فنانون: السينما لن تعوضه «مخرجاً».. ولن تنساه «إنساناً»
خيمت أجواء من الحزن على نجوم الوسط الفنى، فور تلقيهم نبأ وفاة المخرج
الكبير نادر جلال، صباح أمس، بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازته بعد صلاة
الظهر بحضور عدد من الفنانين، أبرزهم كريم عبدالعزيز ومحمد لطفى وأحمد مالك
ونجله المخرج أحمد نادر جلال، ووارى جثمانه الثرى فى مقابر الأسرة بمنطقة
البساتين.
هبط نبأ الوفاة كالصاعقة على مسامع الفنانة نادية الجندى، والتى
علمت بأمره من «الوطن» نظراً لوجودها حالياً فى بيروت، حيث تحدثت بنبرة حزن
شديدة قائلة: فقدت أخى وصديقى وعشرة عمرى برحيل نادر جلال، تعاونت معه فى
معظم أعمالى السينمائية، بداية من فيلم «5 باب» مروراً بـ«مهمة فى تل
أبيب»، «امرأة هزت عرش مصر»، «أمن دولة»، «اغتيال» وغيرها من الأفلام
العظيمة التى تشرفت بالعمل خلالها تحت إدارة هذا المخرج الكبير.
وأضافت: نادر جلال كان صاحب فضل كبير بعد المولى عز وجل فيما حققته
من نجاحات فنية، كما أنه ترك بصمة كبيرة فى حياتى الشخصية والمهنية، لأنه
كان شخصاً يتمتع بأخلاق لا مثيل لها، جعلت العلاقة بيننا على مدار السنوات
الماضية يسودها الحب والتفاهم، فلم يحدث مثلاً أن غضبت منه يوماً ما،
بالعكس كانت هناك حالة من التفاهم الغريب بيننا أثناء العمل».
وتابعت: كان هناك «زواج فنى» بيننا، لأنه كمخرج كبير كان يدرك حجم
موهبتى وإمكانياتى الفنية، واستطاع توظيفها بشكل جيد فى أفلامى، مما ساهم
فى تحقيقنا لنجاحات كبيرة على مدار مشوارى الفنى.
ووصف الفنان أحمد راتب المخرج الراحل بأنه من أعظم مخرجى مصر،
مضيفاً قوله: كان إنساناً مهذباً وراقياً فى التعامل ويحترم من حوله، وكان
مخرجاً يخاف بشدة على عمله، ولذلك كان دقيقاً للغاية فى أعماله التى حققت
نجاحات كبيرة.
وأضاف: تعاونت معه فى فيلمين هما: «واحدة بواحدة»، و«جزيرة
الشيطان»، وأعتز بشدة بهذين الفيلمين وبدورى فيهما، واكتشفت خلالهما أن
نادر جلال مخرج متمكن للغاية من أدواته الإخراجية، ولكنى لا أملك حالياً
سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
ومن جانبه، قال المنتج محمد مختار إن نجاحاته فى عالم السينما كان
نادر جلال ركيزة أساسية فيها، فكان يعتبره بمثابة أخيه وصديقه وصاحب فضل
كبير عليه وفقاً لكلامه.
وأضاف: اتصلت على هاتفه المحمول قبل أسبوع، ولكن زوجته الفاضلة قامت
بالرد، وعلمت منها أنه أصبح لا يتمكن من الرد على المكالمات الهاتفية،
نظراً لسوء حالته الصحية، فعرضت عليها أن أصطحبه إلى باريس للعلاج هناك،
ولكنه كان رافضاً بشدة لفكرة العلاج بالخارج، وشاءت الأقدار أن يتوفى فى
مصر، وأن يريحه المولى عز وجل من آلام المرض.