ردود أفعال غاضبة تجاه إعلان إثيوبيا تحويل مجرى النيل اليوم.
خبير: الحكومة تقف مكتوفة أمام إقامة السد.. و”أبناء مبارك” يطالبون بضرب سد الألفية بالصواريخ.. وصفحة الشرطة: خطر داهم على الأمن القومى..أثار إعلان الحكومة الإثيوبية مساء أمس الاثنين، أنها ستبدأ العمل فى تحويل مجرى النيل الأزرق أحد روافد نهر النيل فى إشارة لبداية العملية الفعلية لبناء سد النهضة، العديد من ردود الأفعال التى أبدت تخوفها من التأثيرات التى ستنتج على مصر والتى ستؤدى إلى نتائج خطيرة تهدد الأمن القومى.
وأكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والأراضى، أنه فى حال انهيار سد النهضة سيمحو مدينة الخرطوم من الموجود، حيث سيؤدى إلى انهيار سدى “الروصيرص” و”سنار” إلى جانب سد “مروى” الواقعة داخل الأراضى السودانية، ويستمر دماره لجميع المدن التى تقع شمالها وصولا إلى السد العالى ومدينة أسوان.
وأضاف نور الدين أن النتائج كارثية على السد العالى، حيث إن كميات كبيرة من المياه ستصله فى زمن قصير فنتيجة انهيار سد النهضة سيصل بعد “18” يومًا تقريبًا”، مما يستحيل التعامل معه فى حالات التشغيل العالية، أو حتى حالات التشغيل فى حالات الطوارئ، حيث إن بحيرة السد يجب أن يكون بها سعة تخزينية فارغة ما بين “24” و”58″ مليار متر مكعب قبل وصول كميات المياه الناتجة عن انهيار سد النهضة، كما أنه سيغمر ما يقرب من “24” ألف كيلو متر مربع من الأراضى الزراعية والمبانى السكنية على طول المسافة ما بين سد النهضة والسد العالى.
أما عن التأثيرات التى ستنتج على مصر، جراء إنشاء هذا السد، فتؤكد الدراسات التى أجراها أساتذة جامعة القاهرة، والتى تم تأكيدها بالدراسات العالمية والتقارير الإثيوبية، أن التأثيرات المتوقعة لإنشاء سد النهضة على مصر عالية، وقد تكون كارثية وخاصة أثناء فترة ملء السد ففى حالة تزامن الملء مع فترة فيضان أقل من المتوسط، فإن الآثار ستكون كارثية حيث يتوقع عدم قدرة مصر على صرف حصتها من المياه بعجز أقصى يصل إلى “34%” من الحصة (19 مليار متر مكعب) وبعجز متوسط “20%” من الحصة (11 مليار متر مكعب) طول فترة الملء والتى تمتد إلى “6” سنوات، ويصاحب العجز نقص فى إنتاج الطاقة الكهرومائية من السد العالى (وجميع المنشآت الواقعة بعده) فى حدود “40%” لمدة “6” سنوات.
وفى حال حدوث الملء فى سنوات متوسطة فإن بحيرة السد العالى سوف يتم استنزافها، ويقل عمق المياه بمقدار أكثر من “15” مترًا، أى سيصل المنسوب إلى “159” مترًا، ونظرا لكون التخزين فى بحيرة ناصر قرنى فإن تأثير أى نمط للسحب من إيراد النهر سيكون تراكميا، أى أن تأثير السحب قد لا يكون ملحوظا فى حينه، ولكن يظهر تأثيره مجمعاً فجأة عند استنفاد المخزون الاستراتيجى للبحيرة أثناء فترات الجفاف، وبناء على ذلك فإنه من الممكن حدوث نتائج كارثية، إذا حدثت فترة جفاف تالية لملء السد.
وتؤدى تلك التأثيرات إلى نتائج بيئية، واجتماعية خطيرة (كل “4” مليارات متر مكعب عجزا من مياه النيل تعادل بوار مليون فدان زراعى وتشريد “2” مليون أسرة فى الشارع، وفقد “12%” من الإنتاج الزراعى وزيادة الفجوة الغذائية بمقدار “5” مليارات جنيه)، وكذلك زيادة تلوث المياه والملوحة، وعجز فى مآخذ محطات مياه الشرب نتيجة انخفاض المناسيب وتناقص شديد فى السياحة النيلية، وزيادة تداخل مياه البحر فى الدلتا مع المياه الجوفية، وتدهور نوعية المياه فى البحيرات الشمالية بالإضافة إلى جميع المشاكل الاجتماعية المصاحبة، كما أن إقامة السد ستؤدى إلى زيادة البخر بمقدار “0.5” مليار متر مكعب سنويا على أقل تقدير، عكس ما كان يثار من قبل، من أن السد سيؤدى إلى توفير المياه عن طريق تقليل البخر من السد العالى.
وبفرض اجتياز فترة الملء بأقل خسائر، وهذا احتمال ضعيف، فإن مرحلة تشغيل السد قد تمثل تحديات من نوع آخر، حيث إن مبادئ تشغيل سد النهضة تعتمد على تعظيم الطاقة الكهرومائية المنتجة، وهذا يتعارض فى بعض الأحيان، خلال فترة فيضان أقل من المتوسط، وسوف يتم تخزين المياه لرفع المنسوب لتوليد الكهرباء وتقليل المنصرف من خلف السد وهذا ما ينذر بحدوث نقص فى إمدادات المياه.
الحكومة المصرية تقف الآن مكتوفة الأيدى، أمام إصرار إثيوبيا على إقامة السد الذى سيؤدى بدوره إلى التأثير على الأمن الغذائى المصرى من خلال التلاعب فى حصتها من مياه النيل، الذى يشكل عصب الحياة فيها، دون تحرك قوى تجاه المجتمع الدولى لوقف هذا السلوك العدوانى ضد مصر من قبل إثيوبيا.
فيما طالب الغندور، المتحدث باسم أبناء مبارك، فى تصريح لـ”امل مصر”، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بضرب سد الألفية بالصواريخ والإغارة على المطارات الصهيونية فى إثيوبيا والعمل على عدم تحويل مجرى نهر النيل.
فيما وجه أدمن صفحة الشرطة المصرية رسالة إلى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية قائلا “سد النهضة الإثيوبى خطر داهم على الأمن القومى المصرى، إذا لم تنفع الحلول السياسية معهم فقوتنا الجوية كفيلة بهذا السد، هذا رأى كل مواطن.. أخشى على حقى فى الحياة من ماء النيل وإنى متأكد أن مصر مليئة بشخصيات تخشى على أمنها أكثر منى ألف مرة”.