الطلبة فى اللجان.. والأمهات على باب السيدة نفيسة «دعاء واستغفار»
لم تكن أبواب المسجد مفتوحة، لكن الجمع النسائى ظل واقفاً على باب السيدة نفيسة حتى فُتحت أبوابه قرب التاسعة، هكذا اندفعن إلى الداخل، حيث التصقت كل منهن بالمقام تقرأ الفاتحة وتدعو من قلبها رب نفيسة وزينب وكل الصالحات أن يجبر بخواطرهن وخواطر أبنائهن. «يا رب اجعل الامتحان تحت رجليه يا رب طوّع له المراقبين وسهّل له الصعب»، رددتها دون توقف سيدة بسيطة التصقت بالمقام، لم تستطع أن تغالب دموعها، حيث بدا الامتحان بالنسبة لها بوابة المستقبل لابنها الذى يدرس بمدرسة ثانوية حكومية، مشاعر لم تختلف عند فاطمة بشيرى، السيدة التى تدرس ابنتها بالثانوية الألمانية والتى أنهت امتحاناتها بالفعل، ولم يتبقَّ لها سوى ثلاثة امتحانات، لغة عربية وتربية دينية ووطنية، مع ذلك دبّ القلق فى قلب فاطمة التى اعتادت زيارة السيدة نفيسة فى كل المواقف الفاصلة فى حياة صغيرتيها.
صلوات للسيدة العذراء ومحاولات للإلهاء فى السوق
قرآن على اللجان، زيارات لسيدات آل البيت، نفيسة وزينب، وسكينة، وكذلك دعوات صادقة للسيدة العذراء، «نوفير إيهاب» توجهت لأقرب كنيسة لها فى منطقة شبرا الخيمة، عقب أن سلمت ابنتها على باب المدرسة: «صليت للعدرا ولأبونا فلتاؤس يقف جنب بنتى ويرسل لهم الملايكة والقديسين يحيطوا بهم فى الوقت الصعب». أمهات على الأبواب، يقرأن القرآن، أخريات يتسلقن بوابة المدرسة الحديدية، أو ينظرن من ثقوب الباب لعلهن يعلمن كيف هو الامتحان، مشهد لم تحتمله السيدة التى حاولت التغلب على قلقها بالتوجه إلى السوق: «نقّيت بصل، وقع منى كله، اعتذرت للبياع وقلت له: معلش أصل بنتى بتمتحن فى الثانوية العامة وأعصابى تعبانة».