“من المسجد إلى البرلمان” يربك حسابات “النور” و “الدعوة السلفية” قبل انتخابات النواب
صدر حديثا عن مركز تكوين وللدراسات والأبحاث كتاب من المسجد إلى البرلمان، لمؤلفه معتز زاهر والكتاب الذي يتكون من مائتي وأربعين صفحة يعتبر بحثا توثيقيا و تاريخيا لجميع الممارسات السياسية والدعوية لجماعة الدعوة السلفية وحزب النور خلال الفترة الماضية يزيد من مقدار مصداقية الكتاب البحثي كون كاتبه ممن كانوا على صلة بهذه الجماعة وهذا الحزب لفترة طويلة .
بدأ الكتاب بحثه بنبذة تاريخية عن الحراك الإسلامي في مصر حيث كان نواة أولى لخروج جميع الجماعات الدينية العاملة على الساحة مما أنتج حزب النور و غيره . ثم ينتقل إلى دراسة المنعطفات والصدمات التي أفرزت هي الأخرى جماعات سياسية تحولت من الدعوة إلى السياسة ، علاوة على رصد لأهم الخلافات التي أدت إلى الانفصال وعدم التوأمة فيما بينها .
ويزلف الكاتب إلى دراسة التطور التاريخي لجماعة الدعوة السلفية و حزب النور، والتغير المنهجي و التأصيلي من الناحية الشرعية و السياسية. كما يشير في بحثه أيضا إلى طبيعة الصراعات داخل ” النور” مرورا بمسارات التغيير وشرح موازين القوى داخل الجماعة والحزب، وانتهاء بتسلم نائب الجماعة ياسر برهامي زعامة الجماعة والحزب.
وعرض الكاتب أيضا لرد الفعل السلفي المصري والعربي المخالف لجماعة الدعوة السلفية و حزب النور . كما لم يغفل الكتاب رصد العلاقة بين حزب النور و الجماعة وطبيعة التسيق وأنواع الصفقات مع المجلس العسكري قبل الثورة و بعدها ، وقد زيله زاهر بتحليل واف للمكاسب والخسائر المتفق عليها والمحتملة في حال فشل استمرار التعاون .
ثم خصص المؤلف نهاية كتابه لنقد مواقف حزب النور و الجماعة و تبيين التناقضات التي وقعا بها، و عقد مقارنات شافية ووافية لمواقفهم الحالية توالقديمة وقد أثبتها بالديليل في الكتاب مما يبين حجم التناقض و الإرباك والاتبارك لقيادات تلك الجماعة وهذا الحزب – بحسب وصف الكاتب – .
جدير بالذكر أن الكتاب أثار جدلا واسعا خلال الأيام القليلة الماضية في أوساط السلفيين وأعضاء حزب النور وقامت إحدى دور النشر – قريبة الصلة من حزب النور – بعرض شراء حقوق الطبع والنشر إلا أن زاهر اعتذر
يقول مؤلف الكتاب ” معتز زاهر ” لشبكة الإعلام العربية ” محيط ” : بمجرد أن انتشر خبر قرب صدور كتاب من المسجد إلى البرلمان (دراسة عن الدعوة السلفية وحزب النور) راسلتني دار الخلفاء الراشدين وهي دار النشر الرسمية لجماعة الدعوة السلفية وحزب النور وطلبت مني عن طريق مندوبها أحمد عبدالعزيز التعاقد على الكتاب لنشره .فرفضت وقلت الكتاب تمت طباعته وحتى لو لم تتم فأنتم لن تنشروه لأن به نقد لازع للجماعة وحزب النور.
ولفت زاهر إلى أن نية النور من هذا العرض كانت التحكم في طبعه وتوزيعه ومنع تداوله أصلا و أضاف بعد رفضي بيومين لهذا العرض خرج أحد الكوادر النورية والسلفية “أحمد الشريف ” ليطعن في شخصي ويحذر مني .
وأضاف : بدأت مبكرا ولم يخرج الكتاب من المطبعة بعد! ، عموما لا أطلب من مؤيدي الجماعة وحزب النور إلا قراءة الكتاب وتحكيم عقولهم وقلوبهم، وألا يكتفوا بادعاءات وافتراءات من يحجرون على عقولهم ويمنعوهم من قراءة البحث والاطلاع عليه