الذكرى الأولى لرحيل البابا شنودة
اليوم يحتفل المصريون بالذكرى الأولى لرحيل البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ 117، والذى اشتهر بألقاب بابا العرب والبابا المعلم ومعلم الأجيال ومعلم المسكونة ومعلم الشعب وذهبى الفم والقلم وبابا العرب وكاروز العصر.
محطات وطنية
يعشق مسلمو مصر البابا شنودة لما تمتع به من وطنية لم يستطع أحد المزايدة عليها، عقب توليه الكرسى البابوى، التقى قادة القوات المسحة والضباط والجنود فى الخطوط الأمامية على الجبهة فى عام 1972 وقام بزيارة الجنود والجرحى أثناء حرب 73، كما رفض عام 1989 دعوة قبطى لقيام حزب سياسى يضم الأقباط فقط وقال من أجل الوطن وحرصا على وحدته أرفض قيام أى حزب مسيحى، ورفض اعتبار الأقباط من ضمن الأقليات وقال عام 1994: “لا نحب أن نعتبر أنفسنا أقلية ولا أن يسمينا البعض أقلية”.
ورفض البابا شنودة مقابلة لجنة الحريات الدينية من قبل الكونجرس الأمريكى وقال فى مؤتمر عالمى فى 6 يوليو 1992 : “إننا بصفة رسمية لا نقبل إطلاقا أن تتدخل دولة أجنبية فى أمورنا الداخلية ولو تدخلت دولة من تلقاء نفسها سوف نعتذر عن تدخلها”.
ولد البابا شنودة أو (نظير جيد) الجمعة 3 أغسطس 1923، بقرية سلام بمحافظة أسيوط، والتحق بجامعة فؤاد الأول، فى قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية.
بعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرسًا للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية، كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية، وعمل لعدة سنوات محررا ثم رئيسًا للتحرير فى مجلة “مدارس الأحد” وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة، والتحق بالجيش وكان ضابطا برتبة ملازم، ورسم راهبًا باسم (أنطونيوس السريانى) فى يوم السبت 18 يوليو 1954، ومنذ عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة فى مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن دير السريان بوادى النطرون مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا، وأمضى 10 سنوات فى الدير دون أن يغادره.
عمل سكرتيرًا خاصًا لقداسة البابا كيرلس السادس فى عام 1959، ورسم أسقفا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962، وعندما تنيح- توفى- البابا كيرلس 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة.