وزيرة إعلام .رفضت عرضا للتطوير من قنوات مصرية مع التليفزيون وقبلت عرض قناة mbc..
وزيرة الإعلام تنحاز لشركة استطلاعات أبسوس المضللة للرأى العام واستقبلت إعلانات من رجل الأعمال اللبنانى شويرى وأدخلت رجل أعمال أجنبى مبنى ماسبيرو للمرة الأولى فى تاريخ الإذاعة والتليفزيون.
درية شرف الدين تدمر سياسات الإعلام فى مصر وتتحرك ضد توجهات مؤسسات الدولة وتستغل mbc كبوابة لدخول شركة الإعلانات اللبنانية إلى التليفزيون المصرى
كلمة السر فى السنوات الثلاث الماضية التى مرت مصر فيها بظروف صعبة هى “الإعلام” لأنه الصانع الأول والمحرك الأساسى للرأى العام والمؤثر المباشر فى ملايين المصريين، ومن ثم فإن الانطلاق نحو دولة وطنية حقيقة متماسكة يأتى بعد تحرك جماعى من صناع القرار بالإعلام يرفع مصلحة الدولة فوق أى مصلحة خاصة، ويقدم راية الوطن عن أية ولاءات أخرى أو أهواء شخصية.
الأصل أن يكون رئيس فريق صناعة الإعلام نحو تماسك الدولة هو وزير الإعلام باعتبارها الصانعة الأولى لسياسات الإعلام فى مصر والمعبرة والممثلة عنه فى كل المحافل الدولية، غير أن المفاجأة التى نقدمها لك عزيزى القارئ هى أن وزيرة الإعلام المصرى الدكتورة درية شرف الدين هى أحد أهم العقبات الأساسية ضد إعلام وطنى حقيقى يبنى دولة متماسكة بعد ثورة عظيمة.
حقك على عزيزى القارئ أن أقدم لك معلومات جديدة تكشف لك كيف أن وزيرة الإعلام ترفض التعاون مع الإعلام المصرى وتقبل التعاون مع الإعلام الأجنبى، ترفض التعاون مع القنوات المصرية الخاصة، وتقبل فى نفس الوقت عرضا من mbc دون أى سباب للقبول هنا أو الرفض هناك، ودون أى تقدير لأهمية الشراكة بين تليفزيون الدولة والقنوات الخاصة وحجم الخسائر الكارثية المترتبة على الشراكة بين تليفزيون الدولة وقنوات أجنبية لا تعمل وفق أجندة وطنية لصالح مصر.
الأغرب أن وزيرة الإعلام لا تقف عن حد الشراكات غير المنطقية بالمرة، والتى قد تدخل فى بند الخطوات غير المدروسة ولكن الجديد أن وزير الإعلام تعمل ضد إدارة وتوجه الدولة، فالثابت فى الشهور الماضية أن هناك توجها لدفع الوكيل الإعلانى بيير شويرى الخروج من مصر لتأثيره بالسلب على سوق الإعلان المصرى، وبالتالى على القنوات الفضائية المصرية الخاصة، وظهر ذلك من خلال خروج شويرى من قناة الحياة ليحل مكانه شركة ثلاثية تضم الدكتور سيد البدوى وعلاء الكحكى ومحمد الأمين.
لم تدرك وزيرة الإعلام خطورة الوكيل الإعلانى اللبنانى بيير شويرى على الإعلام المصرى، وتجاهلت توجه الدولة ضد شويرى وتعاقدت معه على حق الإعلان فى التليفزيون المصرى بطريقة ملتفة بأن أدخلت mbc كوسيط فى الشراكة، لتزيد من قوة الوكيل الإعلانى اللبنانى وتزيد من شوكته فى مواجهة منافسيه بمصر فى سوق الإعلان، دون أى تفهم أو دراية أن القنوات الخاصة التى تحاربها وتقف إلى جوار الوكيل الإعلانى اللبنانى ضدها، هى نفسها القنوات الفضائية التى وقفت إلى جوار ثورة 30 يونيه ومع الشارع المصرى وتحركات القوات المسلحة فى وقت كانت فيه قنوات أخرى تقف على الحياد، بل تستضيف أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية.
المثير للجدل حقا فى تحركات وزير الإعلام المصرية درية شرف الدين أنها تعمل فى مسار إعلامى بعيد تماما عن المسار الوطنى لإعلام دولة حقيقى، فمن ضمن المفاجآت أيضا أن أحد أكبر شركات استطلاع الرأى ونسب المشاهدة العالمية وهى شركة أبسوس وهى بالأساس شركة تابعة للوكيل الإعلانى اللبنانى شويرى، أصدرت تقريرا عن نتائج نسب المشاهدة واحتلت قناة mbc الصدارة بكل برامجها بالتناقض مع المعطيات الأساسية فى سوق الإعلام وقت صدور نتيجة التحليل، أهمها أن برامج mbc لم يكن قد مر عليها وقت كاف لقياس نسب المشاهدة وأن برامج أكثر حرفية وأعلى فى مناقشة القضايا واستضافة الشخصيات العامة جاءت فى مراتب متأخرة بنسب المشاهدة.
واستكمالا للمفاجأة، بعد نتيجة استطلاع أبسوس، اتخذت كل القنوات المصرية الكبرى “أون تى فى، النهار ، التحرير ، القاهرة والناس ، الحياة ، سى بى سى” موقفا موحدا وهو إصدار بيان مشترك لإعلان عدم حيادية استطلاعات أبسوس واعتمادها على معطيات مزيفة، وفى ظل هذا التحرك الموحد بين كل القنوات المصرية الخاصة، أصدرت وزيرة الإعلام بيان تعلن فيه تنصلها من بيان القنوات الفضائية عن أبسوس، وجاء هذا التحرك من الوزير فى نفس الوقت الذى كان مستشارها يحضر لقاء ممثلى القنوات الفضائية ضد أبسوس، بما يعكس التناقض التام فى مواقف الوزيرة.
النتيجة هنا أن وزيرة الإعلام تعمل ضد الإعلام المصرى وتقف إلى جوار رجل أعمال أجنبى وهو وكيل الإعلانات اللبنانى بيير شويرى، لتعيد من جديدة الأسئلة الخطيرة عن استقلالية الإعلام فى مصر، وتهدد من جديد رأس المال المستثمر من قبل رجال الأعمال فى مجال الإعلام بعد أن جعلت من شويرى رقما هاما فى الإعلام المصرى.
قد تقول وأنت تقرأ، وزيرة الإعلام فى الأساس هى وزيرة تصنع القرار الإعلامى ولها كل الحق اتخاذ أى خطوات طالما أنها ترى فى ذلك مصلحة لوزارتها ومصلحة لبلدها، وأنا بالطبع اتفق معك فى ذلك ولكن بشرط أن تكون وزيرة الإعلام تعلم حقا مفهوم الإعلام الوطنى، وسأقدم لك 5 وقائع فى غاية الخطورة، تعكس كيف أن وزيرة إعلام مصر أكبر شخصية تدمر إعلام مصر.
الواقعة الأولى.. رفضت التعاون مع القنوات الخاصة فى تغطية الاستفتاء على الدستور يناير الماضى رغم إلحاح القنوات الخاصة عليها، وهو الأمر الذى أثار التساؤلات بشأنها، فكيف ترفض وزيرة الإعلام تعاون قنوات خاصة معها تغطية دستور للخروج بأفضل صورة من كل مكان فى مصر عن دستور مصر بعد الثورة، وهو الدستور الذى يجسد أحد استحقاقات خريطة الطريق ويمهد لدولة حقيقية بعد عام مرير من حكم الإخوان.
الواقعة الثانية.. وضعت يدها فى يد وكيل الإعلان اللبنانى بيير شويرى ضد القنوات الخاصة المصرية، وسعت نحو الحصول على الحقوق الحصرية لبث مباريات الدورى المصرى، ولكن فشل مساعها ولم ينقذها إلا القنوات الخاصة الذين دفعوا ثمن الدورى كاملا رغم إذاعة الربع الأول حصريا على التليفزيون، وهنا يجب التعليق أيهما أقرب للمصلحة الوطنية والإعلام المصرى، التعاون مع وكيل إعلان لبنانى أم الشراكة مع القنوات الفضائية الخاصة المصرية؟.
الواقعة الثالثة.. رفضت عرضا من قنوات الحياة السى بى سى والنهار ودريم وأون تى فى بتقديم التعاون الكامل للتليفزيونى المصرى والدعم الفنى المباشر للرقى بتغطية التليفزيون المصرى الفترة المقبلة، متجاهلا تماما أن أى صانع قرار مثلها سيوافق دون تفكير، خاصة أن القنوات الخاصة هذه ذاع صيتها فى الوطن العربى والمنطقة لدرجة أن أغلب وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المختلفة تنقل عنها أولا بأول بشكل متكرر.
الواقعة الرابعة.. وزيرة الإعلام درية شرف الدين هى الوزيرة الأولى فى تاريخ الإعلام المصرى التى تدخل فى شراكة مع طرف غير مصرى وهو اللبنانى بيير شويرى بالتناقض مع الأعراف الإعلامية الثابتة بماسبيرو منذ تأسيسه وحتى الآن وهى أنه منبر للإعلام الوطنى.
الواقعة الخامسة.. حرص درية شرف الدين الدخول فى شراكة مع mbc مصر ووكيلها الإعلانى اللبنانى شويرى فى توقيت متزامن مع الانتخابات الرئاسية وهى الانتخابات التى تحتاج توحد الإعلام الوطنى وسعيه إلى مزيد من الشفافية والمصداقية وصولا إلى رئيس قوى يحكم مصر، وهو ما لم تراعه وزيرة الإعلام، وتحركها يعكس عدم تقدير المسئولية الوطنية الحقيقية للإعلام المصرى الذى يبنى مصر ولا يدمرها، الذى يحافظ على استثمارات صناع الإعلام وأصحاب القنوات فيها ولا يهددها.
فى النهاية يتبقى عدة أسئلة هامة لوزيرة الإعلام، إن كانت تحافظ حقا على حماية الإعلام المصرى، لماذا تقدمت mbc بعرض للتليفزيون المصرى ولم تقدمه للتليفزيون السعودى، الأولى بالنسبة إليها، ولماذا وافقت شرف الدين الشراكة مع mbc ورفضت الشراكة مع القنوات الخاصة المصرية دون إبداء أية أسباب، وأخيرا لماذا تصر وزيرة الإعلام أن تكون طرفا فى الصراع بسوق الإعلانات المصرى، وأن تنحاز لرجل الأعمال الأجنبى على حساب رجل الأعمال المصرى.