محمد منير لـ “امل مصر” من ألمانيا: جسدى هنا وقلبى فى مصر
حينما تجتمع عظمة «الست» مع إبداع «الكينج» فى عمل غنائى فى حب الوطن على موسيقى هانى مهنا، فلابد أن تستمع إليه جيدا، لأنك من المؤكد ستذهب بهذا العمل إلى عالم جديد من الإبداع نفتقده كثيرا فى الوقت الحالى، إبداع يشعرك بمدى عظمة هذا الوطن الذى لا يجد من يخلص له الآن، الوطن الذى ينتظر كلمة حب تشعره بأن حبه لأبنائه ليس من طرف واحد، إنما حب متبادل يقوم على التعاون والإخلاص. محمد منير لم ير أفضل من كلمات عبدالفتاح مصطفى ليعبر بها عن حبه، ومدى إحساسه بوطنه الممزق جسديا وعاطفيا، حين فكر فى إعادة توزيع أغنية «حبنا الكبير»، وتغنى بها فى «ديو» مع كوكب الشرق أم كلثوم، قاصدا بكلماتها حبه للوطن وللإنسان أينما كان.
وببساطته المعهودة وقلبه الممتلئ بالحنين للوطن، تحدث «منير» من ألمانيا لـ«امل مصر» عن سعادته بردود الأفعال التى تلقاها من جمهوره عن هذه الأغنية، حيث يقول «منير»: كنت أحضر منذ فترة لهذه الفكرة، ولم تكن وليدة الصدفة، فكنت أشاهد المشهد الغنائى من بعيد، ولم أجد من يغنى للبلد بالمعنى الذى نحتاجه، وبطبيعتى أميل إلى التأمل والتفكير حتى توصلت لهذه الفكرة، ولكن اكتشفت أن «حبنا الكبير» أكبر من طاقتى، فلم أستطع أنا أتغنى بها بمفردى، فطلبت من أم كلثوم أن تأخذنى معها حتى أشاركها جمال هذه الأغنية، خاصة أن الموقف الذى نعيشه أكبر منى ومن غيرى بكثير، فطلبت من صديق عمرى الموسيقار هانى مهنا أن يعيد توزيعها بطريقة تناسب الجيل الحالى حتى يتعايش معها، ويشعر بمدى عظمة كلماتها، فحينما تقول للوطن «ملايين لكن فى حبك.. كلنا أهل وقرايب» فهى دعوة لنبذ الانقسام الغريب عن الهوية المصرية، والذى تفاجأنا به، فمصر طوال عمرها هى بلد الوحدة والتماسك والترابط، وحينما تقول «تجمعنا كلمتك تدفعنا ثورتك.. والفرحة فرحتك» فهذه دعوة للوحدة والثورة على النفس قبل الثورة على الفساد.
وعن اختياره لهذه الأغنية بالتحديد لتكون هى الأغنية التى يتغنى بها لمصر الحبيبة، يقول «منير»: هذه الأغنية جاءت بعد تفكير طويل وعميق، لأننى اكتشفت أن هذه الأغنية تحمل كل المعانى التى نريدها أن تُقدم الآن، فلم أجد أجمل من هذه الكلمات، لأنها تعبر بالفعل عن كل ما يحدث ونتمنى تقديمه للوطن الآن.
ويضيف «الكينج»: سأبدأ التحضير قريبا لأغنية جديدة على نفس المنوال ستكون أفضل بكثير، وستكون مفاجأة لكل جمهورى.
وعن تواجده الحالى فى ألمانيا، يقول كينج الأغنية العربية: والله العظيم أتواجد هناك بجسدى فقط، ولكن قلبى وعقلى يتابعان كل ما يحدث فى الشارع المصرى الآن، فلم أشعر أننى فى ألمانيا لأن عقلى ليس فيها، بل وسط جميع المحطات الفضائية المصرية يتابع بلهفة كل جديد، فكنت أقيم بأحد الفنادق هناك ولكن تركته وذهبت للإقامة مع أحد أصدقائى الموجودين هناك، لأنه يتوافر فى منزله كل شىء، وأستطيع عنده أن أشاهد تطورات الأحداث لحظة بلحظة. وعن أسباب سفره قال «منير»: ليس بسبب حفلات أو ارتباطات فنية ولكن بسبب رغبتى فى الجلوس بمفردى، فكنت أريد أن أفكر فى بلدى بعيدا عنها حتى أشعر بقيمتها أكثر وأكثر، لأننى مررت بحالة تكاد تشبه الاختناق النفسى حزنا على ما يحدث فى وطنى، ففكرت فى السفر عدة أيام حتى أخرج من «مود» معين، وسأعود خلال أيام قليلة لأحضر لأغنيتى الجديدة.
وعن رؤيته لحال البلاد الحالى من تصاعد أحداثها السياسية المستمرة على الساحة، يصرخ «منير» بنبرات كلها أمل وتفاؤل مرددا: مصر أفضل بكثير، فالمشهد الحالى أراه جيدا، وهذا ما يجعلنى متفائلا، فعلى الرغم من تخوف الجميع فإننى أرى عظمة المصريين أمام أعينى، وهذا يجعل يقينى أن مصر قريبا جدا ستكون أفضل بكثير.
وفيما يتعلق بتوترات الأيام الماضية، يقول «الكينج»: هذه الأشياء عرفنا من خلالها أشياء كثيرة كانت مختبئة عن أعيننا، فرب ضارة نافعة. ويؤكد «منير» أن 25 يناير لم يكن مجرد يوم قامت فيه ثورة والسلام، إنما كشف لنا العديد من الوجوه الملوثة. ويضيف «منير» معلقا: «كنا متأخرين كثيرا فى ممارسة الديمقراطية، وفى أشياء أخرى كثيرة، ومن هنا فلابد أن نتعلم من الماضى، وأن نتقدم بالبلاد، ولكن بطريقة مصرية تليق بالمصريين العظماء، وما أتوقعه أن مصر غدا ستكون أفضل بكثير، وهذا ما سيحدث، وسأذكر كل من يرى عكس ذلك».
وتقول كلمات الأغنية التى جذبت وجدان وإحساس الكينج ليقدمها لبلاده خلال تلك الأيام، قاصدًا من ورائها أشياء كثيرة، “ياحبنا الكبير.. الأول والأخير.. ياضمننا تحت ضلك وفى خيرك الكتير.. ياحبيب كل الحبايب.. اللى حاضر واللى غايب.. ملايين لكن فى حبك.. كلنا أهل وقرايب.. تجمعنا كلمتك.. تدفعنا ثورتك.. والفرحة فرحتك.. والنصرة نصرتك.. وفى أعيادك نهنى.. ونغنى غنوتك.. تعيش وتسلم.. تعيش وتسلم.. تعيش وتسلم ياااااااااااوطنى”.