تقارير وتحقيقات

30% من التلاميذ يشاهدون العنف فى الشارع و10 % منهم يتعرضون للخطر

ظاهرة العنف المدرسي من أهم المشكلات الاجتماعية التى تواجه مجتمعنا اليوم لأنها تهدد صحة الأطفال والشباب وقد نرى العنف المدرسى من خلال بعض التصرفات الشاذة المختلفة سواء مع الاصدقاء أو مع المدرسين أو التعدى على ممتلكات المدرسة..كما يترتب على العنف الكثير من الأضرار والآثار النفسية والمعنوية السيئة..ولا تقتصر هذه الآثار على الضرر الجسمى والنفسى للطلاب فقط بل تصل ايضا إلى الخسائر المادية والضرر الذى يلحق بالممتلكات العامة داخل المدرسة .. وهذه الظاهرة الخطيرة تزايدت بشكل ملحوظ خاصة فى الآونة الاخيرة لذلك ندق ناقوس الخطر لأنه إذا لم يتم الحد منها فسوف يزيد معدل الجرائم المرتبطة بزيادة العنف الاجتماعى مثل السرقة والاغتصاب والقتل خارج نطاق المدرسة.
كشفت دراسة حديثة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بعنوان ” العنف بين طلاب المدارس” للدكتورة سميحة نصر رئيس شعبة الجنائى بالمركز تقول:
هذه الدراسة تمت على مستوى 9محافظات على مستوى الجمهورية وشملت مدارس اعدادى وثانوى .. العينة بها 5490 ممثلة فى كل هذه المدارس حتى انها ايضا شملت الثانوى العام والتجارى والصناعى .
قالت الدراسة بأن هناك نسبة 30 % من العينة تشاهد عنفاً فى الشارع خاصة فى الذهاب والإياب إلى المدرسة و10% من العينة يتعرض للعنف فى طريقهم للمدرسة وأرجعت العوامل إلى مشاهدة وسائل الإعلام خاصة المواد الاعلامية التى تركز العنف باستخدام السلاح الابيض وكأنه امر عادى وضرب النساء فى المسلسلات واستخدام ألفاظ وعبارات تخدش الحياء وذلك لأن وسائل الإعلام المختلفة تعد قناة مهمة جدا لتعلم سلوكيات العنف خلال عملية التنشئة الاجتماعية فالأطفال يميلون غالبا إلى محاكاة أشكال العنف المختلفة التي يشاهدونها من خلال وسائل التخاطب الجماهيري العديدة التي كاد لا يخلو كل بيت من احدها وما لها من تأثيرات تنطوي عليه رسالة المادة الإعلامية من مشاعر الكراهية ولذا قد نجد في بعض المدارس أشكالاً من الاضطهاد والعنف تجاه عدد من التلاميذ سواء من قبل تلاميذ آخرين أو عدد من الأساتذة.
وأوضحت الدراسة أن هذا العنف يظهر على شكل مشاكسة وعدم التزام بالاوامر وقد يصل الامر إلى تحطيم ممتلكات المدرسة والتعدى بالضرب والسب واختلاق المشاكل مع الزملاء إلى جانب استخدام الضغط والقوة فى كافة تعاملاتهم خارج وداخل المدرسة.
وقدمت الدراسة بعض المقترحات للحد من هذه الظاهرة منها:
احترام الطالب وبالتالي احترام رأيه وفكره وعدم التقليل من قيمتهما والسماح له بالتعبير عن مشاعره مع مراعاة عدم تجاوز الطالب لحـــدود الأدب.
التوجيه المستمر وغير المباشر للطلاب وحثهم على السلوك السليم.
التحذير من رفاق السوء وإرشاد الطلاب لكيفية انتقاء الأصدقاء وماهي مواصفاتهم وطرح الأمثلة وبيان النهاية المتوقعة لرفقة السوء.
عدم الاعتماد على الأساليب التقليدية في الشرح وإعطاء الطالب الفرصة للمشاركة والاكتشاف والوصول إلى النتائج وهذا سوف يضفي على الدرس صفة التشويق وحب المادة العلمية وحب المعلم.
توفير أخصائي اجتماعي مدرب ومؤهل للتعامل مع المراهقين والأطفال.
تفعيل دور المرشد الطلابي في المدارس فأغلب الطلاب ذوي المشكلات لا يجدون من يعتني بهم ويستمع إلى همومهم ومشكلاتهم.
وتوصلت الدراسة إلى أن الإناث اقل ميلا للعنف مقارنة بالذكور وتظهر اشكال العنف الخاصة بالبنات على شكل غيره وابتزاز وعدم احترامهم لزميلاتهم وتعتبر الإناث من العاملات بالمدرسة أو المدرسات أو الطالبات هم اكثر تعرضا للعنف وتعد مرحلة المراهقة أكثر مراحل العمر عنفا لدى الذكور.. واوضحت الدراسة ارتفاع معدلات العنف لدى الذكور اكثر من الإناث.
ولانها ظاهرة اجتماعية خطيرة تحتاج دراسة موضوعية اكتشفنا انها مشكلة معقدة لانستطيع إرجاعها إلى عامل واحد بل هناك مجموعة عوامل اجتماعية ونفسية مرتبطة بهذه الظاهرة فسألنا الخبراء الاجتماعيين والنفسيين عن الاسباب والدوافع وايضا الحلول والبدائل لهذه الظاهرة الهامة.
دكتورة نادية رضوان استاذ الطب النفسى قالت أن العنف بصفة عامة هو احد الوسائل للتعبير عن العدوانية والتفسير النفسى يرتبط بوجود شخصية غير سوية تفعل تصرفا غير مسئول وعنيف .. ويستهدف إلحاق الاذى والتدمير سواء للاشخاص أو الممتلكات مثل تدمير الأثاث المدرسى وهناك نوعان للعنف المدرسى فمثلا من يمارس العنف داخل المدرسة يكون من اجل السرقة أو الاعتداء على شخص ما أو التعدى على السلطة المدرسية.. والنوع الثانى هو العنف المدرسى ويكون المرتكبون طلاب من داخل المدرسة وهنا يوجه العنف ضد المدرسين والاداريين أو اصدقاء الدراسة
أما دكتورة “اجلال حلمى استاذ علم الاجتماع كان لها رأى آخر:
فى رأيى هناك علاقة بين تزايد الضغوط التى يفرضها السياق المجتمعى على الأفراد والميل نحو السلوك العنيف ويأتى على رأس هذه الضغوط غلاء المعيشة والفقر، والحرمان، والبطالة، والمشكلة السكانية، ويحتل الدور الذى تقوم به الدولة أهمية نسبية فى تفسير حدوث العنف أو زيادة الميل نحو السلوك العنيف حيث يمكن أن تتحول الدولة إلى مصدر مباشر فى حدوث العنف وزيادة الميل نحو السلوك العنيف أى عندما تمارس ظلماً عليهم أو عندما تصدر قرارات تعسفية او عندما تتخلى عن مسئولياتها.. ويمكن أن يساهم بعض رموز الدولة خاصة رجال الشرطة أو موظفى الحكومة فى إحداث مناخ يمكن أن يؤدى إلى زيادة الميل نحو السلوك العنيف وقد كشفت البيانات عن ازدياد درجة الوعى بوجود علاقة بين قنوات التنشئة الاجتماعية وزيادة الميل نحو السلوك العنيف سواء تلك التنشئة التى تمارس داخل الأسرة أو التى تقوم بها وسائل الاعلام.
وخرجت دراسة الدكتورة سميحة نصر بعدد من التوصيات من بينها ضرورة تبنى استراتيجية لضبط العنف تقوم على التخلص منه وكذلك دعم روح التعاون والتسامح لدى المواطن المصرى على المستويات التعليمية والتربوية والإعلامية فضلا عن الحد من الضغوط المؤسسية خاصة الاقتصادية والضغوط الناتجة عن الكثافة السكانية والعمل على دعم روح الجامعة واستغلال المخزون المجتمعى المضاد للعنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى