أسرار الإطاحة برئيس المخابرات.. القرار اتخذه المشير ووقعه مرسى.. مصادر
كشفت مصادر مطلعة أن قرار إقالة اللواء مراد موافى، الرئيس السابق لجهاز المخابرات كان معدا سلفا من جانب المجلس العسكرى، خاصة بعد التصريحات التى قال فيها موافى أن الجهاز، كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات لهجوم إرهابى يستهدف وحدات فى سيناء، قبيل وقوع حادث رفح. هذه التصريحات أزعجت قيادات المجلس العسكرى، كما قالت المصادر، خاصة حينما أكد موافى أن المخابرات العامة أبلغت الجهات المعنية بذلك، مشيرا إلى أن المخابرات العامة جهاز جمع وتحليل معلومات، وليس جهة تنفيذية أو قتالية، وتنتهى مهمته عند إبلاغ المعلومات للمعنيين بها من أجهزة الدولة. المصادر أكدت أن تصريحات موافى وضعت المجلس العسكرى فى ورطة، خاصة أن المعلومات التى تحدث عنها ذهبت إلى مسؤولى وزارة الدفاع، وبالتالى فإنهم مسؤولون بالتعاون مع المخابرات الحربية عن تنفيذ الخطط التى من شأنها منع وقوع حادث رفح.
ولفتت المصادر إلى أن العلاقات بين المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى، واللواء مراد موافى متوترة منذ فترة، وزاد من توترها تصريحات موافى الأخيرة التى اعتبرها أعضاء العسكرى أنها بهدف تحميلهم المسؤولية عن حادث استشهاد 16 ضابطا وجنديا مصريا على الحدود.
«اليوم السابع» علمت أن الساعات السابقة لإقالة موافى وإحالته للمعاش، شهدت قنوات اتصال متواصلة بين وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية لتحديد مصير موافى، خاصة مع إصرار طنطاوى على إقالته، وهو ما استجاب له الرئيس محمد مرسى الذى حضر اجتماع مجلس الدفاع الوطنى، ووجد قرار إقالة موافى متوافقا عليه من قيادات المجلس.
وأشارت المصادر إلى أن ما قاله موافى بأن جهاز المخابرات هو جهاز لجمع المعلومات هو صحيح، حيث يقوم بحصر المعلومة، ويؤكدها ثم يبلغ بها الجهات التنفيذية، وهى القيادة العامة للقوات المسلحة لتقوم بتبليغ التشكيلات والوحدات للاستعداد لمواجهة المعلومات التى أتت بها المخابرات. اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية، قال إن التصريحات الأخيرة للواء مراد موافى، رئيس جهاز المخابرات المطاح به، قد تكون سببا من الأسباب الرئيسية للإطاحة به من منصبة حيث كشفت تلك التصريحات عن معلومات خطيرة حصل عليها جهاز المخابرات عن الحادث الغادر الذى نفذه مسلحون واستهدف كمينا للجيش والشرطة فى سيناء.
سيف اليزل رد من جانبه على ما قيل بأن تغيير رئيس جهاز المخابرات سيستتبعه تغيير فى سياسة الجهاز تجاه تيارات الإسلام السياسى، والإسلام الجهادى بالمنطقة، وقال إن التغيرات الجديدة فى جهاز المخابرات، لا تعنى وجود تغيرات فى الخطوط العامة للجماعات الجهادية، أو جماعات الإسلام السياسى، أو التنظيم الدولى للإخوان، مؤكدا على أن جهاز المخابرات العامة ليس له علاقة بالأنشطة الدينية، وأن هذه المسألة خارج حدود اختصاصه.
وتحدث سيف اليزل عن اللواء محمد رأفت شحاتة، رئيس جهاز المخابرات، الجديد، وقال إنه عمل معه لسنوات طويلة، ظهر خلالها أنه رجل كفء ويتمتع بخبرة طويلة فى أعمال المخابرات، كما أنه عمل بالخارخ بعض الوقت فى دول عديدة منها غزة، مشيرا إلى أن اللواء شحاتة كان ضمن القائمين على صفقة تسليم جلعاد شاليط، الأسير الإسرائيلى، إلى بلاده مقابل الإفراج عن 1037 من الأسرى الفلسطينيين القابعين فى سجون الاحتلال. فى نفس السياق، استبعد الدكتور نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الاستراتيجية، أن يكون الرئيس محمد مرسى قد انتهز الفرصة من وراء إقالة اللواء مراد موافى لصناعة رجال الدولة من الموالين له، مؤكدا أن جهاز المخابرات العامة، سيعين رجلا يتمتع بمهنية العمل وذو كفاءة عالية، مؤكدا أن الخطوط العريضة التى تسير عمل جهاز المخابرات العامة، لن تختلف فى ظل وجود أى رئيس جديد للجهاز، لأن النظام ثابت لا يتغير، موضحا أن رئيس الجهاز يتغير كل فترة زمنية، ولا يعنى ذلك أن تتغير مع كل رئيس جديد السياسة العامة للجهاز.