المعارضة السورية: الحكومة الجديدة تضليل
اعتبرت المعارضة السورية تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب تضليلا للداخل والخارج، ووصفت الوزيرين اللذين ضمتهما الحكومة من معارضة الداخل بأنهما يمثلان “معارضة مدجنة”. يأتي ذلك وسط جهود دبلوماسية عربية ودولية لإنهاء الأزمة.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن إعلان الحكومة السورية الجديدة يعتبر “تضليلا يشبه إعلان إلغاء حالة الطوارئ” في سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس بشار الأسد “لا يمكن أن يكون جزءا من الإصلاح”.
وأضاف في مكالمة هاتفية مع وكالة الأنباء الفرنسية أن هدف الأسد من إعلان الحكومة هو “الإيحاء بأنه قام بتطبيق كل رزمة الإصلاح ولم يبق إلا إعلان الحكومة لتستوي الأمور”.
وأضاف سيدا -الذي انتخب هذا الشهر رئيسا للمجلس الوطني- “الآن نحن نعتبر أن الأسد هو جزء أساسي من المؤسسة القمعية والأمنية، وبالتالي لا يمكن لأي إصلاح إلا أن يتم من دونه”.
وكان الرئيس السوري أصدر اليوم السبت مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب، وتضم شخصيتين من معارضة الداخل التي تطالب بإصلاحات سياسية رافضة أي تغيير يتم فرضه من الخارج، في حين احتفظ فيها وزراء الخارجية والدفاع والداخلية بحقائبهم.
والوزيران المعارضان اللذان لا ينتميان إلى المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج هما رئيسا “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” الشيوعي السابق قدري جميل نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعلي حيدر وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية، وهي وزارة مستحدثة.
واعتبر العديد من الخبراء أن السلطات السورية لا تزال تتصرف بطريقة “التحدي” مع الداخل والخارج عبر رفضها لإصلاحات جذرية أو تغيير حقيقي “يحمي الوحدة الوطنية المهددة جراء الأزمة الراهنة من تمزق واقعي لا تحمد عقباه”.
جهود دبلوماسية
وفي هذا الإطار قال مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية إن أمينها العام نبيل العربي توجه اليوم السبت إلى بروكسل في جولة أوروبية يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الأوروبيين لبحث تطورات الأزمة السورية.
ووصف المصدر الزيارة بأنها مهمة لأن العربي سيلتقي ممثلي الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية مصر والعراق والأردن وتونس والمغرب في اجتماع مشترك يبدأ غدا الأحد.
وقال المصدر إن هذا الاجتماع يبحث رؤى الجامعة العربية ومقترحات المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان التي ستطرح للنقاش في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن سوريا المقرر عقده في جنيف السبت المقبل.
وتأتي زيارة العربي تلبية لدعوة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وفي إطار التشاور الدائم بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي.