قضية المكالمات السرية بين الإخوان وحماس.. هدفها ضرب التقارب الفكرى بين
بعد تفجير عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية قضية تفريغ مكالمات تمت بين قيادات فى جماعة الإخوان مع بعض النشطاء فى حركة حماس، تدور التساؤلات فى الوقت الراهن حول السبب فى تفجير مثل تلك القضية الوقت الحالى؟، وما علاقة تفجير مثل تلك القضية قبل نظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون؟، وما السبب الدائم فى إقحام حماس الدائم فى الأزمات الداخلية فى مصر؟، وهل التقارب بين حماس والإخوان فكريا ومساندة الجماعة للحركة بإرسال قوافل المساعدات وفتح معبر رفح وتخفيف الحصار أثار حفيظة البعض؟ ومن المستفيد من ضرب العلاقة بين حماس والإخوان أو بين مصر وغزة؟.
تفجير قضية المكالمات بين حماس والإخوان قبيل الثورة المصرية تأتى فى إطار حلقات افتعال أزمات داخلية جديدة تستهدف إدارة الرئيس مرسى للدولة، ومحاولة إفشال محاولات الإخوان لبناء الدولة، إضافة إلى أن إقحام حماس هدفه هو ضرب جماعة الإخوان فى مقتل بأنها تستقوى بتنظيم مسلح خارجى للحفاظ على كيان مرسي.
ولعل العديد من المراقبين يرى أن هناك من يقف حول إثارة قبلة حول تنظيم حماس كل فترة، فتارة بأنها المسئولة عن اقتحام السجون، وتارة أخرى أن حماس أرسلت للرئيس مرسى 500 مقاتل للاستعانة به، ثم يتم تفجير قضية مقتل الجنود المصريين على الحدود وأن حماس متورطة فى هذا الأمر، وفى النهاية يفجر الإعلام قضية أن الإخوان استعانوا بحماس فى الثورة، وما يثير الريبة أن من يقف خلف وراء إثارة تلك القضية يخفت الحديث عنها بعد فترة بعد أن يفشل فى إثبات الاتهامات حولها.
ولعل تفجير قضية التسجيلات بين الإخوان وحماس وقت الثورة، تأتى بعد أن فشل من يقف خلف اتهام حماس بقتل الجنود المصريين على الحدود فى إثبات التهمة على الحركة، وربما يكون الهدف من إثارتها محاولة التأثير على قضية اقتحام سجن وادى النطرون والتى تطال رئيس الدولة الذى كان مسجونا وقتها فى السجن، وأن الرئيس دائم الاستقواء بحماس ويستخدمها كذراع قوية فى الأزمات من وقت سجنه حتى وصوله للحكم.
وما يثير الاستغراب أن إثارة قضية أن الإخوان استعانوا بحماس من قبل الثورة للاستعداد ليوم 25 يناير يتنافى مع ما هو معروف بأن الإخوان لم يشاركوا يوم 25 يناير، والذى يتغنى المعارضة بأن الجماعة “ركبت” الثورة من يوم 28 يناير.
فالمواقع التى نشرت المكالمات بين الإخوان وحماس قدمت هدية رائعة للإخوان عن طريق ما يسمى بالمكالمات المسربة ما بين الإخوان وحماس ففى أول جزء فى المكالمة يقول الإخوانى للقيادى بحماس ” يوم 21 يناير ” حنحنتاج ليكم يوم 25 يناير ويوم 28 يناير، وهذا يعنى أن الإخوان كانوا يخططون للثورة، ولم يكونوا فى بيوتهم مختبئين ونزلوا يوم 28 بالليل لركوب موجة الثورة.
وبالرغم من أن القضاء لم يثبت أى اتهام ضد حماس فى أى من الاتهامات المتسلسلة ضدها إلا أن الحملة الإعلامية لا تتوقف ضد الحركة، وذلك يرجع بسبب إثارة حفيظة عدد من القوى السياسية فى البلاد من التقارب بين حماس والإخوان فكريا وتخفيف الحصار عن غزة مقابل الاستعانة بحماس فى الأزمات الداخلية على حد زعم تلك القوى التى تتغنى بالقضية الفلسطينية، وأنها تدعمها من منطلق قومى وعروبى، إلا أنها فى النهاية تجلد ظهر حماس وغزة من أجل زعزعة حكم مرسى.
والغريب فى الأمر أن من يثير مثل تلك القضايا يتغنى بها أنه يفعل ذلك من باب الحفاظ على أمن مصر القومى، رغم أنه بإثارة مثل تلك الاتهامات يسئ إلى الأمن القومى بأنه مخترق، وأن مثل تلك الأحداث هو فى غياب تام عنها دون رصد لها أو ضبط مرتكبيها.