آخر كلمات للشهداء.. تخلد ذكراهم فى ثالث احتفال بثورة يناير المجيدة
يمر شريط الذكريات، وتظل وجوههم محفورة على واجهات الميادين، تشير إلى بطولاتهم الخالدة، وتبقى كلماتهم أيقونات التغيير الحقيقية التى شهدها الوطن فى غضون ثلاث سنوات هم تاريخ ثورة يناير المجيدة.
رسائل كثيرة تركها شهداء أحداث الثورة لأحبائهم وأصدقائهم قبل رحيلهم بساعات أو ربما أيام معدودة، بعضها شفهية والبعض الآخر عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، كان من بينها كلمات “الحسينى أبو ضيف”، شهيد أحداث الاتحادية الأولى، والذى كتب “تويتة” على حسابه الشخصى قبيل استشهاده بساعات، قال فيها: “قبل نزولى للدفاع عن الثورة بالتحرير، إذا استشهدت لا أطلب منكم شيئا سوى إكمال الثورة”.
أما جابر صلاح جابر الشهير بـ”جيكا” شهيد أحداث محمد محمود فقد كان يشعر أن رسالته فى الحياة تتلخص فى كلمات أراد أن يخلدها التاريخ، دَون بعض منها على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، قائلا: “ده بإذن الله آخر بوست هكتبه لحد ما أرجع بكرة من شارع عيون الحرية ده لو رجعت، أنا نازل علشان خاطر دم أخواتنا وعشان الثورة، نازل عشان أسامة أحمد أعز صاحب ليا اللى شيلته على إيدى وهو مقتول، نازل علشان عيون أحمد حرارة، نازل علشان أرجّع الثورة اللى راح علشانها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين، نازل علشان حمو طه وأحمد يوسف صحابى اللى راحوا فى بورسعيد، نازل عشان بلدنا ترجع لنا تانى”، ويكمل: “لو مرجعتش بقى.. ما ليش غير طلب واحد هو إن الناس تكمل الثورة وتجيب حقنا”.
وظلت كلمات شهيد أحداث ماسبيرو “مينا دانيال” التى كتبها قبل وفاته بيوم واحد تتردد على أذهان الثوار بين الحين والآخر، حيث كتب فيها: “غادرت عالمكم وحزنت لهذا طبعا، حزنت لفراق من أحبهم، حزنت لما سمعته من صيحات الكراهية بعد مغادرتى العالم حتى، ولكن كان لدى أمل أن يكون من بعدنا من يكمل.. لا أقصد فقط أن يكمل ويأخذ بحقى ممن قتلنى، بل أقصد الأهم والأجمل، أن يكمل على ذات ما تظاهرت لأجله، وطنا يتسع لنا جميعا، العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”.
واختار الشهيد محمد مصطفى الشهير بـ”كاريكا” أن يوجه رسالته لجهتين يعتبرهما أعز ما لديه، هما وطنه ووالدته قبل أن تصعد روحه إلى بارئه، بعد أن طالته رصاصة مجهولة فى شارع القصر العينى خلال أحداث مجلس الوزراء، أولهما شفهية: “قولوا لأمى تسامحنى وما تزعلش منى”، والثانية مكتوبة فى ورقة قال فيها: “الثورة مستمرة حتى لو استشهدت كملوا يا شباب”.
“هيثم الشواف” المنسق العام لتحالف القوى الثورية، أكد فى تصريح لـ”اليوم السابع”: “لن تنسى مصر بطولات ودماء هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الاستقرار وبناء تاريخ جديد وطن، وستظل رسائلهم التى تركوها بمثابة تحدٍ لكل من يتصور أن الشباب غير قادر على التغيير والتمرد على الظلم والطغيان”.