مُنَاظَرَةٌ مِنْ طَرَفٍ وَاحِدٍ ..
#مُنَاظَرَةٌ_ مِنْ_ طَرَفٍ_ وَاحِدٍ ..
لَمْ أَعُدْ أَشْتَاقُ إِلَى تِلْكَ الأَوْرَاقُ .. لَمْ يُصْبِحْ لَكَ أَيُّهَا القَلَمَ مَسَّاحَةٌ فِي قَلْبِي كَسَابِقِ عَهْدُكَ ..أَرَاكَ مُنْدَهِشًا مِنْ نَبْرَةِ حَدِيثَيْ مَعَكَ اللَّيْلَةَ وَلَكِنَّ لَا بَأْسَ .. إِنْ كُنْتَ جَاهِلًا بِمَا تَعْلَمُ فَسَأُخْبِرُكَ السَّبَبَ
.. أَتَذَكَّرُ أَنَنَى لطَّالَمَا رَسَمْتُ بِكَ لَوْحَاتٍ جَمِيلَةً لَا تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا إِلَّا البَهْجَةَ .. أَتَذَكَّرُ تِلْكَ الأَحْلَامَ الرَّائِعَةَ الَتى سَطَّرَتُهَا بِكَ .. وَ أَتَذَكَّرُ أَنَنَى أَحْبَبْتُكَ .. أَحْبَبْتُكَ إِلَى الحَدِّ الَّذِي كُنْتُ أَشْعُرُ فِيهُ مَعَكَ أَنَّ العَالَمَ بِأَكْمَلِهِ مَفْتُوحٌ أَمَامِيٌّ.. كُلُّ شِئ بَيْنَ يَدِي. أَحْبَبْتُكِ إِلَى أَنَّ تَعَرَّفُتُ عَلَيْهَا .. هَذِهِ الدُّنْيَا. هِيَ لَمْ تُحِبَّكَ يَوْمًا بَلْ إِنَّ هِوَايَتَهَا المُفَضَّلَةَ كَانَتْ تَتَلَخَّصُ فِي هَدْمِ مَا تَبْنِيهُ أَنْتَ.
وَأَظَلُّ أَنَا حَائِرَةٌ أَنْظُرُ إِلَيْكَ فَلَا أَرَى فِي يَدِكَ سِلَاحًا. وَأَنْظُرُ إِلَيْهَا فَأْرَاهَا دَائِمًا مُسْتَعِدَّةً لِلقِتَالِ .. شِعَارُهَا فِي كُلِّ حَرْبٍ كَانَ كَلِمَتَيْنِ .. كَلِمَتَيْنِ لَا أَكْتَرُ .. تَرَفُّعٌ رَايَتُهَا وَتَكْتُبُ عَلَيْهَا فَقَطْ (أَنَا الوَاقِعُ).
فأَلْتَمِسُ لَكَ العُذْرَ كُلَّمَا رَأَيْتُكَ ضَعِيفًا. وَلَكِنْ مَاذَا عَنَى! .. مَاذَا عَنْ كُلِّ تِلْكَ السُّطُورِ الَتِي شَهِدْنَاهَا سَوِيًّا ؟! .. أَلَمْ تَجْعَلْ كَلُّ تِلْكَ الصَّفَحَاتِ مَكَانًا لِي بِقَلْبِكَ! .. أَلَمْ تَحْمِلْ لِي وَلَوْ شَيْئًا بَسِيطًا تُدَافِعُ بِهِ عَنْ وُجُودِكَ فِي حَيَاتِي أَمَامَهَا !!
كُنْتَ سَعِيدًا وَأَنْتَ تَرَانِي أَقِفُ اِضْطِرَارًا لِأُحَارِبَ وَحِّدِي؟! وَأَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّنَا لَمْ نُخَطِّطْ لِلحَرْبِ يَوْمًا. وَتَعَلُّمٌ أَنَنَى لَا أَعْرِفُ شَيْئًا عَنْهَا. رَأَيْتَنِي بِعَيْنَيْكَ أُقَاوِمُ الأَمْوَاجَ وَلَمْ تُفَكِّرْ فِي أَنْ تَمُدَّ لِي يَدَكَ مَرَّةً .
أَنَا أَرَدْتُ فَقَطْ أَنْ أَرَاكَ تُحَاوِلُ .. حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَنْتَصِرْ وَلَكِنَّكَ آثَرْتَ أَنْ تَكْتَفِيَ بِالمُشَاهَدَةِ.
وَلَكِنَّ أَخْبِرْنِي .. مَاذَا جَنَيْتُ أَنَا!؟
وَ فِيـمَ اِقْتِصَاصُكَ مُنَى؟؟
لَا تَتَحَدَّثُ فَأَنَا لَمْ أَسْمَحْ لَكَ.. وَلَا تُحَاوِلُ أَنْ تُدَافِعَ عَنْ نَفْسِكَ.. فَأَنَا لَا أَتَّهِمُكَ.. أَنَا فَقَطْ أَسْرُدُ لَكَ مَا حَدَّثَ.
وَحَتَّى تِلْكَ النَّظْرَاتُ التى تُوْحِي بِالشَّفَقَةِ فِي عَيْنَيْكَ أَنَا لَسْتُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهَا.. لَا عَلَيْكَ .. فَقَدْ أَصْبَحْتُ مُقَاتِلَةً رَائِعَةً وَسِبَاحَةً مَاهِرَةً أَيْضًا.
أَنَا لَا أُوَجِّهُ لَكَ تِلْكَ الأَسْئِلَةَ لِكَيْ تُجِيبُ .. أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَمْلِكُ إِجَابَةً وَاحِدَةً عَلَى أَيْ مِنْهَا.وَلَكَنَّنِي فَقَطْ أَرَدْتُ أَنْ أُبَرِّرَ لَكَ هَجْرِي .. بِالرَغْمِ مِنِّ أَنَّكَ لَمْ تَفْعَلْ.
وَأمَّا عَنِّي فَأَنَا لَا أَشْتَاقُ وَلَكِنَّ مَا الَّذِي يَجْعَلُ كُلَّ يَوْمٍ فِي غِيَابِكَ يَسْتَغْرِقُ عِدَّةَ أَيَّامٍ لِيَمُرَّ !!