العلاقات الأمريكية السعودية .. تاريخ وحقائق
انطلقت علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية في عهد الملك عبد العزيز آل سعود في ثلاثينيات القرن الماضي، وحظيت العلاقات المشتركة بأهمية مميزة ضمن علاقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ لعدة عقود كانت السعودية نقطة ارتكاز في السياسات الأمريكية.
ففي أوائل الثلاثينيات أصدرت الولايات المتحدة قرارها بالاعتراف بالدولة السعودية تمهيدا لتأسيس علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وفي عام 1933 تم تأسيس شركة سعودية أمريكية لإنتاج النفط تحت اسم “أرامكو”، التي ظلت تعمل بشكل مشترك إلى أن صدر قرار سعودي بتأميمها عام 1988.
وفي عام 1943 أعلن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت أن الدفاع عن المملكة يمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة، ثم أرسل أول بعثة عسكرية أميركية إلى السعودية.
والتقى عام 1945 بالملك عبد العزيز آل سعود على ظهر باخرة في قناة السويس، وهو اللقاء الذي دشن العلاقات الأميركية السعودية.
وفي عام 1957 أعلن الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور بداية “الشراكة السياسية” بين السعودية والولايات المتحدة.
ومنذ عام 1979 دفعت أحداث الثورة الإسلامية في إيران العلاقات السعودية الأميركية إلى المزيد من الارتباط، ففي ذلك العام سقط شاه ايران وخسرت الولايات المتحدة حليفا مهما.
ومنذ ذلك الوقت، وحتى وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001، حافظت الشراكة السعودية الأميركية على صلابتها، إذ كانت الولايات المتحدة تحاول حشد تحالفاتها في الحرب ضد الشيوعية وتأمين تدفق النفط، عصب السياسة الأميركية.
وعقب انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988، وانحسار الخطر السوفيتي، واجهت العلاقات السعودية الأميركية اختبارا كبيرا تمثل في الغزو العراقي للكويت في أغسطس عام 1990، وقد تعززت الشراكة بين البلدين خلال حرب تحرير الكويت في عهد الرئيس جورج بوش واستقبلت السعودية 400 ألف جندي أميركي.
وبسبب انتماء عدد كبير من منفذي أحداث 11 سبتمبر إلى الجنسية السعودية، شاب العلاقات السعودية الأمريكية شيء من الخلل، قبل مساع من الطرفين لإعادتها إلى سابق عهدها خلال العقود الماضية.