«القمة العربية».. ما بين قرارات هامة وخلافات عربية
انطلقت صباح اليوم السبت فعاليات مؤتمر “القمة العربية” رقم “26” بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء المصرية بمشاركة العديد من ملوك ورؤساء وممثلي الدول العربية.
ومن المقرر، أن تقام فعاليات القمة العربية “الغير طارئة” برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مدار يومين، حيث ستنتهي فعاليات القمة غدا الأحد.
ويري بعض السياسيين والخبراء، أن قمة شرم الشيخ الحالية هي “قمة عادية في ظروف غير عادية”، حيث يشهد الوطن العربي مؤخرا العديد من الأزمات والتحديات، من أبرزها محاربة الإرهاب في مختلف الدول العربية، والأوضاع في سوريا وليبيا والعراق ولبنان، ومناقشة العملية العسكرية “عاصفة الحزم”التي يقوم بها تحالف عسكري “عربي” لمساندة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باليمن ضد حركة أنصار الله “الحوثيين”، بالأضافة إلي دعم القضية الفلسطينية التي تعد “قضية مزمنة” في تاريخ القمم العربية.
وجدير بالذكر، أن القمم العربية قد شهدت العديد من المواقف والتحديات المؤثرة منذ قيام أول قمة عربية في عام 1946 عقب انشاء جامعة الدول العربية حتى الأن.
ومن المعروف، أن جامعة الدول العربية قد انشئت في عام 1945، وكانت مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا الدول المؤسسة للجامعة، وقد انضمت العديد من الدول العربية إلي الجامعة بعد ذلك حتى وصل عدد الدول الأعضاء إلي 22 دولة، و اقيمت أول قمة عربية في 1946
ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية، اقيمت 40 قمة عربية من بينها 26 قمة “عادية” و11 “طارئة”، و3 قمم اقتصادية، اصدر خلالهم العديد من القرارات الهامة التي تتغير خصائصها مع تغييرات الأحداث السياسية بالوطن العربي باستثناء القضية الفلسطينية.
- القضية الفلسطينية قلب القضايا القومية «قمة انشاص 1946»
وفي قصر “زهراء انشاص” بمحافظة الشرقية المصرية اقيمت أول قمة عربية في 28 مايو 1946 بدعوة من الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، وقد شارك بالقمة كل من شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية الأسبق، والملك عبد الله الأول بن حسين الهاشمي ملك شرق الإردن، والأمير عبد الأله الهاشمي “الوصي” على عرش العراق، والشيخ بشارى الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية، وسيف الإسلام عبد الله نجل الإمام يحيي ملك اليمن.
وتعد قمة «انشاص» في عام 1946 هي أولى القمم العربية التي اهتمت بالقضية الفلسطينية حيث تم التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية، كما دعت لوقف الهجرة اليهودية إلي فلسطين، كما قررت القمة أيضا اعتبار أي سياسية عدوانية من قبل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ضد فلسطين هي معاداة لدول الجامعة.
ولم تكن الأزمة الفلسطينية هي القضية الوحيدة في هذا المؤتمر حيث تم الاتفاق على مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، واستقلال “طرابلس الغرب” وعمل استفتاء عام بها لاختيار نوع الحكم، بالأضافة إلي العمل على إنهاض الشعوب وترقية مستواها لمجابهة أي عدوان خارجي.
- دعم مصر ضد العدوان الثلاثي «قمة بيروت 1956»
وفي 13 نوفمبر 1956 دعا الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون إلي عقد قمة عربية بالعاصمة بيروت، في إطار مناقشة العدوان الثلاثي “انجلترا – فرنسا – إسرائيل” على مصر وقطاع غزة.
وقد دعا البيان الختامي للقمة إلي مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي، و اللجوء إلي حق الدفاع المشروع عن النفس في حالة عدم امتثال الدول الثلاثة المعتدية لقرارات الأمم المتحدة وامتنعت عن سحب قواتها.
كما أعرب المشاركون بالقمة عن تأيددهم الكامل لنضال الشعب الجزائري للاستقلال من الاحتلال الفرنسي.
- إنشاء قيادة موحدة للجيوش العربية «قمة القاهرة 1964»
وكانت القمة العربية التي اقيمت بالقاهرة في 13 يناير 1964 بدعوة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، هي أول قمة عربية تقرر إنشاء قيادة موحدة للجيوش العربية ردا على تحويل إسرائيل لمجرى نهر الإردن إلي أراضيها،
كما أصدرت القمة أيضا قرار إنشاء “هيئة استغلال مياه نهر الأردن” ومهمتها تخطيط المشاريع استغلال مياه نهر الأردن، كما رحبت أعترفت بـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، ووكلت رئيس المنظمة أحمد الشقيري بتنظيم الشعب الفلسطيني.
- «اللاءت الثلاثة» بقمة الخرطوم عام 1967
واستضافت العاصمة السودانية الخرطو م القمة العربية في 29 أغسطس 1967 التي عقدت في إطار مناقشة “حرب يونيو 1967”، والتي كان من أبرز نتائجها هي “اللاءت” الثلاثة وهي “لا للاعتراف ولا للتفاوض ولا للصلح” مع إسرائيل، كما دعت إلي حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل وإزالة اثار العدوان الإسرائيلي عن فلسطين.
كما قررت في بيانها الختامي إلي استئناف ضخ البترول إلي الولايات المتحدة وبريطانيا وإلمانيا الغربية، وإقرت مشروع إنشاء صندوق الإنماء الاقتصادي العربية، وسرعة تصفية القواعد الاجنبية في الأراضي العربية.
- شروط السلام مع إسرائيل «قمة الجزائر 1973»
وعقب حرب 6 أكتوبر عام 1973، استضافت الجزائر القمة العربية السادسة في 26 نوفمبر 1973، والتي كان من أهم قراراتها هو اشتراط الإنسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه، واستمرار استخدام سلاح النفط ورفع حظر تصديرها عن الدول المؤيدة للقضية العربية، بالاضافة إلي ضم الجمهورية الموريتانية إلي الجامعة.
وقد شهدت القمة مقاطعة كل من العراق وليبيا لها.
- تجميد عضوية مصر بالجامعة «قمة بغداد 1978»
وفي 2 نوفمبر 1978، وافقت الدول العربية المشاركة في قمة بغداد على طلب العراق بتجميد عضوية مصر ونقل مقر الجامعة من العاصمة القاهرة اعتراضا على توقيع اتفاقية “كامب ديفيد”، ودعت مصر إلي الرجوع في الاتفاقية.
- عودة مصر «قمة الدار البيضاء 1989»
وبعد 11 عاما من تجميد العضوية، استعادت مصر عضويتها في الجامعة العربية ، وشاركت بمؤتمر القمة العربية بالعاصمة المغربية الدار البيضاء في 23 مايو 1989.
ولم تصدر الدول المشاركة في القمة بيانا ختاميا، كما أصدرت مجموعة من القرارات مثل “تأييد الانتفاضة الفلسطينية الأولي والدعوة لقيام دولة فلسطينية والاعتراف بها، وتأييد عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط”.
- إدانة الغزو العراقي للكويت «قمة القاهرة 1990»
وفي 15 أغسطس 1990 ، ادانت القمة العربية التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة الغزو العراقي لدولة الكويت وسط غياب قاعدة دول الخليج في باستثناء أمير البحرين عيسي بن سلمان آل خليفة، كما شارك ولي العهد الكويتي سعد العبد الله الصباح.
وطالبت الدول المشاركة بالقمة من العراق سحب قواتها من الأراضي الكويتية، كما قرروا إرسال قوة عسكرية عربية مشتركة إلي الخليج بناء على طلب السعودية، وهو القرار الذي اختلف عليه المشاركون بالقمة نتيجة عدم اتفاقهم على بعض البنود.
- اختيار عمرو موسي كأمين عام للجامعة العربية «قمة عمان 2001»
وفي القمة التي اقيمت بالعاصمة الإردنية عمان في 28 مارس 2001 اختير عمرو موسي كأمين عام لجامعة الدول العربية خلفا لعصمت عبد المجيد.
- مبادرة تنحي صدام «شرم الشيخ 2003»
وفي ظل الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلي تنحي الرئيس العراقي صدام حسين عن منصبه في القمة التي عقدت بشرم الشيخ في مارس 2003، مما أثارت عاصفة من الجدل والاراء المتناقضة أثناء القمة.
- رفع علم الثورة السورية والاعتراف بالمعارضة «الدوحة 2013»
وقد قررت القمة العربية التي اقيمت في 26 مارس 2013 بالعاصمة القطرية الدوحة، الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية كممثلا للشعب السوري وقد ألقي معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السابق خطابا في القمة، كما تم وضع علم الائتلاف على المقعد السوري الذي تم استبداله بعلم النظام السوري مرة اخري بقمة الكويت في 2014.
المقعد السوري في قمة الكويت 2014