طارق الزمر لـ”خالد صلاح” فى برنامج الأسئلة السبعة
قال الدكتور طارق الزمر، القيادى بالجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية،
إن العقل له دور كبير فى الإسلام لا يستطيع أن ينكره أحد فهو مناط
التكليف، فله 3 من أصل 10 أدلة من أدلة التشريع فى الإسلام، وأن الإسلام
ليس ضد العقل بل يدعو فى كثير من آيات القران الكريم والأحاديث النبوية إلى
التفكر والتدبر ويحرم الخمر لأنه يغيب العقل، وكرم الإنسان بأن جعل العقل
هو مناط التكليف، والعقل حاضر فى الشريعة الإسلامية ككل ولكن البعض يريد أن
يوجه اتهامات دون أدلة.
وأضاف الزمر، خلال حوار لبرنامج”الأسئلة السبعة” الذى يقدمه الكاتب الصحفى
خالد صلاح على قناة “النهار”، أن الشريعة الإسلامية هى المرجعية العليا
للتشريع فى الدستور المصرى وغير مخالفة له حسب تفسيرنا لها فهى لا تخالف
ثوابتنا الشرعية، مشيرا إلى أن الإسلام يحارب الفقر والفساد ويولى
الضروريات التى تحقق الكفاية للمحتاجين عن أى شئ آخر، مطالبا برفع شأن
المجتمع أولا وهو الأمر الذى توليه الشريعة اهتماما كبيرا، مشددا على أهمية
توفير مناخ معين قبل تطبيق الأحكام الفقهية الخاصة به من توفير متطلبات
الفرد ورفع المظالم عنه.
وتمنى الزمر لو لم تثر قضية مخالفة القسم فى مجلس النواب الجدد بمجلس
الشعب، فالدستور حسب تفسير فقهاء الدستور لا يخالف الشريعة وزيادة القسم
ليس لها داعى، مشددا على أن الحركات الإسلامية كانت تعانى كثيرا من التشنج
لعدم إتاحة الفرصة لها، ولما كانوا يتعرضون له من تضييق، ولفت إلى أن تلك
الحركات لم يسمح لها بالحركة المرنة التى تسمح لها بالنضج الكافى، والذى
حدث لاحقا بشكل كبير فى فترة وجيزة جعلها تحصل على أغلبية الأصوات
الانتخابية بما يعبر عن ثقة الناخبين وعن ميلهم الطبيعى تجاه الإسلاميين،
لافتا إلى أن حزب النور انزوى سياسيا فى المرحلة السابقة لأنه كان يرى أن
أى تأييد لنظام مبارك كفر، وأن أى عمل سياسى فى تلك الفترة سيؤدى إلى ذلك.
وأضاف أن ميدان التحرير ليس حكرا على أحد حتى يمنع الإخوان المسلمين من وضع
منصتهم للتعبير عن أنفسهم كباقى تيارات الثورة، معتبرا أن كثرة الاحتكاكات
بين القوى السياسية تفشل الثورة التى لن نجد غيرها لتطبيق الديمقراطية
وإصلاح مصر، مطالبا بإتاحة الفرصة للأغلبية التى اختارها الشعب لتمثيله فى
البرلمان من تحقيق مطالب الجماهير، مع الاحتفاظ بحق الجميع فى التعبير عن
رأيه.
واعتبر الزمر، أن الشرعية الآن لمجلس الشعب بقوة الدستور، لافتا إلى أن
الميدان هو من صنع الثورة والشعب هو من اختار البرلمان فيجب على الميدان أن
يتيح الفرصة للبرلمان حتى ينفذ مطالب الشعب الذى اختاره مع الاحتفاظ بحق
الميدان فى الاحتجاج والتظاهر الذى لولاه لما نفذت الكثير من مطالب الثورة،
لكن لابد أن من تنظيم شكل الميدان ليتظاهر الثوار دون تعطيل مصالح الناس،
لافتا إلى أن الإسلاميين هم أكثر القوى السياسية الملتزمة بالديمقراطية رغم
أنهم لم يتمكنوا من ممارستها من قبل، فالإسلاميون يحترمون استفتاء 9 مارس
عن القوى الليبرالية التى تنقلب علية بدعوى تقصير الفترة الانتقالية، التى
نسعى نحن لتقصيرها ببرنامج متزن يضمن عدم وقوع أى خلل.
وقال الزمر، إن ميدان التحرير أصبح سيفا مسلطا على رقبة أى فرعون أو ظالم،
مبديا استعداده أن يموت فيه ضد أى ظالم من أجل مصلحة أبنائه وأحفاده، وأننا
لن نستطيع التحرك خطوة للأمام دون أن يحصل الشهداء على حقوقهم، وأن أفضل
تعبير عن ذلك الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب، مشددا على أن شهداء ماتوا فى
سجون مبارك تحت أحذية سجانى مبارك وقد حرموا حتى من حق تغسيلهم والصلاة
عليهم، منبها على أن هؤلاء الشهداء لا يقلون قدرا عن شهداء الثورة، مطالبا
بتكريمهم مع شهداء ثورة 25 يناير.
ولفت إلى الأسباب التى دعت الجماعة الإسلامية للوقوف ضد وثيقة السلمى وهى:
الإصرار على تعديل المادة الثانية من الدستور التى تؤكد فى شكلها المقترح
على أن مصر دولة مدنية ديمقراطية فى إشارة إلى علمنة الدولة – حسب تفسيره –
وإعطاء صلاحيات فوق دستورية للمجلس العسكرى وخصوصية ميزانية الجيش، رافضا
مصطلح مدنية إذا كان يعنى علمانية، ومعتبرا أن مصطلح ديمقراطية يكفى، كما
رفض إقحام الجيش فى الحياة السياسية، وأن أى مادة تنص على ذلك ستكون بمثابة
حثالة دساتير العالم.
وشدد الزمر، على أن خلاف التيارات الإسلامية حول الرؤى السياسية فى
الانتخابات بمثابة رسالة طمأنة لمن يتخوفون من الإسلاميين بأنهم يختلفون فى
الرؤى لتفسير الإسلام وكذلك لا يكفرون من يختلف معهم من الأحزاب والأشخاص
وخاصة العلمانيين.
ولفت إلى إن الجماعة الإسلامية لا تفوت فرصة للتعاون مع كافة التيارات
السياسية لصالح مصر بما فى ذلك حزب المصريين الأحرار وكافة القوى السياسية،
لافتا إلى أن هجوم المهندس نجيب ساويرس ليس عملا سياسيا لأنه انتقد التيار
الدينى الأقوى شعبيا مما أحدث حالة استقطاب سياسى ودينى تجاه الإسلاميين،
ويمكن أن يحدث حالة توتر بين المسلمين والأقباط.
وأنهى الزمر حديثة مطالبا المجلس العسكرى بأن يدفع عن نفسه شبهة التدخل فى
الحياة السياسية، وإتمام الفترة الانتقالية بحيادية تامة حتى يكتب له
التاريخ انتصارا أعظم من انتصار أكتوبر حرر فيه مصر كلها وليس سيناء فقط،
متسائلا: لماذا يتم مصادرة شريط فيديو من قناة العربية تحدث فيه الفريق
أحمد شفيق عن وضعية المشير طنطاوى بعد الفترة الانتقالية، وأنه سيكون فى
منصب أكبر من منصب وزير الدفاع؟