما، بعد رحلة فنية طويلة مليئة باﻷعمال المميزة، حيث عمل مراد مع كبار الفنانيين أمثال عبد الحليم حافظ وشادية وصباح ولحن أجمل أغنايهم التي لا ينساها المستمع المصري وشارك في بعض اﻷفلام السينمائية أشهرها “نهارك سعيد”.
ولد منير الذي تميز بخفة ظله وملامحه الشقة عام 1920 في عائلة يهودية اﻷصل وهو شقيق المطربة الراحلة ليلي مراد واسمه الحقيقي موريس زكي مراد، إلا أنه أعلن إسلامه وتزوج من الفنانة المعتزلة حاليا سهير البابلي.