أسوشيتد برس: حماس فقدت حليفها الرئيسى فى المنطقة عقب الإطاحة بمرسى
ما حدث فى 30 يونيو الماضى فى مصر كلف حركة حماس فى غزة أهم حلفائها، فيما يقع الفلسطينيون العاديون ضحية العداوة المتنامية بين الحكومة المصرية الجديدة وحاكمى غزة الإسلاميين.
خسر آلاف العمال فى غزة أعمالهم بسب غلق مصر الحدود، وقلل عشرات الآلاف من الفلسطينيون الذين يدرسون أو يعملون فى مصر من ظهورهم فى المدن المصرية، خشية استهدافهم من قبل أعداء حماس.
المسألة تتعلق هنا بعلاقة حماس مع محمد مرسى، الرئيس المصرى المعزول وسط مظاهرات حاشدة ضده. حكام مصر الجدد صوروا حماس بأنها جماعة تتآمر لزعزعة الاستقرار فى مصر والإضرار بمصالح البلاد.
حماس هى فرع غزة من جماعة الإخوان المسلمين، وبزغ نجمها السياسى فى أعقاب الربيع العربى، ومرسى متهم الآن مع حماس فى التخطيط لهجوم على سجن مصرى عام 2011، أسفر عن إطلاق سراحه، لكن أيضا عن مقتل أربعة من نزلاء السجن.
الآن الرياح الثلجية الهابة من القاهرة تشكل قلقا وجوديا لحماس. الحركة التى يصمها الغرب بالإرهاب كانت قد أملت بأن بإمكان مرسى كسر عزلتها الدولية.
قال غازى حمد، نائب وزير خارجية حماس فى غزة “لسنا مسرورين” متحدثا عن الإجراءات المصرية الأخيرة ضد غزة، ومن بينها غلق العشرات من الأنفاق الواقعة عند الحدود المشتركة والتى تعد خط إمداد حيوى لغزة، إلا أنه أضاف “علينا أن نتحلى بالحكمة والصبر وأن ننتظر لنرى ماذا سيحدث”.
ومايزال حمد على اتصال مع مسئول بالمخابرات المصرية لحل المشكلات اليومية الخاصة بالحدود، وهذه الأيام يتواصل الاثنان عبر الهاتف لتبادل الشكوى، فمصر تشكو من أن حماس تسمح لمسلحين من غزة بالتسلل إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، بينما تشكو حماس من أن مصر تغلق المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم الخارجى فى أغلب الأوقات.
ومازالت حماس صامتة إلى حد كبير، رغم وصول التداعيات إلى غزة، التى يعيش بها نحو 1.7 مليون نسمة. فقد أدى إغلاق الأنفاق إلى زيادة أسعار الأسمنت وحصى البناء والوقود. ونتيجة لهذا توقفت أعمال البناء، ما أدى إلى تسريح نحو عشرين ألف عامل، حسبما قال نبيل أبو معيلق، رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين.
ومازال أغلب الصيادين الفلسطينيين، البالغ عددهم 1200 صيادا، فى الميناء، بسبب منع مصر لهم من دخول مياهها ضمن إجراءاتها الأمنية الجديدة. وإذا أضيف هذا إلى القيود الإسرائيلية القائمة منذ وقت طويل على الصيد فى غزة، فلا توجد فرصة لتوجه الصيادين إلى البحر، حسبما قال نزار عايش، رئيس نقابة الصيادين فى غزة.
وأدى نقص الوقود بسبب الإجراءات المصرية إلى تفاقم المشكلات فى غزة، التى تعانى من نقص مزمن فى الكهرباء، حيث يستمر انقطاع الكهرباء هناك لأكثر من عشر ساعات يوميا.
ويبدو المستقبل أكثر كآبة وسط توقعات باستمرار السياسة المعادية لحماس، التى تنتهجها القاهرة، والتى ترتبط بحملة الجيش المصرى ضد جماعة الإخوان المسلمين فى مصر.