ليلة من ليالى الإرهاب عاشتها سيناء وأبكت الأهالى شدتها.. سقوط شرطى جريحا واستهداف قسم العريش بثلاث قذائف.. وفتح النيران على مقر إذاعة سيناء
ساعات قليلة من العنف شهدتها شمال سيناء فى ليلة من ليالى الإرهاب التى تعيشها خلالها، سقط أحد رجال الشرطة جريحا فيما تطايرت القذائف الصاروخية على قسم ثالث العريش وسط حالة من الهلع والصراخ بين أهالى المنطقة السكنية المجاورة له.
وقال مصدر أمنى إن النقيب إبراهيم الشاذلى بقوة القسم أصيب بشظايا عقب أول هجوم نفذه مسلحون، وخلاله تم إطلاق قذيفة صاروخية بالقرب من مقر القسم أصابت شظاياها الضابط ونقل على إثرها لمستشفى العريش العسكرى.
وأعقب هذا الهجوم عدة هجمات أخرى للمسلحين والذين قال شهود عيان إن مجموعات من المسلحين اعتلوا أسطح بنايات مجاورة لقسم الشرطة وأطلقوا منها قذيفتين سقطتا بجوار منازل للأهالى دون أن تتسبب فى خسائر ثم واصلوا إطلاق النار والقوات الأمنية بالقسم ترد عليهم فى مشهد دموى خلاله انقطعت الكهرباء عن المنطقة ولف الظلام أركانها، وما تبقى يرى سوى جمر الرصاص المتطاير بين الجانبين وأصواته التى أصابت الأهالى بالخوف والهلع الشديد، وسط سريان إشاعات بينهم بسقوط قتلى وجرحى وتدمير بيوت، إلى أن توقف إطلاق النار وفر المسلحون دون الإمساك بهم بعد معركة قاربت على الساعة خلالها شوهدت طائرة عسكرية فى سماء المنطقة.
ثم عادوا للظهور حول محيط مقر إذاعة شمال سيناء بمنطقة المساعيد غرب العريش وأطلقوا النيران بكثافة تجاه المبنى.. وتزامن مع هذا الهجوم عدة هجمات شنتها مجموعات مسلحة أخرى على أكمنة للجيش والشرطة بمنطقة المساعيد، وعلى طريق العريش الدائرى وأكمنة مدينة الشيخ زويد ونقاط تمركز للقوات الأمنية بمدينة رفح.
وسبق هذه الهجمات محاولة تفجير مدرعة تابعة لقوات الأمن، أثناء سيرها على طريق الشيخ زويد– رفح.
وقال مصدر مطلع إن المجموعة زَرَعَت عبوة ناسفة على طريق المدرعة فى منحنى على الطريق يقع بمنطقة “ولى لافى” القريبة من مدينة رفح، وانفجرت العبوة ولم تسبب ضررا، وقام المسلحون بإطلاق النار على القوات التى ردت عليهم، ولم يبلغ حتى اللحظة عن وقوع خسائر.
وقال أهالى برفح إن صوت انفجار العبوة كان قويًّا وسُمِعَ من على بعد نحو 20 كم من موقع الحادث، وأعقبه صعود دخان أسود بكثافة فى سماء المنطقة.
وكرر أهالى سيناء دعوتهم للقوات المسلحة لفرض حظر التجول ليلا بمدن العريش ورفح والشيخ زويد التى ما أن تغيب شمسها ويحل الليل حتى تتجدد الهجمات على أكمنة ونقاط تمركز القوات بها بشكل أصبح يومى ويزداد قوة ودموية يوما بعد يوم.
وقال الكاتب السيناوى “عبدالعزيز الغالى”، أعتقد جازما أن القوات المسلحة تقوم بخير واجبها فى هذه الأيام العصيبة فى تاريخها العسكرى كله فهى تواجه امتحانا صعبا وتحديا مريرا من جماعات تناوشها كالخفافيش وتتناثر فى الظلام بسرعة غير عادية.
والغموض الذى قد يبدو للبعض الذى يلف هذه المواجهة مرددة أن ليس كل العمليات العسكرية التى يجب أن يقدم للإعلام كشف فورى بها، فهناك عمليات تتم بنجاح والكشف عنها فى حينه قد يضر بعمليات لاحقة وستخرج القوات المسلحة منتصرة فى هذه المعركة فليس لها خيار آخر، فإما النصر أو الشهادة.
وحين تنتهى هذه المعارك سيكشف الستار عن حقائق وأسرار مذهلة بما فيها اكتساب أدوار لأفراد وجماعات ودول لم تكن تخطر على بال.
أضاف عبدالله الحجاوى الخبير فى مجال البيئة.. إزاء ما يحدث الآن من استهداف ناحج فى معظم الهجمات على قواتنا المسلحة فى سيناء ووقوع ضحايا من الجنود والضباط بشكل مستمر ومؤثر زاد عن مائة ما بين قتيل وجريح يرى أهالى سيناء ضرورة للخروج من مأزق المواجهة وإعادة النظر فى عدد ونوعية القوات وأماكن تمركزها حيث يشكل تواجدها بشكل ثابت أهدافا سهله وخاصة داخل المدينة، ولا يستطيع الجندى أن يتبين ماهية القادم عليه والمار أمامه وبجانبه سواء راكبا أو مترجلا لذا إن سقوط هذه الإصابات وبهذا العدد ونوعية الخسائر يتضح منها أن الجيش مازال مترددا بين الفتك بكل ما يصادفه أو التروى لحيين تطبيق برامج وخطط حماية المدنيين وأعتقد أن ذلك أهم أسباب الخسائر، ولذا لابد للجيش بالاستعانة بشرطة مدنية وخلايا شعبية، وأن لا تتحرك كمائن التفتيش حيث سحبت الشرطة والجيش كمائن التفتيش على المحاور الرئيسية وأوقفت فحص أوراق السيارات تجنبا لهجمات مفاجئة ولكن ذلك ترك للمهاجمين حرية الدخول والخروج من المدينة.
أضاف أن المهاجمين الآن يركزون على العريش العاصمة لإسقاط نقاط الدولة الحصينة كالأقسام ومديرية الأمن وأجهزة ومرفق الجيش وإسقاط سيناء كاملة فى أيديهم وهو إستراتيجيا له قوة الحدوث فى ظل تردد الجيش وعدم استخدام إمكانياته الهائلة والمعطلة إما خوفا من المحاكمات أو من رد الفعل الدولى وفى النهاية لن يجدى التصدى العسكرى الممزوج بالسياسة فى أمور لا ينفع معها إلا العسكرية البحتة الخالصة طبقا لإستراتيجيات وتكتيك الحسم العسكرى، لكن التردد بين السياسة والعسكرية سيوقع مزيدا من الخسائر وستسقط سيناء.
وتابع أن هذا الحجم من الخسائر إذا ما قورن مع حجم القوات وأعدادها من قوات خاصة متعددة الأهداف وآليات وكثافة الجنود وطيران وأسلحة مساندة من البحرية وإلكترونية متوفرة الآن من شانه أن يترك علامة استفهام كبيرة وعلامة تعجب أكبر ليترك غصة نفسية لدينا كمصريين، إنه لابد وأن شيئا ما خطأ يستدعى إعادة التقييم.