أبو حامد والجلابية الباكستانية!.
“أنا أهاجم كل ما هو إسلامى إذن أنا موجود”.. هذا هو الشعار الذى أرى أن محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب عن حزب المصريين الأحرار يرفعه، ويتمسك به بشدة هذه الأيام فى معظم تصريحاته وحواراته، على الفضائيات المشبوهة ذات الأهداف الهدامة، والخسيسة التى من شأنها محاربة كل ما يمت للإسلام بصلة!
وكان من بين تقاليع وعجائب أبو حامد الأخيرة: “الجلبية الباكستانية” التى زعم على هواء برنامج “ناس بوك” الذى تقدمه “هالة سرحان” أن المنتمين للتيارات الإسلامية فى مصر يرتدونها بكثرة حالياً مما يفقدهم هويتهم المصرية على حد قوله، وعجبى!
فى الحقيقة.. لا أجد ثمة علاقة أو تشابهاً بين “الهُوية” و”الجلبية” سوى توالى حرفى “الياء والتاء المربوطة” فى آخرهما!!..
فالهوية هى مطابقة الشيء لنفسه أو مطابقته لمثيله، وهى إحساس الفرد بذاته وفرديته وحفاظه على تكامله وقيمته وسلوكياته وأفكاره فى مختلف المواقف، أما الجلبية أو الجلباب فهو ثوب فضفاض يلبسه عامة الشعب المصرى كما يلبسه الكثيرون فى بعض الدول الأخرى خاصة الذين يدينون منهم بالإسلام.
وهذا يعنى أن الجلبية إذا كانت مصممة على الطريقة الباكستانية أو الخليجية وكان قماشها مستورداً من أمريكا أو حتى إسرائيل لن تؤثر على الهوية بأى حال من الأحوال.
فإذا كان الزى هو المعيار الحقيقى لقياس الهوية لكان أصحاب كل من يرتدى “البدلة” و”رابطة العنق”أول الفاقدين لهويتهم!!..
إذن فالعبرة ليست بمظهر الإنسان وشكل ومضمون ملابسه وإنما بجوهره ومحتواه النفسى والعقلى.
فكم من أناس يرتدون الجلباب ولكن تصرفاتهم بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، وكم من أناس يرتدون ملابس مصممة حسب الموضة الغربية إلا أن سلوكياتهم وأفكارهم لا علاقة لها بالتحضر والأناقة!.
المثير للدهشة والألم أنه فى الوقت الذى يشن أبو حامد هجوماً شرساً على مسألة “الجلبية الباكستانية” – التى أظن أنها ستار للهجوم على الإسلاميين وليس زيهم – لم نسمعه يستنكر ويهاجم الملابس العارية الفاضحة التى تظهر أكثر مما تبطن والتى ترتديها العديد من فتيات ونساء مصر الكاسيات العاريات فى كل مكان على أرض المحروسة بلا حياء أو خجل!، واللائى يتسببن فى تشويه وتهديد سلامة المجتمع وسقوطه فى هاوية الخراب والفساد الأخلاقى!..
أين أبو حامد وزملاؤه من المؤامرة القذرة التى حاكها مجموعة من معاونى الشيطان المصريين ضد الشعب المصرى كله، وهم أصحاب قنوات الغناء الشعبى والرقص الشرقى الداعر، الذين يعرضون من خلالها –منذ تنحى مبارك بفترة وجيزة جداً – كل ما يغضب الله ورسوله ويخالف الفطرة والطبيعة البشرية لتنتشر الفواحش والموبقات وتفسد أخلاق الشباب المصرى ذكورا وإناثا!.
أين أنت يا أبا حامد من القضايا الجوهرية والخطيرة التى باتت تهددنا جميعاً ومنها البلطجة وانتشار المخدرات والسجائر الرخيصة الثمن والمجهولة المصدر التى تُلقَى ليلا فى البحر وعلى الشواطئ بكميات كبيرة جداً لإغراق السوق المصرية بها ليتناولها المدخنون فيصاب بسببها من يصاب بأمراض خطيرة ويُقتَل من يُقتَل؟!..
لا يسعنى إلا أن أقول: اللهم ثبِّت قلوبنا على دينك واكفنا شر الخذلان والتحول وشراء عَرَض الحياة الدنيا بالآخرة.