تعليمات “الأوقاف” حبر على ورق.. دعاية انتخابات الرئاسة على ألسنة خطباء
قبل أيام قليلة، من بدء جولة الإعادة بين الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، والفريق أحمد شفيق، والمقرر إجرائها يومى 16، 17 من الشهر الجارى، تخلى خطباء المسجد عن تعليمات وزارة الأوقاف، بضرورة إبعاد المساجد والمنابر عن الدعاية الانتخابية، وشهدت العديد من المساجد قيام الخطباء بتوجيه المصلين للتصويت لمرشح بعينه، مما أدى إلى نشوب مشاجرات بين المصلين والخطباء، بل تطورت إلى قيام المصلين فى قنا بإنزال الإمام من على المنبر ومنعوه من استكمال الخطبة.
ففى الغربية شهد مسجد سيدى محمد الحنفى بمنطقة الصاغة هجوم من بعض المصلين على المهندس سعد الحسينى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب إثر قيامة عقب الصلاة بمطالبة المصلين باختيار محمد مرسى رئيسا للجمهورية ووصف الفريق أحمد شفيق بأنه جزء من النظام الفاسد الذى حكم مصر على مدار 30 عاما ذاق خلالها المصريون الظلم والقهر مما دفع عدد من المصلين بالهجوم عليه.
واتهموه هو وحزب الحرية والعدالة بالسعى على تحقيق مصالحهم الشخصية وعدم الاعتراف بغير ذلك دون النظر لمصلحة الوطن وشعبة وكادت تحدث اشتباكات بالأيدى بين أنصار الإخوان المسلمين المرافقين للحسينى وبين المصلين لرفضهم استغلال المساجد فى الدعاية الانتخابية لمرشح الحرية والعدالة واتهم المصلين جماعة الإخوان المسلمين بالعودة وبصورة كبيرة لما كانوا يحذرون المصريين منه أثناء حكم الحزب الوطنى من استغلال المساجد لمرشحيهم وأنهم لا يختلفون عنهم وأن الغاية لديهم تبرر الوسيلة طالما استخدموها لصالحهم دون غيرهم.
وفى ذات المحافظة، شهدت قرية دماط التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية بتقديم بلاغ ضد إمام مسجد الهدى بالقرية لقيامة بالدعاية لانتخاب محمد مرسى مرشح الحرية والعدالة لرئاسة الجمهورية مما تسبب فى نشوب مشاحنات بين أنصار مرسى وشفيق داخل وخارج المسجد بعد أن طالب المصلين بعدم انتخاب الفريق شفيق لأنه من رموز النظام السابق.
حيث قام سعيد يوسف يونس من أهالى القرية بتقديم بلاغ بمركز قطور اتهم فيه خطيب المسجد بإثارة المشاكل والفوضى داخل المسجد واستخدام المسجد فى الدعاية لمرشح الحرية والعدالة ضد مرشح آخر واستخدام المساجد فى غير الصلاة والعبادة.
وفى البحر أحمر تعرض خطيب مسجد “بلال بن رباح” بالغردقة لهجوم لاذع وعنيف من المصلين عقب صلاة الجمعة وذلك بعد قيامه بالهجوم على النظام السابق ودعوته للمصلين من أجل انتخاب مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى رئيسًا للجمهورية أمام الفريق أحمد شفيق.
كان حيث بدأ خطيب المسجد خطبته بالهجوم على النظام السابق ممثلا فى الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى متهما إياه بالمسئولية عما وصلت إليه أحوال البلاد من سوء، بينما قام بالدعوة من فوق المنبر لانتخاب الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين رئيسا للجمهورية، مبررًا ذلك بأن مرسى فيه الخير والصلاح لمصر.
وما إن فرغ المصلون من صلاتهم إلا وتتدافعوا إليه محاولين التعدى عليه بالضرب لولا تدخل العقلاء الذين حاولوا تهدئه الأمر، حيث عبر المصلون عن رفضهم على ما قام به الخطيب، مؤكدين أنهم ليسوا ضد “شفيق” أو “مرسى”، ولكنهم ضد استخدام المساجد وهى بيوت الله للأغراض السياسية وإنما جعلت المساجد لعبادة الله.
وفى محافظة مطروح أكد الشيخ دخيل حمد إمام وخطيب مسجد الفتح الإسلامى أكبر معاقل الدعوة السلفية بمحافظة مطروح أن الشورى فى الإسلام تعنى حكم الناس بدين الله، وما جاء فيه نص من القرآن الكريم ليس فيه شورى، فالشورى تكون فى الأمور لاجتهادية التى لم يرد نص بشأنها وفى هذه الحالة يؤخذ برأى الأغلبية، وقال خلال خطبة الجمعة إن الديمقراطية عند أهلها تناقض الإسلام لأن معناها عندهم ليس كما عند المسلمين، فهى حكم الشعب للشعب، والشعب هو مصدر السلطات، فأين سلطان الله؟! فالديمقراطية دين يخالف دين الإسلام، ويقول الناس أن الديمقراطية هى الشورى، والفرق بينهما كبير ولا يلتقيان أبدا.
كما أشار إلى أن الليبرالية تعنى الحرية عند أصحابها، حتى أنهم يقولون لو قابلك الشيطان على قارعة الطريق فاترك له المجال فأنها حرية وما شابه ذلك من الحريات فى زواج الرجال بعضهم لبعض وغير ذلك وهو لا يتفق مع الإسلام.
وقال إننا الآن بين خيارين الإسلام أو أعداء الإسلام، بين من يطبق شرع الله ويعمل بالإسلام ومن يقول أنه سوف يحذف الآيات القرآنية من المناهج، ونحن لا نقف وراء أشخاص بل نريد الإسلام، ويقولون أننا نختلف مع الإخوان المسلمون ونحن لا ننكر هذا فالاختلاف فى الفروع وليس فى العقيدة.
وناشد الأغلبية الصامتة والسلبيين الذين سيقاطعون الانتخابات بالخروج والإدلاء بأصواتهم من أجل نصره دين الله، فأن تقاعسهم يكون فى غير مصلحة الإسلام، فنحن لا نريد أن يعود النظام السابق ونريد أن نحكم بشرع الله. كما وجه الشيخ حكيم أحد كبار مشايخ الدعوة بمطروح عقب أداء صلاة الجمعة، الدعوة لكل الأهالى لحضور المؤتمر الجماهيرى الحاشد الذى سيقام غدا بعد صلاة الظهر بجوار مسجد الفتح بحضور الدكتور محمد مرسى المرشح الرئاسى.
سيطرت حالة من الاستياء والغضب على المصلين بمسجد “آل عمران” بقرية الرئيسية التابعة لمركز نجع حمادى بعد قيام إمام المسجد بالدعوة الصريحة لانتخاب الدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية، كما قام بسب نواب مجلس الشعب والشورى عن الدائرة وعدد من كبار ورموز العائلات بمركز نجع حمادى الذين يدعمون الفريق أحمد شفيق، وعلى إثر ذلك قام المصلون بإنزاله من أعلى المنبر ومنعه من استكمال الخطبة.
وقال عدد من المصلين لـ”امل مصر”، إن إمام المسجد كاد أن يتسبب فى فتنة بين القبائل والعائلات، بعد أن قام بالتعدى بالألفاظ على عدد من كبار ورؤوس ورموز العائلات بنجع حمادى.
وأشار المصلون إلى أن منبر المسجد ليس مكانا لتصفية الحسابات وتوجيه الناس سياسيا، ولكنه مكانا لجمع ولم شمل المسلمين ونشر روح التسامح فيما بينهم.
وشهدت قرية مسير التابعة لمركز كفر الشيخ اليوم مشادة بين خطيب مسجد القرية والمصلين لتكفير الخطيب لأحمد شفيق، كما سب الإعلامى توفيق عكاشة بقوله “عفاشة” ودعا الخطيب لانتخاب الدكتور محمد مرسى، مما أثار سخط الحضور وحدثت مشادة بين المؤيدين والمعارضين، وتحرر محضر رسمى بالواقعة رقم 5673إدارى مركز كفر الشيخ وجارى تحويله للنيابة العامة.
كما نشبت مشادة حامية بين المصلين بزاوية عبد العال التابعة للأوقاف بمدينة دسوق وإمام المسجد الذى ألقى خطبة الجمعة، حيث دعا المصلين للتصويت للدكتور محمد مرسى كمرشح إسلامى. وأضاف أنه المرشح الإسلامى الذى سيخاف الله فينا وقال يجب أن نعطى الفرصة لمرسى ونجربه مما أدى لاستياء بعض المصلين لخروج الخطبة عن مضمونها وانتظروا الخطيب حتى تم الانتهاء من صلاة الجمعة ودخلوا معه فى مشادة حامية. وأكد عدد من المصلين أنتهم سيتقدمون بشكاوى لإدارة الأوقاف ضد إمام المسجد.
جدير بالذكر أن أشرف صحصاح منسق حملة شفيق بكفر الشيخ كان قد تقدم بشكوى لوزير الأوقاف يطالبه بعدم توجيه خطباء المساجد لأى مرشح رئاسة الجمهورية واستجاب الوزير لذلك، وتم التنبيه على الخطباء بكفر الشيخ إلا أن الخطباء لم يلتزموا بالتعليمات.