من التعميم ” العربى” ما قتل
لا مجال للاستثناء عند بعضهم، كل الأشياء يضعونها فى بوتقة وسلة واحدة، حتى يسهل عليهم الحكم عليها، يصنفون دون وضع واعتماد أية متفاوتات والأدهى والأمر أن هذه التصنيفات تكون من غير برهان.
هكذا يفعل معظم “العرب” لكى لا أقع فى الخطأ وأعمم أنا أيضا، إنهم بهذه النظرة العمومية التى لا تدع مجالا للاستثناء تحرق الأخضر واليابس، لماذا يلجأ البعض للتعميم؟
لأن التعميم لا يتطلب جهدا، ولا عناء فى البحث والتفكير، ويتجه أصحاب المذهب التعميمى إلى إلقاء قوالب فكرية جاهزة على الآخرين قد لا يعرف معناها، هذا ويحدث التعميم عندما يرى المعمم تصرفا أو سلوكا من مجموعة أو بلد معين مما يجعله يصف سكان ذلك البلد بوصف يشابه وصفه للشخص أوالمجموعة.
وهو أى التعميم ناتج عن سببين اثنين الأول التعصب بكل أشكاله وأنواعه والثانى قلة العلم والخبرة والثقافة.
كأن نقول مثلا الشعب الفلانى متدين أو منفتح أو منغلق أو وصولى أو متزمت، أو أن المرأة ضعيفة ولا حول لها ولا قوة وعاطفية وهشة، فإننا بذلك نظلم شرائح أخرى وقد تكون كثيرة جدا تحمل صفات غير هذه الصفات. لذلك فعلينا توخى الحذر فى كلامنا كى لا نتعرض لانتقادات من الآخرين الذين يرون فى التعميم داء يصعب الشفاء منه.