فى حيثيات حكم مذبحة بورسعيد.. المحكمة تؤكد: سيذكر التاريخ ان قضاء مصر
أودعت محكمة جنايات بورسعيد اسباب حكمها في واحده من كبري الاحداث المأساويه التي مرت بها مصر وهى احداث مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 74 شابا واصيب المئات فى اعقاب مباراة كرة القدم بين ناديي الاهلي والمصري وادانت فيها المحكمة 45 متهما بعقوبات متفاوته وبرأت 28 اخرين حيث عاقبت 21 بالاعدام شنقا و المؤبد ل5 و السجن المشدد 15 عاما ل10 بينهم مدير امن بورسعيد السابق ومدير شرطة المسطحات بالمحافظة و الذي كان مكلفا بخدمه بوابة المدرج الشرقي ومسئول الاضاءه بالنادي المصري والسجن 10 سنوات ل6 والسجن 5 سنوات لمتهمان والحبس عام لمتهم
سطرت المحكمة برئاسة المستشارصبحي عبد المجيد الحيثيات في 177 ورقة استعرضت خلالها وقائع القضية وما استندت اليه في احكام الادانة والبراءة وما دار بجلسات المحاكمة التي انعقدت بعضوية المستشاريين طارق جاد المتولي ومحمد عبد الكريم عبد الرحمن وحضور فريق من النيابة العامة ضم كلا من محمود الحفناوي وكمال مختار عيد ومحمد جميل وعبد الرؤوف أبو زيد
واستهلت اسبابها مؤكدة أن قضاء مصرالشامخ لم ولن يكون قضاءا للثورات أوقضاءا للأنظمة الحاكمة وإنما هوقضاء شعب مصر جميعه وسوف يذكر التاريخ أن هذا القضاء هو الذي لملم أحشاء مصر خلال فترة الثوره كما حمي جيشها العظيم أبناء الوطن وحافظ علي سلامة أراضيه و تناولت الاسباب اهالي محافظة بورسعيد مؤكدة أنه ما أن علم شعب بورسعيد الحر الأبي بالواقعة حتي هبوا علي بكرة أبيهم يجوبون الشوارع والميادين للبحث عن هؤلاء الجناة العتاة لضبطهم وتسليمهم للعدالة لكي ينفضوا الغبارعن وجه مدينتهم المشرق الجميل ويزيلوا عن ثوبها الأبيض الناصع البياض هذة البقعة السوداء فالمجني عليهم قتلوا وأصيبوا في دقائق معدودات في مباراة يقال لها مجازا أنها كرة القدم كما انهم أبناؤهم وأبناء مصرجميعا وهذا العدد الرهيب من القتلي والجرحي لم تشهده بلادنا الحبيبة منذ أعنف الغارات الحربية التي شنها العدو الصهيوني الغاشم علي بلادنا خلال حرب الاستنزاف وها هم أهالي بورسعيد يتمكنوا من ضبط المتهم الأول وأبوا إلاأن يسلموه بأيديهم للعدالة كما ان ثمانية من شهود الإثبات هم من أبناء بورسعيد الذين حضروا من تلقاء أنفسهم ليشهدوا مع باقي الشهود علي ما شاهدوه وما اقترفه المتهمون من جرم
تطرقت الحيثيات للحديث عن ظاهرة الالتراس والاعلام الرياضي موضحة أنه تلاحظ في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة روابط تشجيع الأندية الرياضية (الالتراس ) والتي انتقلت إلي مصرمن الملاعب الأوربية وأمريكا الجنوبية واوضحت المحكمة في اسبابها انه نظرا لعدم التعامل مع تلك الظاهرة وبحث أسباب انتشارها واستثمارها في النهوض بالرياضة المصرية بتوجيهم الوجهه الصحيحة صارت وسيلة ضغط علي الأندية وتدخلت في شئونها الإدارية والفنية وساعدهم علي ذلك ضعف بعض مجالس إدارات الأندية وتمسكها بمقاعدها وأحيانا أخري إسناد هذة الإدارات لمن هم غير مؤهلين لذلك أصبح ضرر هذة الروابط أكثر من نفعها وساهم في ذلك إعلام رياضي تسلل إليه علي حين غفلة من أهله من هم غير متخصصين فكل من مارس الرياضة يوما أو لم يمارسها زاول مهنة الإعلام الرياضي دون ان يكون مؤهل علميا أوأكاديميا لممارسة هذا العمل الخطير فنجد منهم من يتولي الدفاع عن تلك الروابط وتبني أفكارهم والاخر اتخذ موقفا مضادا للأول دون بحث أو تحليل وهذة الروابط تنتمي بالقطع إلي الأندية الرياضية ذات الجماهير العريضة وقد يكون الاعلامي أحد أبناء هذا النادي أوذاك فعندما يقدم خبرا ما ويدعي الحيادية إلا أن أسارير وجهه وصرير قلمه وعدسة كاميرته وطريقة إذاعته أو نشره للخبر تفضح انتماؤه وزيادة الفرقة والتعصب بين الروابط بدلا من التقريب وبث الروح الرياضية وقد اندس بعض من مثيري الشغب بين هذة الروابط وحاول الأمن السيطرة عليهم فعاملهم أحيانا بعنف فازدادوا عنفا وعندما أراد تطبيق القانون عليهم وقام بضبطهم سارعت بعض الإدارات الرياضية باللهث خلفهم للحيلولة دون ذلك فازدادت الأمور سوءا وتخبطت الإدارات الرياضية في قراراتها الانضباطية نحوهم وفشلت في التعامل مع تلك الظاهرة والتي عندما أستشرت في الدول المصدرة اليها وساد الشغب بملاعبها تصدت لها بحسم وجزم واجتثت المفسدين من بينهم وطبقت القانون إذ كلما غاب القانون عمت الفوضي وفي الفترة الأخيرة ازداد الأمر سوءا وبعد ثورة 25 يناير وما صاحب ذلك من إنفلات أمني وأخلاقي بعد أن حاول أعداء الوطن إجهاض جهاز الأمن المصري العريق وتوقفت علي إثر ذلك الأنشطة الرياضية إلي أن بدأت تعود تدريجيا بقرارات قد تكون غير مدروسة ومأمونة العواقب وتداخلت فيها جهات عديدة كل بحسب رؤيته ومصلحته الخاصة ودون إعلاء لمصلحة الوطن
سردت الاسباب تفاصيل وقائع ما دار في استاد بورسعيد وما استندت اليه في ادانة المتهمين واشارت أنه عندما أعلن عن تحديد مباراة كرة القدم بين ناديي الأهلي والمصري في الاول من فبراير العام الماضي حتي بدأت الحرب الكلامية تشتد بين جمهور الفريقين نظرا لحالة الإحتقان الشديد الدائم بينهما فجمهور التراس الأهلي حضر إلي بورسعيد في بداية عام2011 وأتلف بعض من مباني محطة سكك حديد بورسعيد ومحيطها وأثار ذلك حفيظة جمهور التراس المصري ورسخ فكرة الثأر لديهم فرد بروابطة الثلاثة التراس مصراوي وسوبر جرين وجرين إيجلز بعنف شديد وصل ذروته إلي تهديد كل من يأتي من التراس الأهلي لمشاهدة المباراةبالقتل وقامت الرابطة الأخيرة جرين إيجلز بتاليف الأغنية الشهيرة (لوجاي بورسعيد … أكتب لأمك وصيه .. علشان هتموت أكيد .. وملكش أي دية و رصدت الأجهزة الأمنية ببورسعيد كل ذلك الشحن المعنوي والاحتقان الزائد عن كل مباراة سابقة بين الفريقين والتي تنذر بعواقب وخيمه وأبلغت المتهم الثاني والستون عصام الدين سمك مدير أمن بورسعيد السابق إلا أنه اصر علي إقامة المباراة في موعدها واجتمعت روابط التراس المصري الثلاث صباح يوم المباراة كل في المكان المخصص له وبالاتفاق فيما بينهم لإعداد وسيلة تنفيذ جريمتهم الشنعاء فأعدوا لهذا الغرض أسلحةبيضاء بكافة أنواعها ووعصي وكمية من الحجارة وشماريخ وباراشوتات وصواريخ نارية وصواعق كهربائية كما أعدوا ولأول مرة عصي بيضاء تشع نورا أخضر عند إضاءتها لاستخدامها للتعرف علي بعضهم البعض لحظةالهجوم علي المجني عليهم بالمدرجات حال قيام المتهم توفيق ملكان صبحية مهندس كهرباء والإذاعة الداخلية بالإستاد بإطفاء الأنوار عقب المباراة مباشرة وكانت من بين عناصر تنفيذ جريمتهم تقسيم أنفسهم إلي مجموعات تترصد جمهور التراس الأهلي في الإماكن التي أيقنوا سلفا قدومهم إليها فتوجهت المجموعة الأولي يوم المباراة إلي محطة القطار للاعتداء عليهم لحظة وصولهم وفشلت هذة المجموعة في تحقيق مأربها نظرا لقيام الأمن والقوات المسلحة بتغيير خط سير وصول الجماهير والمجموعة الثانية كانت تترصدهم عند مدخل الإستاد ونجحت في تنفيذ ما اتفقوا عليه فما أ ن شاهدوا حافلات جماهير التراس الأهلي حتي بادرتهم بوابل من الحجارة ألقوها عليهم ما ادي إلي اصابة بعض المجني عليهم وكان من بين عناصر هذة الخطة أيضا الاستعانة ببعض المتهمين من أرباب السوابق والذين ليست لهم علاقة بكرة القدم للاشتراك معهم في قتل المجني عليهم علي أن يلتقي الجميع داخل الإستاد و الهجوم علي المجني عليهم وقتلهم عقب إنتهاء المباراة ثم قامت الروابط بتوزيع أنفسهم داخل الإستاد فاستقرت رابطتي ألتراس مصراوي وجرين إيجلز بالمدرج الغربي بينما جلست رابطة سوبر جرين بالمدرج البحري الشرقي حتي يتمكنوا من الإطباق علي جمهور ألتراس الأهلي ومحاصرتهم بالمدرج الشرقي لحظة الانقضاض عليهم عقب انتهاء المباراة وما أن دخل جمهور ألتراس الأهلي من باب المدرج الشرقي المعين علي خدمته المتهم محمد محمد سعد ضابطشرطة حتي فوجئواعلي غير العادة في المباريات بقيام المتهم توفيق ملكان مسئول الإذاعة الداخلية بالإستاد بقطع البث الاذاعي و الاعلان عن وصول ألتراس أهلي وكأنه يعلن عن وصول الضحايا فبادرهم التراس المصري بأعداده الغفيرة التي تزيد عن السعة المقررة للإستاد والذي تمكن من دخوله بعد أن فتح لهم مدير الأمن أبوابه علي مصرعيه دون الحصول علي تذاكر لحضور المباراة ودون تفتيشهم لضبط ما يحوزوه من أسلحة وما أن أستقر المجني عليهم في أماكنهم أبصروا لافته مرفوعة بالمدرج الغربي المخصص لألتراس المصري مدون عليها باللغة الإنجليزية عبارة موتكم هنا ويرفعون علم الأهلي وعليه نجمة داود وبدأت المبارة في جومملوء بالتوتر وازداد السباب والهتافات المعادية بين جمهور الفريقين وتلاحظ أن عبارات السباب من جمهور النادي المصري كانت غريبة عن مثيلاتها في المباريات السابقة اذ أن كلها كانت تحمل معني التهديد بالقتل كما لوحظ نزول بعض المتهمين من ألتراس المصري لمضمار الملعب أما قفزا من أعلي أسوار المدرج أو بكسر أبوابه بعضهم حاملا لألعاب نارية وأسلحة بيضاء والآخر يخلع ملابسه ومن بينهم المتهمين الثالث والرابع والسابع والتاسع والعاشر والحادي والثاني والثالث عشر والثالث والرابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والخمسون والذين توجهوا الي المدرج الشرقي لمحاولة الاعتداء علي المجني عليهم وتمكن ضباط الأمن المركزي من القبض عليهم وتدخل مدير الأمن بفعله الايجابي طالبا تركهم و إعادتهم مرة أخري للمدرجات بدلا من ضبطهم وهوالأمر الذي شجع هؤلاء واخرين مجهولين علي تكرار ذلك عدة مرات وكأنهم في بروفة تدريبية لهم ولباقي المتهمين في كيفية تنفيذ الهجوم علي المجني عليهم عقب انتهاء المباراة وواصلت المحكمة سرد اسبابها مشيرة الي انه بين شوطي المباراة قال المتهم مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي لمدير الأمن ما ورد اليه من معلومات خطيرة مفادها اعتزام المتهمين من جمهور ألتراس المصري النزول لأرض الملعب عقب انتهاء المباراة والهجوم علي
المجني عليهم إلا أن الأخير لم يتخذ ثمة إجراءات أو تدابير أمنية للعمل علي منع هذا الاعتداء وأثناء المباراة وفي منتصف شوطها الثاني تقريبا رفعت لافته في المدرج الشرقي المخصص لجمهور ألتراس الأهلي مدون عليها عبارة (بلد البالة ما جابتش رجالة ) للتأثير علي جمهور النادي المصري مما زادهم اصرارا علي تنفيذ مخططهم الإجرامي وقد شوهدت هذة اللافته مع المتهم العاشر محمد محمود البغدادي وشهرته (الماندو) وهويحملها ويصيح بعبارة اليافطة أهيه وقبل نهاية المباراة بحوالي عشرة دقائق قام المتهم المهندس المسئول عن الإذاعة الداخلية بالاستاد بقطع الإذاعة واذاعة بيان من ورقة محررة بخط يده نصها كالآتي أن مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الأستاذ كامل أبوعلي يهيب بجماهير النادي المصري التزام الهدوء والتشجيع المثالي للحفاظ علي حياة الجماهير وظهورها بالمظهر المشرف وكأن معلومة الهجوم علي المجني عليهم قد انتقلت الي مسامعهم وما أن لفظت المباراة أنفاسها الأخيرة وأطلق الحكم صافرة نهايتها معلنا فوز النادي المصري حتي انطلق المتهمون من جمهور التراس المصري من كل حدب وصوب لتنفيذ أخر حلقة من حلقات مخططهم الإجرامي وقصدهم المصمم علي الاطباق علي المجني عليهم وقتلهم فأسرعوا في النزول من المدرجين الغربي والشرقي إما بالقفز من أعلي الأسوار أو بتحطيم أبوابها الداخلية في أجتياح كاسح وعارم ومهيب لأرض الملعب حاملين معهم أدوات تنفيذ جريمتهم النكراء متجهين بسرعة شديدة وبأعداد غفيرة وموجات متلاحقة صوب المجني عليهم كما حمل بعضا من المتهمين المقاعد الموجودة بأرض الملعب لاستخدامها في التعدي علي المجني عليهم وبعد اجتياز الحاجز الأمني المهترئ والممزق اوصاله بأرض الملعب وقبل صعودهم للمدرج الشرقي أمطروا المجني عليهم بوابل من الحجارة والألعاب النارية فبثوا في نفوسهم الفزع والهلع من هذا الهجوم الغاشم الكاسح عليهم ومعظهم من الشباب صغار السن عزل حضروا لمشاهدة مباراة كرة القدم لا لدخول معركة حربية ومن شدة وهول المفاجأة اسرع المجني عليهم بالهروب من اعتداء المتهمين الي الممر المؤدي للسلم الذي ينتهي بباب الخروج و كانوا كالمستجيرين بالرمضاء من النار إذ فوجئوا بالمتهم محمد سعد الضابط المعين علي خدمته قد أحكم غلقه قبل نهاية المباراة بخمسة دقائق وانصرف من مكان خدمته وظلوا يندفعون الواحد تلو الآخر في اتجاه باب المدرج حتي تكدس الممر الضيق بالمئات وانحشروا جميعهم بين الباب المغلق والسلم وفتحة الممر المؤدية الي المدرج والمتهمين يوالون قذفهم بالحجارة والتعدي عليهم بالعصي والصواعق الكهربائية وأسلحتهم البيضاء وبلغ فحش المتهمين الاجرامي بأن قاموا بإطلاق الألعاب النارية وبكثافة شديدة عليهم حتي بدت فتحته وكأنها ينبعث منها حمم بركانية مما ادي الي سقوط المجني عليهم صرعي وقتلي بالاختناق نتيجة إعاقة حركة الصدر التنفسية وبلغ العنف مداه بأن قام المتهم التاسع والأربعون حسن محمد المجدي بالتعدي علي المجني عليهم داخل سلم الممر أحيائهم وأمواتهم في أجسادهم بمطواه قاصدا وباقي المتهمين قتلهم واضافت الاسباب انه من حاول من المجني عليهم المحشورين داخل الممر النجاة بنفسه أخذ جاهدا رفع جسده إلي أعلي لعله يجد نسمة هواء نقية يستنشقها تعيد الي رئتيه نبض الحياة فإذا به يجد نفسه يقف فوق جثث أصدقائه القتلي وقد وصف ذلك المشهد المأساوي شاهد الإثبات الأول لدي سماع اقواله ومن شدة التكدس والتدافع سقط الباب الحديدي أمامهم فسقطوا عليه فوق بعضهم قتلي ومصابين ولم يؤثر هذا المشهد الرهيب في نفوس وقلوب المتهمين والتي أصبحت كالحجارة وبلغت الخسة والدناءة بهم بأن أمسك المتهم الأول السيد محمد رفعت الدنف بقالب طوب وظل يهوي به علي رأس ووجه أحد المجني عليهم وهوملقي ارضا حتي نزف الدماء بغزاره قاصدا وباقي المتهمين قتله ولم يكفوا عن استمرار قذفهم للمجني عليهم بالحجارة إلا بعد تدخل القوات المسلحة وانطلق المتهمون حاملين أسلحتهم البيضاء كالوحوش الضاريةخلف المجني عليهم وتمكنوا من اجبارهم علي نزع ملابسهم والاستيلاء علي متعلقاتهم الشخصية و الاعتداء علي المجني عليهم بالعصي والشوم والقطع الخشبية بلاشفقةفي مواضع قاتلة علي رؤؤسهم حتي اختلطت دمائهم الذكية النقية بأرض المدرج الأسمنتية ومن حاول من المجني عليهم الفرار بالصعود الي أعلي المدرج فكان قتلهم أشد بشاعة وخسة إذ تعقبهم المتهمون واطبقوا عليهم والتفوا حولهم بعد أن أدخلوهم في شباكهم وظلوا يتوسلون إليهم بتركهم و اخذوا يعتدون عليهم ويحملون بعضهم بعد تكتيفهم من أرجلهم وأيديهم ورفعهم إلي أعلي ملقين اياهم الواحد بعد الآخر من أعلي السور الذي يبلغ ارتفاعه 11 متر حتي أن المجني عليه أحمد وجيه عبد الصادق حاول الخلاص بنفسه من بين أيديهم فاسرع المتهم السادس والخمسون وشهرته عظيمه اثناء وجود المتهمين 4 و7 و53 و59 61 علي مسرح الجريمة بتكتيفه وخنقه بلف الكوفيه التي كان المجني عليه يرتديها حول رقبته وتمكنوا من رفعه الي أعلي وإلقائه من أعلي السور الحديدي وتوالت المحكمة في سرد وقائع اخري واشارت انها قد تزامنت مع قيام المتهم مهندس الاذاعة الداخلية بالإستاد (توفيق صبيحة ) بالإسراع في إطفاء أنوار الإستاد بالمخالفة للقواعد المتبعةفي ذلك والتي توجب عدم إطفاء الأنوار إلا عقب التأكد من إخلاء الإستاد نهائيا من الجماهير وقالت المحكمة أن عدالة السماء كانت للمتهمين بالمرصاد موضحة انه بجانب تعرف الشهود علي المتهمين فان الفنار الخاص بإرشاد السفن والرابض في مياه البحر أمام الإستاد كانت تأتي انواره مع الأنوار الخارجية المجاورة للإستاد ليكشف وجوه المتهمين واستعرضت المحكمة الاصابات التي اودت بحياة المجني عليهم واصابة البعض الاخر ومنها الانسكابات الدموية الناشئة عن المصادمةمن جسم صلب والزرقه في الشفتين والاظافر واحتقان الينين وغيرها من المظاهر الدالةعلي الوفاة بالاختناق منجراء اسفكسيا إعاقة حركات الصدر التنفسية فضلا عن الاصابات الاخري وشهادة الشهود ى وما استدلت به المحكمة من اقوال المتهمين مشيرة الي انها القت الضوء علي باقي زملائهم ودورهم في ارتكاب الاتهام فضلا عن معاينة النيابة لمسرح الجريمة ما وجد به من فوارغ اظرف طلقات والعاب ناريه سلاح ابيض صناعة جنوب افريقيا وبعض متعلقات المجني عليهم المتناثرة واثار التحطيم في المقاعد التي استخدمت في الاعتداء علي الضحايا تلف خمس بوابات حديدية بمضمار الملعب وانهيار البوابة الحديدية الخاصة بالمدرج الشرقي وانبعاج بسقف الممر المؤدي لغرفة اللاعبين وتلف منظمومة الحريق وغيرها من الخسائر المادية التي بلغت قيمتها 89 الف و767 جنيها واكدت المحكمة في حيثياتها انه نظرا لما تقدم فهي تطمئن الي ادانة المتهمين بجريمة القتل العمد مؤكدة انها لم تجد لهم وبحق سبيلا للرأفه لغدرهم بالمجني عليهم دون مبرر ولم يردهم أنهم عزل ولم يرحموا ضعفهم وصغراعمارهم كما ان الاوراق لم تظهر بها شبهة دارئه للقصاص لذلك كان جزاؤهم الاعدام قصاصا لقتل المجني عليهم ذلك فضلا عن توافر عناصر الجرائم الاخري وهي السرقة والبلطجة وحيازة مواد مما تعتبر في حكم المفرقعات واسلحة بيضاء و سبق الاصرار والترصد والتي عاقبت المحكمة باقي المتهين عليها كلا حسب ما نسب اليه من اتهام
وبالنسبة لاسباب حكمها بادانة مدير الأمن واخرين قالت المحكمة ان الثابت بالاوراق ان مدير الأمن السابق أصر علي إقامة المباراة رغم علمه اليقيني بخطورةاقامتها مما توافر لديه من معلومات أبلغ بها تؤكد عزم المتهمون علي الاعتداء علي المجني عليهم واضافت المحكمةان المتهم اخذته العزة بالاسم دون مقتضي لا لشئ إلا ليثبت لقياداته انه محل تقتهم وكان نتيجه قراره الخاطئ ما حدث كما انه من ا لثابت بمطالعة أمر الخدمة الذي اصدره لتأمين المباراة انه لم ينفذ الا علي الورق فقط إذ لو قام بتنفيذ ما جاء ببنوده كتفتيش الجماهير لما وقعت الكارثة فضلا عن عدم تدخله بإصدار اوامر لمرؤسيه وقواته بالعمل علي التصدي لما حدث من هجوم او التقليل منه بينما قام الضابط المكلف بالخدمه علي باب الاستاد بغلقه وتركه مكان خدمته محتفظا بمفتاح الباب معه ولم يتركه لاحد الضباط ورغم علمه بالأحداث لم يبادر بالاسراع بالعودة الي مكان خدمته بل اختبئ تحت احد المظلات تاركا المجني عليهم محشورين خلف الباب بينما قام المتهم المسئول عن الكهرباء باطفاء الاضاءة في الاستاد مخالفا بذلك تعليمات الاضاءة التي توجب عدم اطفاء الانوار الابعد التأكد من خلو الاستاد من الجماهير ورغم مشاهدته للأحداث فعل ذلك وانتهت المحكمة الي ان المتهمين الثلاثة ساهموا بافعالهم في ارتكاب الجريمة وشرحت ما استندت اليه في نصوص القانون المصري والالماني والانجلوامريكي حيث التكييف القانوني لافعال المتهمين
اسباب البراءة
استعرضت المحكمةاسباب ما استندت اليه ببراءه 28 متهما حيث اكدت ان تقدير الادلة من شأن المحكمة مؤكدة علي القاعدة القانونية بأن الاحكام الجنائية ينبغي ان تبني علي الثبوت بادلة قطعية ولا علي مجرد الاحتمال والظن واضافت انه من استقراء وقائع الدعوي ان ادلة الثبوت التي ساقتها النيابة العامه بالنسبة للمتهمين من الاول حتي التاسع عشر جاءت قاصرة لما شابها من شك وغموض حيث خلت المشاهد المصورة لإحداث المباراة من ظهور ايا من هؤلاء المتهمين علي مسرح الحادث كما لم يوجد شاهد علي المتهمين وبالنسبة للمتهمين من العشرين وحتي السادس والعشرين (ضباط شرطة) فقد جاءت الاوراق خالية من دليل تطمئن المحكمة لادانتهم به واشارت المحكمة ان دليلها في ذلك ان هؤلاء المتهمين ابلغوا مدير الأمن بحالة الاحتقان الشديد والشحن المعنوي الزائد بين المتهمين والمجني عليهم وما تم رصده علي المواقع الاليكترونية من معلومات حول ذلك الا ان الاخير اصر علي اقامة المباراة اما بالنسبة للمتهمين الأخيرين (من بينهم قيادي بالنادي المصري) فخلت اوراق القضية من دليل ادانة لهما كما انكلامنهما ليس له دور في تأمين المباراة
واوضحت المحكمة في اسبابها الرد علي الدفوع المبداه من دفاع المتهمين والذي جاء ابرزها الدفع بعدم دستورية المادة 375 مكرر من قانون العقوبات الذي ردت عليه المحكمةقائلة انها تلفت عنه موضحه انه دفع غير جدي ولم يقصد به سوي تعطيل الفصل في الدعوي واشارت انه بالنسبة للدفع المبدي ببطلان القبض والتفتيش لعدم وجود المتهمين في حالة تلبس فالمحكمة تري أن ما اجراه مأمور الضبط القضائي من ضبط المتهمين والجريمة ما زالت مستعرة وجثث المجني عليهم متناثره في مسرح الحادث وفي محيطه والتوقيت الذي اجري فيه قد وقع صحيحا واما عن الدفع ببطلان اجراءات تفريغ محتوي كاميرات المراقبه الموجودة بغرفه التحكم فمردود عليه ان الثابت بالاوراق ان المحكمة انتدبت لجنة فنية ثلاثية مختصه لاجراء مضاهاة فنية علي الاسطوانات المدمجه المقدمه من النيابة العامة وعما اذا كانت مأخوذة عن الهارديسك الموجود بغرفة التحكم باستاد بورسعيد وانتقلت اللجنة الي الاستاد وانتدبت المحكمة عضو اليمين بها لاداء هذة المهمة وخلص تقرير اللجنة الي ان جميع الاسطوانات المقدمة من النيابة مطابقة لما هوموجود بغرفة التحكم.