من أجل هذا تقوم الثورات
قد تأخذنا مطالب الحياة وقسوتها نحـو دهاليز المطامع.. ويظهر للعيان عنــا بوادر شهوانية وأفعال قد تتصف بالأنانيـة فى أحيان كثيرة.. ومواقف عديدة.
ولأن الأمـور لابـد وأن تتخذ فى نصابها الصحيح، فلنتفق على أن تطلعات الفرد منا حق أصيل يولد معه ويلازمـه حتى إخفاقات نبضاتـه الأخيرة.
فالتطلع إلى الترقى .. الثـراء .. الوجاهة الاجتماعيـة .. أمـر عادى يتطلع إليـه كل إنسان طبيعى وتزداد قوة هذا التطلع بمدى مكتسبات صاحبه من مختلف ثقافات ومناحى الحياة.
فلتبدأ الثورات ولتنتهى حول حاجات باتت ملحة ومتطلبات أصبحت واجبة، وليتسابق الجميع من أجل الحصول على المغانم والمكتسبات التى لن تأتى – فى ظن الجميع – بعدما تهــدأ الأمـور، وكأن لسان حال الثائرين ينطق ” عايز حقى ” دون النظر إلـى الواجبات والمسئوليات لنيل تلك الحقوق.
كل تلك المقدمـة أردت من ورائها الإشارة إلى طبيعـة النفوس البشريـة والتى تأتى فى مقدمتها إشباع الحاجات الذاتية أولا ً وقبل أى شىء.
العجيب والغريب أن تطفوا إلـى الأفاق بوادر مبادرة لنكران الذات والتركيز على المصلحة الوطنية فى محاولـة جليلة لدعم اقتصاد بلدنا الحبيب (مصر) من خلال زيادة ساعات العمل والتطوع الإيجابى نحو التبرع بكل طاقاتنا المحدودة من أجل هذا الحدث الجلل، رافضـة تداعيات معونــة أجنبيـة باتت مذلة للجميع.