الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: كيف أتخذ القرار؟
“أنا أخذت قرار” عبارة كثيراً ما نرددها، حياتنا مليئة بالمواقف والأحداث التى تتطلب منا اتخاذ الكثير من القرارات، وكثيرا ما تراودنا التساؤلات التى نحاول أن نجد لها إجابة مثل هل هذا القرار صائب أم لا، هل سأندم عليه فيما بعد، هل نتائجه ستكون كما أتوقع، هل قمت بدراسته دراسة كافية وبصورة موضوعية شمولية .
مما لا شك فيه أن اتخاذ القرار يحتاج إلى مهارة ودراسة وخبرة وتجارب وبحث وتفكير والتحديات التى قد نواجهها والبدائل التى يمكن طرحها، إلى جانب مراعاة الحالة النفسية فلا يجب اتخاذ قرار مصيرى ونحن تحت تأثير ضغط نفسى أو فى قمة سعادتنا أو حزننا بالتأكيد سيكون خاطيئا .
اتخاذ القرار يتم من خلال إتباع عدة خطوات بأسلوب منظم ومنطقى كتحديد الأهداف وجمع المعلومات ومعرفة إيجابياته وسلبياته وتوافر المعلومات والخبرة والاستعانة بالتجارب السابقة والتفكير فى النتائج المترتبة عليه، كما يمكن الاستعانة بشخص قريب موثوق فيه ومعروف عنه الحكمة والرأى الصائب للاستفادة من رأيه وخبراته، كما أن اختيار الوقت المناسب عامل مهم حتى لا يفوت الأوان ويصبح القرار لا قيمة له .
علينا ألا نأخذ أى قرار لا يتفق مع مبادئنا وأخلاقياتنا، وعند اتخاذ قرار مصيرى علينا ألا نتعجل وألا نتأثر بآراء الآخرين أو نأخذه إرضاء لهم، بل يجب أن نكون مقتنعين به، وطموح الفرد وميوله تلعب دورًا مهمًا لأن الغرض منه هو تحقيق الأهداف والطموحات والآمال التى نتمناها ونسعى لتحقيقها، ومن الناحية النفسية علينا أن نؤهل أنفسنا لاحتمال أن يكون القرار خطأً، والخطأ هو الخطوة الأولى لاتخاذ القرار الصائب فيما بعد .
لا يجب أن تؤثر العواطف على قراراتنا بل من المهم عند اتخاذ القرار أن ننظر نظرة تجمع بين العقل والعاطفة لأن القرار المبنى على العقل فقط يحرمنا من فرصة الخطأ وتصحيحه وقد نندم عليه فيما بعد، كما أن إحساسنا قد يكون صادقًا بشرط أن نكون فى حالة صفاء ذهنى بعيداً عن التوتر والقلق، أى نأخذ القرار بالعقل دون إغفال العاطفة، مع ضرورة وضع أفضل النتائج وأسوأها ومدى قدرتنا على تحمل الأسوأ أم أن طموحنا يقف عند الأفضل، ويمكننا أن نناقش مع الآخرين ما توصلنا إليه من قرارات ولكن دون أن نبرر لهم أسباب اتخاذنا لها لأنه من الممكن أن يعيدنا لمرحلة الحيرة والتردد ويجعلنا نعجز عن اتخاذ القرار، كما أن ثقتنا فى اتخاذ قرارنا سيجبر الآخرين على احترامه .