الإخوان بين الإصلاح والتغيير
كنت تابعا للإخوان منذ نعومه أظافرى وأعرفهم عن ظهر قلب، ولطالما اعتكفت معهم بالمساجد وذهبت معهم فى معسكرات، ولم أكن عضوا مسجلا أو تابعا لمكتب الإرشاد، ولطالما أحببت أن أكون متواجدا بينهم وأن يكون لى السبق فى حضور المؤتمرات التى يقيمونها والفعاليات التى يدعون إليها، وكنت مبهورا بما يقومون به من إجادة للعمل والتنظيم المتقن الذى لم أره فى أى فصيل آخر.
وأعرف شبابا من الأخوان عندهم طاقة جبارة فى العمل الميدانى والخدمى، وكان معنا منهم شباب فى حملات الإغاثة للأحياء الفقيرة التى كانت تتبناها جمعية رسالة، ومع كبر سنى ونضج عقلى كنت كلما أتعمق بهم أكثر فأكثر كنت أرى الحق رحاه أدور معها كيفما دارت، وأقول الحق ولا أخشاه حتى و لو كان مخالفا لقرارات القيادات، لا يشغلنى لوم اللائمين أو اتهام الآخرين لما أراه .
إلى أن أتى عام 2005 وأعلن مرشد عام الإخوان المسلمين دعمه الكامل لمبارك، وأنه يتمنى لقاءه، فنأيت بنفسى عن الجماعة وعلمت أنهم لا يريدون التغيير بل يريدون الإصلاح فقط، وهذا لا يغنى ولا يسمن من جوع ولن يرضى طموحات الشباب وسنظل كما نحن إلى أن يشاء الله بل ربما يتحول الوضع من سيئ إلى أسوأ.
ومن حينها حتى وقتنا هذا وأنا لم ولن انتمى إلى تيار سياسى أو أى حركه سياسية، وكنت أشارك مع الجميع طالما أن متطلباته لا تخالف طموحاتى وإن خالفت لا أكون معه، وظللت على هذا الحال حتى قامت الثورة و مرور عام عليها وحصولهم على أغلبية البرلمان .
وظل البرلمان فى حالة من الغموض التى لا نستطيع الحكم عليهم نظر لقصر المدة إلى أن سب النائب مصطفى بكرى الدكتور محمد البرادعى، واتهمه بالعمالة وصفقت له الأغلبية فى البرلمان علما بأنه ليس من حق أحد أن يتهم أحد بتلك التهم إلا الجهة القضائية فقط، وليس ذلك شأن نائب بمجلس الشعب أو حتى رئيس المجلس نفسه.
وقبلها بمده قصيرة قام النائب زياد العليمى بسب المشير فى مؤتمر ببور سعيد فقامت الدنيا وارتجت قبة البرلمان من صراخ نوابه اعتراضا على ما بدا من النائب، وصوت نواب مجلس الشعب على إحالة النائب إلى لجنة القيم لما بدا منه، وحينما طالب بعض النواب بإحالة النائب مصطفى بكرى إلى لجنة القيم أسوة بزياد فالمساواة فى الظلم عدل صوتت الأغلبية على رفضهم لطلب الإحالة.
كل من يعرفنى شخصيا سيعلم أنى لم ولن أكن يوما من مؤيدى الدكتور محمد البر ادعى، ولكن هناك فى كتاب ربنا آية تقول } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون{َ صدق الله العظيم.
وأكثر ما أخشاه أن يتحول شعار قيادات الجماعة من “الله غايتنا والرسول قدوتنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا”، إلى” المجاملة والتملق والمداهنة والمماطلة والمقامرة بأحلام شبابهم البائسة”، حينها فقط ستكون لحظة بداية الوقوع فى الأخطاء التى لن ينساها التاريخ ولن ينساها شبابكم لكم أيضا، ويشهد الله أنى لم اكتب مقالى هذا بغرض الهجوم على أحد ولكنها نصيحة محب ملخصها قوله تعالى “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله”.