تقارير وتحقيقات
«دموع فرحة» بـ«القاهرة الفاطمية» أثناء تلقى العلاج
وسط تشديدات أمنية مكثفة وكاميرات انتشرت فى الحجرة رقم 15، وهى الصيدلية المنوط بها صرف العلاج بمستشفى القاهرة الفاطمية الذى استقبل أمس علاج أول 7 حالات لعلاج الـ«سوفالدى»
لمرضى فيروس سى، بعد أن انتهى المرضى من جميع الفحوصات الطبية التى أكدت على خطورة حالاتهم، وأغلبهم مرضى فيروس سى الفئة الرابعة، وهى أخطر مراحل مرض فيروس سى. بابتسامة تغمر وجهه، قال أمين إبراهيم، وهو أول حالة تلقت علاج الـ«سوفالدى»، الذى حظى بأن يكون أول مريض يحصل على العلاج، واستغرقت مدة حصوله على العلاج ما يقرب من 15 دقيقة: «راجعوا كل الأوراق والفحوصات الطبية، ليتأكدوا من إجرائى لكل الفحوصات، وتناولت الدواء أمامهم، ليضمنوا حصولى على العلاج وعدم بيعه لمريض آخر». وأضاف: «رحلة علاجى بدأت من 22 سبتمبر الماضى، عندما تم قبولى ضمن الحالات، وبدأت الفحوصات والإجراءات». بدموع ممتزجة بفرحة وسعادة، قالت بشيرة السيد، وهى الحالة الثانية التى تتلقى علاج الـ«سوفالدى»، وهى ضمن فئة العلاج الثلاثى: «أنا فرحانة إنى أخيراً هتعالج بعد تعب مع المرض وصل لـ8 سنوات، علشان أشتغل وأصرف على أولادى، أنا اتذليت بسبب مرضى كنت بتعالج بمساعدة الناس، زوجى متوفى وأنا كنت بشتغل فى جمعية أيتام وسبتها لما المرض زاد عليه»، وتضيف وصوتها يسمع بالكاد: «العلاج كان بتوصل تكلفته لـ500 جنيه فى الشهر، وأنا معاش جوزى يدوب بصرفه على أولادى، بنتى فى ثانوية عامة ومش عارفة تكمل فيها». بنظرة وابتسامة رضا غمرت ملامح وجهه، بدأ رضا عبدالعزيز، أحد الحالات السبع التى تتلقى العلاج حديثه قائلاً: «المرض ده قضى على كل الأخضر واليابس، أنا اضطريت أبيع بيتى بـ80 ألف جنيه علشان أصرف على مرضى، وفى الآخر مجبش أى نتيجة»، ويضيف «عبدالعزيز»: «أنا حالتى المرضية كانت صعبة، الفيروس عندى خبيث، علشان كده أن هاخد العلاج الثلاثى». اكتشف «عبدالعزيز» المرض منذ 5 سنوات، وبدأت رحلة علاجه، التى كلفته ما يقرب من 80 ألف جنيه حتى الآن، يقول متنفساً الصعداء: «مصاريف العلاج بدأت تقل من 22 سبتمبر لما قدمت على علاج الـ(سوفالدى) وبدأت أعمل فحوصات طبية مع المستشفى هنا». بدموع تغمر عينيه، مع ابتسامة لا تفارق ملامح وجهه قال: «الدكاترة اتصلوا بيا وقالولى إنى ضمن 7 حالات اللى هتتعالج ماكنتش مصدق اللى باسمعه. ويضيف «سعيد»، خمسينى العمر، ويعمل مبيض محارة: «أنا اكتشفت المرض فجأة فى يناير اللى فات، وماكنش فيه دواء بيحسن حالتى، لغاية ما الدكتور كان بيدينى مكملات غذائية ومنشطات للكبد، علشان ماكنش فيه فايدة من أى علاج». «سعيد»، أب لستة أولاد، وهو العائل الوحيد لأسرته، وأولاده لا يزالون فى مراحل تعليمية مختلفة، يحتاجون لنفقات: «أنا على باب الله، ربنا اللى بيسترها معانا، أنا ماعرفش لولا إن اسمى ضمن الحالات اللى هتتعالج كنت عملت إيه، حالتى كانت بتدهور بسرعة».