مفيش جدران” تستمر 4 أيام لهدم أسوار شارع ريحان
أربعة أيام من العمل الميدانى المتواصل معتمدين على فكرتهم اللامعة ومهارتهم فى الفن والابتكار كانت هى كل ما لزم فنانى حملة “مفيش جدران” ليبدعوا تحفة فنية جرافيتية جديدة يهدمون بها الحاجز الحجرى بشارع الشيخ ريحان.
المكان الذى كانت تملأه الحجارة والدماء والصراخ فى أحداث التحرير المتعاقبة وشهد حريق المجمع العلمى تبدل ليصبح مكانا يملأه المرح والحب بين الشباب قبل أن تملئه فرشهم والسلالم وعلب الإسبراى المستخدمة فى الرسم، أصبح شاهدا جديدا على ابتكار الشباب المصرى الذى انطلق عقب الثورة، وخصوصا أنه الحائط الوحيد الذى ركز فيه الشباب على مدار أربعة أيام، بعد أن كانوا أنهوا باقى الجدران فى عدة ساعات.
“نحن لم نكن نخطط لكل هذا فنحن بدأنا الحملة بعد أن دعت لها زميلتنا سلمى الطرزى لهدم الجدران بالرسم، واستمررنا فى الرسم، وبدأ كل شخص يضع إضافته على الرسم حتى وصل للشكل الحالى، هكذا ما أكده “مشير” أحد رسامى الجرافيتى المشاركين فى الحملة، وتابع “الفكرة الرئيسية كانت إكمال الشارع بالرسم، وكأنه مفتوح وباقى الإضافات جاءت بشكل ابتكارى أثناء الرسم، ومن المنتظر أن نكمل رصيف وأرض الشارع لتتماشى الألوان تماما فى الساعات المقبلة، ويصبح الشارع مفتوحا بالكامل، ثم نفتتح جميع الشوارع، غدا، فى مفاجأه مبهجة حوالى الساعة الثامنة مساء”.
شكل الشارع المذهل وعدم وجود خطة كان يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تحقيق الرسم بهذه الجودة، وتشرح هناء الديغم إحدى الرسامات “كل ما كنا نحمله فى يدنا هى صورة للشارع من الجانب الآخر واعتمدنا على ضبط الشكل من خلال استخدام المناظير وفرق الأبعاد، ومثلا الإنعاس الواضح فى الصور البعيدة جاء ونحن نرسم فوجدنا ظل كشاف الإضاءة على الحائط فقمت برسمه، وتابعنا طفل يقف أمام الحائط ينظر من خلاله على العالم المنعزل الموجود وراءه فقمنا برسمه مع العجلة التى أتى بها، مضيفة “استخدمنا الارتجال إلى أبعد الحدود فقمنا برسم الولد فى نفس المكان، وقمنا بملء الفراغ الذى ينظر منه بالأكياس البلاستيكية حتى لا يحدث إخلال بالرسم”.
“سنضيف أيضا مؤامرة حريق المجمع العلمى الذى يلاصق الجدار إلى رسالتنا” هذا ما أكده مشير وعن انتشار فن الجرافيتى الفترة الأخيرة والذى كان بعضه يمثل أشكال رائعة وبعضه الآخر يمثل تشويها للحوائط وحول إمكانية وضع قوانين لفن الجرافيتى قال “الجرافيتى فى الأصل قانونى ولا يحتاج لقوانين، فالحوائط هى ملك للشعب الذى يستخدمها كيفما أراد وللتعبير عن رأيه بكافة الأشكال وحتى الرسومات التى لا تعجبكم هى أيضا تعتبر جرافيتى فلا يوجد رسمه تعتبر جرافيتى ورسمه أخرى لا تعتبر جرافيتى”.
مشير أكد فى النهاية أنهم يعدون لحفل ربما ستحضره فرقة حسب الله الحقيقية لافتتاح هذه الشوارع، غدا، فى الثامنة مساء حتى يستطيع الجميع أن يحضر.
الجدير بالذكر أن حملة مفيش جدران كانت دعوة من راسمة الجرافيتى والمخرجة التسجيلية سلمى الطرزى لهدم الجدران العازلة برسم الشوارع وكأنها مفتوحة عليها، واستمروا فى العمل على التصميمات لمدة 11 يوما حتى يوم الجمعة 9 مارس لينهوا جميع الرسومات فى نفس اليوم باستثناء الشيخ ريحان الذى شارفوا الآن على الانتهاء منه، ويقول مشير “الآن لم يتبق لنا سوى حائط شارع نوبار الذى ربما نعمل عليه الأسبوع القادم، بعد أن نحصل على قسط من الراحة”.