صحة وطب
تغيير نمط الحياة .. السبيل لإنقاص الوزن
مع بداية العام الجديد تصبح دوافع الشخص لإنقاص الوزن أكبر منها في أي فترة أخرى، ويفطن مقدمو برامج الحمية الغذائية إلى هذه الحقيقة فتراهم يروجون لبرامجهم التي تتضمن وصفات وأدوات جديدة لإزالة الدهون، وتشترك الحملات الدعائية لبرامج الحمية الغذائية المختلفة في عبارة: إنقاص الكثير من الوزن في فترة قصيرة وبدون عناء.
وتحذر آنيا بات من رابطة علماء التغذية في مدينة بون غربي ألمانيا، من التركيز على عنصر الأثر السريع لبرنامج الحمية الغذائية، مؤكدة على أن الأهم في هذه العملية هو التركيز على تغيير عادات السلوك الغذائي عند الراغبين في إنقاص أوزانهم، مشيرة إلى أن “الشخص الذي يتمكن من المحافظة على تغيير سلوكه الغذائي بشكل دائم يتمكن دون غيره من الحفاظ على رشاقته بشكل دائم أيضاً”.
وأوضحت بات أن البرامج التي يطلق عليها الحمية الغذائية السريعة، هي مجرد وسيلة مساعدة قصيرة الأجل لكنها لا تغير شيئاً في الأساس؛ إذ أن تأثيرها يشبه لعبة اليويو، حيث تعود الدمية بعد شدها إلى الوضع الذي كانت عليه.
من جانبها أوضحت سونيا مانهارت مستشار التغذية بمدينة فرايبورغ جنوبي ألمانيا، أن ثمة مشكلة أخرى في برامج الحمية الغذائية السريعة تتمثل في أن هناك خطراً متنامياً جراء اضطراب السلوك الغذائي المصاحب لهذا النوع من الحميات السريعة، محذرة أن مثل هذه البرامج تضع الجسم تحت ضغط الأمر الذي يسبب فوضى في نظام الجوع والشبع في الجسم، وأكدت مانهارت على أن المصارحة في هذا الأمر على درجة كبيرة من الأهمية حتى لو كانت غير مريحة.
وبدلاً من هذه البرامج، ينصح خبراء التغذية بعمل مذكرات يومية كخطوة أولى وتقول بات :”إن على المرء أن يسجل في هذه المذكرات كل ما يأكله حتى يتمكن من إدراك الموقف الراهن”، موضحة أن الخطوة التالية تتمثل في قيام خبير بتحليل ما تم تدوينه في هذه المذكرة قائلة :”أحياناً تكفي جلسة استشارات غذائية واحدة لإحداث تغيير”.
ومن المهم بعد ذلك أن يضع الشخص لنفسه أهدافاً واقعية وأن يفرح بالنجاحات الجزئية التي يحققها في حميته؛ حيث تحافظ هذه الخطوة على حدوث ارتفاع ملحوظ في دوافع اتباع حمية غذائية.
من جانبها أشارت نيكولا ميرباخ من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين، أن الإنترنت يقدم مساعدة للراغبين في اتباع حمية غذائية لكن هذه المساعدة لا تؤخذ في كل الأحوال على محمل الجد، مؤكدة على أن وعوداً مثل “إنقاص الوزن بمقدار عشرة كيلوغرامات في أسبوع” هي من قبيل الهراء، ونصحت الراغبين في إنقاص أوزانهم ببحث ما إذا كان برنامج الحمية الغذائية المعروض عليهم قائماً على خبرات علمية.
في الوقت نفسه، أكدت الخبيرة الألمانية بات على ضرورة أن يكون برنامج الحمية الغذائية مناسباً لطبيعة الحياة اليومية للشخص، ومن ثم يجب أن يسأل الراغب في اتباع برنامج حمية نفسه عن الوقت الذي سيستغرقه البرنامج ومدى المجهود الذي سيبذل لإعداد وصفاته، وما إذا كان من السهل توفير ما يتضمنه هذا البرنامج من وصفات.
وأضافت بات أن برامج الحمية الغذائية لا تُشكل حلاً نهائياً ودائماً لمشاكل الوزن الزائد، غير أنها أشارت إلى أنه يوجد حميات يمكن اعتبارها بمثابة بداية حيث يمكن أن تساعد في أحسن الأحوال على بدء تغيير النظام الغذائي.
وثمة اتفاق سائد على أن تغيير السلوك الغذائي ليس العامل الوحيد في نجاح الحمية الغذائية بل إن المواظبة على ممارسة الرياضة تمثل العامل الآخر لتحقيق هذا النجاح، حيث ينصح الخبراء هؤلاء الذين ينشدون تسريع وتيرة برامج حميتهم الغذائية عن طريق ممارسة الرياضة أن يراعوا نوعية الرياضة التي تساعد في حرق أكبر قدر من السعرات الحرارية.
وأشار البروفيسور إنجو فروبوزه من مركز الصحة التابع لكلية التربية الرياضية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا، إلى أن جزءاً كبيراً من عملية التمثيل الغذائي لا تنتج بشكل مباشر عن طريق النشاط البدني بل إن الهدوء يسهم كذلك في إتمامها.
وينصح فروبوزه بضرورة مراعاة أن يتمتع الجسم بأعلى معدل لحرق الدهون بشكل ثابت، والوسيلة الأنسب لتحقيق هذا الهدف تتمثل في المزج بين ممارسة تمارين قوة التحمل وتمارين تقوية العضلات؛ لأن الذين يمارسون هذه التدريبات الرياضية يحرقون الدهون بصورة أكثر من غيرهم وأضاف أن الأمر “يشبه موتور سيارة مُعدل حيث يتميز بأن معدل حرقه أكبر من نظيره التقليدي”.