خالد صلاح يكشف على “راديو النيل” تفاصيل غرام عباس العقاد بمديحة يسرى
تحدث الكاتب الصحفى خالد صلاح، ، فى الحلقة الـ20 من برنامجه الإذاعى “ولا يوم من أيامه”، اليوم الثلاثاء، عن قصة الحب التى اشتعلت فى قلب الكاتب الكبير عباس محمود العقاد تجاه “هنومة حبيب خليل على”، ورغم اهتمام الأديب الكبير بها إلا أنها فضلت عالم السينما عليه حتى أصبحت النجمة “مديحة يسرى” وظل العقاد معذباً بحبها بقية حياته.
قال : “الكاتب الكبير عباس العقاد وقع فى غرام الفنانة الكبيرة مديحة يسرى وهى فى بداية حياتها .. دى قصة كبيرة وغريبة جداً.. العقاد فى سن الـ 50 وقع فى الحب مع فتاه تصغره بـ 30 سنة اسمها هنومة حبيب خليل على.. والتى هى الفنان مديحة يسرى التى كانت معجزة بكل المقاييس.. جمال خلاب لدرجة إن فيه ناس اعتبروها من أجمل 10 نساء فى العالم وفيه ناس بتروى إن مجلة التايم نفسها هى اللى قالت الكلام ده فى الأربعينيات.. بس أنا الحقيقة معنديش نسخة من المجلة دى لكن أبصم بالعشرة إنها بالتأكيد كانت واحدة من أجمل النساء فى هذا التوقيت”.
عباس العقاد
وتساءل خالد صلاح:” كيف لعباس العقاد، هذا الرجل المتخصص فى التاريخ والأدب وصاحب العبقريات الشهيرة، أن يقع فى حب هذه الفتاة الشابة وبسرعة شديدة.. العقاد عام 1939 كان يتصفح جريدة الأهرام فجأة عينيه وقعت على صورة لمديحة يسرى كان مكتوب تحت الصورة هنومة خليل تلميذة فى مدرسة التطريز بشبرا حاصلة على الشهادة الابتدائية وتهوى التمثيل.. كان وقتها مديحة يسرى بتعشق السينما وكانت تتمنى إن أى شركة من شركات الإنتاج تبص عليها وتتبناها وتطلعها فى السينما، لدرجة أنها عملت إعلان لنفسها علشان تتقدم لأىٍ من شركات الإنتاج”.
واستكمل الكاتب الصحفى خالد صلاح: “العقاد شاف الصورة وحاله اتلخبط وتساءل: مين دى؟.. وتصادف أن الموجودين مع العقاد كان قد رأى مديحة يسرى ويعرفها .. بحثوا عليها وأحضروها للعقاد.. سألها: أنت تعرفينى.. قالت له: “صراحة أنا بسمع عنك بس ما قرتش ليك حاجة أنا مهتمة بالسينما والسينما بس”.. إزى متعرفش عباس العقاد والذى كان ملئ السمع والبصر.. الراجل قلبه اتجرح.. لم يجد فيها المعجبة أو المثقفة.. بالعكس شاف فيها فتاة أحلامه.. “هنومة” التى أصبحت مديحة يسرى سارت هى أعجوبة حياة العقاد”.
وأضاف:” اعتقدت أن عباس العقاد هيساعدها وهيعرفها بأى شركة من شركات الإنتاج، لكن مشاعره كانت رايحة الحقيقة فى حتة تانى خالص لحد ما هى بإيدها دخلت عالم التمثيل ومثلت دور ليها فى فيلم ممنوع الحب.. فى الفيلم ده غنى عبد الوهاب أغنيته الشهيرة “بلاش تبوسنى فى عنيا”، وإحنا كلنا كانت عنينا على مديحة يسرى.. هو ده الفيلم اللى أشعل نار الغيرة فى قلب عباس العقاد اللى كان واقع فى غرام مديحة يسرى فكتب قصيدة ضدها لأنها مثلت من وراه.. لكن القصيدة مطلعتش الغضب اللى جواه وكان واضح جداً إنه غيران من إن مديحة يسرى اشتغلت فى السينما.. هو أراد أن يثتأثر بها لنفسه لكنها أرادت أن تكون نجمة سينمائية.. فضلت دى مشكلة بين مديحة يسرى والعقاد لحد ما كتب قصيدة يهجوها فيها بعد ما فضلت السينما عليه وقال لها: “خونى فأنتى أحلى من الوفاء”.
مديحة يسرى
وتابع:” لكن القصيدة مطلعتش الغضب الكامن فى صدر العقاد، وفضل طول الوقت مُعذب بمديحة يسرى لحد ما طلب من صديقه الفنان صلاح الطاهر أن يرسم له رسما يعبر عن غضبه، فقال له: “أنا عاوز تورتة شهية يتهافت عليها الذباب”.. شوفوا كيف كانت مشاعر الغضب اللى كانت جوه قلب العقاد تجاه مديحة يسرى التى تركته وفضلت عليه السينما.. هل تركته علشان السن ولا مش بتحبه ولا السينما.. المهم إن السينما كانت الاختيار الأول لمديحة يسرى”.
وختم الكاتب الصحفى خالد صلاح حديثه، قائلاً:” القصة دى بتقول ليك إن هذا الزمن كان يختلط فيه المثقفين مع الفنانين.. كانت كل المواهب مجتمعة وكان ينشأ بينهم حب وخلاف لكن فضل كل منهم رمز كبير.. عباس العقاد لم يكن فقط هذا المثقف الكبير صاحب العلامات المضيئة والعبقريات، لكنه أيضاً كان رجل له قلب ينبض بالحب، أحب هنومة قبل أن تكون النجمة الكبيرة “مديحة يسرى”، لأن قلبه حفق لها.. لكن القدر مشى فى الاتجاه المعاكس.. ولما سألته إحدى المذيعات :”أنت ليه متجوزتش يا أستاذ عباس”، قال لها :”أصل أنا فجأة لقيت نفسى عندى 50 سنة وكأن حياته انتهت عند سن الخمسين اللى قابل فيه مديحة يسرى.. الثقافة تختلط مع الفن وتفاصيل كتيرة وكبيرة فى هذا العالم الثرى من الفنون والثقافة والصحافة.. ولا يوم من أيامهم”.
برنامج “ولا يوم من أيامه” الإذاعى لخالد صلاح، يتناول المواقف الشخصية والخبطات الصحفية لجنرالات الصحافة بداية من التوأمين على ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل ومحمد التابعى وأحمد رجب وموسى صبرى وغيرهم، وكواليس علاقتهم برجال السياسة والفن والثقافة.
ويركز خالد صلاح فى برنامجه الجديد على أهمية الصحافة فى تطور حركة التنوير، ودور كبار الكتاب فى تغيير وتشكيل الوعى العام المصرى فى الجوانب الاجتماعية والثقافية.
ويأتى البرنامج برعاية شركة we للاتصالات، وهايد بارك، ويذاع يوميا فى الثالثة والنصف ع