الهدوء يسيطر على مقر الإخوان بالمقطم بعد ساعات من الاشتباكات.. و207 مص
بعد يوم حافل بالاشتباكات أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، سيطرت حالة من الهدوء على محيط مقر الإخوان، وقامت قوات الأمن المتواجدة فى محيط مكتب الإرشاد بالمقطم بعمل حملات تمشيطية بالشوارع الجانبية، لملاحقة المتظاهرين، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتظاهرين المتواجدين فى الشوارع الجانبية وعدد من الغرباء عن المنطقة، جاء ذلك بعد توقف الاشتباكات بين المتظاهرين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بمحيط مكتب الإرشاد.
وأعلن الدكتور خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، أن إجمالى عدد المصابين فى تظاهرات أمس الجمعة، بالقاهرة والمحافظات بلغت 154 مصابًا، من بينهم 150 فى محيط مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وتم نقلهم لمستشفيات التأمين الصحى بمدينة نصر والبنك الأهلى والمقطم التخصصى والمنيرة وبيت الفضل وقصر العينى والحسين الجامعى والجلاء العسكرى، بالإضافة إلى مصابين اثنين بكل من المحلة والشرقية، مؤكدا على عدم وقوع حالات وفاة، مشيراً إلى أن المصابين خرج منهم من المستشفيات 69 بعد تحسن حالتهم، ويتبقى 85 آخرين مازالوا يتلقون العلاج.
وقبل عدة ساعات، أعلن شباب جبهة الإنقاذ الوطنى فى بيان لهم، انتهاء مشاركتهم السلمية فى جمعة رد الكرامة فى المقطم، وأكد كريم السقا منسق شباب الجبهة، أن شباب الجبهة تجمعوا عند الخامسة مساء فى ميدان النافورة، وأنهوا منذ قليل مشاركتهم، حيث استخدموا حقهم فى التعبير السلمى لرفض إهدار كرامة وإنسانية المواطن، وتجويعه، وسرقة ثورته من أجل التمكين لجماعة الإخوان.
ورفض السقا استعانة جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بما أسماها “ميليشيات تمارس العنف، والإرهاب الفكرى وتستبيح دماء المصريين”.
كان مجموعة من شباب الإخوان المسلمين المتواجدين بمحيط مكتب الإرشاد بالمقطم، احتجزوا مجموعة من شباب المتظاهرين فى مسجد بلال بن رباح، وأطلقت مدرعة أمن مركزى قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين المحاصرين لمسجد الحمد، الذى يقع فى مدخل المقطم، حيث يوجد بداخله عدد من أفراد الإخوان المسلمين.
وقال شهود عيان، إن 3 سيارات وصلت إلى منطقة ميدان النافورة بينهم مدرعة وسيارة أمن مركزى وسيارة إسعاف فى مقدمتهم، وهو الأمر الذى تسبب فى خداع المتظاهرين، حيث ظنوا أن عددا من سيارات الإسعاف جاءت لإسعاف المصابين المتواجدين فى المنطقة.
وأطلقت سيارة الأمن المركزى التى كانت تحتمى فى سيارة الإسعاف طلقات الخرطوش، أسفرت عن إصابة الزميل مصطفى حسين الصحفى بموقع صدى البلد، فيما هرب باقى المتظاهرين من أمام المسجد، وتمكن أعضاء الإخوان الذين كانوا محتجزين بالداخل من الخروج.
فيما تدخلت قوات الأمن المركزى لإنقاذ شباب الإخوان المحتجزين داخل إحدى العقارات بالقرب من مسجد الحمد بالمقطم، حيث أطلق الجنود قنابل الغاز المسيلة للدموع والخرطوش على المتظاهرين المتواجدين أمام المبنى وقاموا بطردهم من أمام المبنى، لكى يتمكنوا من تحرير شباب الإخوان المحتجزين داخل المبنى منذ عدة ساعات.
وهاجمت 6 مدرعات تابعة لقوات اﻷمن المركزى المتظاهرين أمام فيلا الإعلامى عاصم بكرى، بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما تمكنت قوات الأمن من تحرير 10 مسلحين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين بعد محاصرتهم داخل الفيلا، لما يقرب من 7 ساعات متواصلة.
وهلل المحتجزون مكبرين “الله أكبر.. الله أكبر”، ساجدين لله شكرا قبل أن يصعدوا لسيارات اﻷمن المركزى ووصفوا القوات بـ”اﻷبطال”.
وحملت حركة شباب من أجل العدالة والحرية “مكتب الإرشاد” مسئولية أحداث المقطم ومرسى وخيرت الشاطر ومحمد بديع مسئولية ما حدث من اعتداء من مليشياتهم على المتظاهرين السلميين بميدان النافورة قبل حتى أن تتحرك المسيرة لمقر جماعة الإخوان، للتنديد بما حدث من الاعتداء بالضرب على ميرفت ودومة ومجموعة من النشطاء أثناء رسمهم الجرافيتى.
كما حملت الحركة فى بيان أصدرته اليوم وزير الداخلية المسئولية الكاملة واتهمته بالتواطؤ مع”مكتب الإرشاد” والخيانة العظمى، ووقوفهم مكتوفين الأيدى وإفساح الطريق لمليشيات الإخوان لمحاصرة المتظاهرين والاعتداء عليهم مكتفيين بحماية مقرات الإخوان، وكأنهم داخلية جماعة الإخوان فقط.
وقالت الحركة، ما زالت جماعة الإخوان المسلمين ورئيسهم “مرسى” مصرين على استعداء الشعب المصرى والتطاول عليه والتنكيل بكل مطالبه، وكأن الشعب المصرى أعطاهم البلد بشيك على بياض وما زالت مليشيات جماعة الإخوان تتطاول على الشعب الذى أخرجهم من الظلمة إلى النور وجعلهم من المحظورين إلى أصحاب السلطة.
فيما أكد الدكتور سعد عمارة، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أن الإخوان الذين تم تحريرهم منذ قليل من قبل قوات الأمن المركزى، بعد أن تم احتجازهم 3 ساعات هم من محافظة دمياط، ولم يكن معهم أى أسلحة.
وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة فى اتصال هاتفى لـ”اليوم السابع”، أن شباب الجماعة المحتجزين داخل الفيلا، وهم أصحابها فى الأساس استنجدوا به، وبدوره أجرى اتصالا بمساعد وزير الداخلية أحمد حلمى، الذى استجاب لمناشدته على الفور وأرسل قوة لإخراجهم.
وقال عمارة إن مساعد وزير الداخلية أكد له أن جميع من كان فى الفيلا خرجوا سالمين، وأنه تم ضبط بلطجى من المحاصرين للفيلا، مؤكدا أنهم لم يكن معهم أى سلاح.
أكد الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن أحداث العنف التى دارت خلال الساعات الماضية أمام مقرات جماعة الإخوان المسلمين، تسقط كافة الأحاديث حول استخدام جماعة الإخوان للميلشيات.
وقال “عارف” فى تصريح له اليوم السبت، عبر صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، سقطت كل المزاعم والافتراءات التى تحدثت عن “ميليشيات الإخوان” زورا، مضيفاً،” البلطجية بالأسلحة والمولوتوف والخرطوش يعتدون على الإخوان بكل الجرائم على مدار ١٢ساعة، ومنها الحصار الذى شاهدة العالم الآن (عبر الجزيرة مباشر مصر) للإخوان المحتجزين فى أحد المنازل، ولو صحت مزاعمهم وكذبهم لاختلف المشهد”.