التفاصيل الكاملة لاستشهاد 3 مجندين وإصابة 2 آخرين بينهم ضابط.. مساعد و
عقد اللواء أحمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية للأمن العام، اجتماعا عاجلا، بمقر مديرية أمن شمال سيناء، مع قيادات الأمن بالمحافظة، على رأسهم اللواء صالح المصرى مدير الأمن، وضباط المديرية.
وأكد مساعد الوزير خلال الاجتماع على سرعة ضبط الجناة، كما أصدر توجيهاته بإغلاق مداخل ومخارج المحافظة، فى محاولة لضبط سيارتين هاربتين تقلان مسلحين وسيارة البريد، التى تم سرقتها بأموالها اليوم، قرب قرية الروضة القريبة من مدينة بئر العبد غرب العريش.
وتابع مدير الأمن العام الحالة الأمنية بنفسه، خلال زيارته للمحافظة من عدة أيام للوقوف على احتياجات الأمن فى إطار نشر قوات إضافية بشمال سيناء، كما استمع فريق من المباحث الجنائية، برئاسة العميدين محمد خالد وأشرف محمود، لأقوال الضابط المصاب الملازم محمد أسامة عبد الكريم، فى محاولة للكشف عن هوية الجناة، وتركزت أقواله على تعرض سيارة الشرطة لهجوم بالأسلحة الرشاشة، وقطع الطريق على السيارة الأخرى، ثم إصابته بطلق نارى فى الكتف اليسرى خلال تصديه للمهاجمين، فيما اكتفت المباحث بأقواله حول الواقعة قبيل نقله والمجندين الآخرين إلى مستشفى المعادى العسكرى بطائرة عسكرية من مطار العريش الجوى.
من جانبه انتقل محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، فور وصول المصابين إلى المستشفى برفقة قيادات أمنية وعسكرية، ثم بعدها بقرابة ساعة وصلت الجثتان.
حيث تابع المحافظ مع الدكتور سامى أنور مدير عام المستشفى وقيادات الصحة حالة المصابين، ونجحت جهود الأطباء فى إيقاف نزيف المجندين ومعالجة الضابط، ونظرا لخطورة حالة المجندين طلب المحافظ بناء على نصيحة طبية طائرة عسكرية لنقلهم للقاهرة، وبالفعل تم نقلهم بسيارات إسعاف مجهزة إلى مطار العريش ومنه إلى مستشفى المعادى بالقاهرة، إلا أن مجندا ثالثا لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء نقله نظرا لخطورة إصابته.
وعلى صعيد الحادث، وبحسب المصادر الأمنية، فإن الواقعة بدأت خلال تحرك سيارة البريد وخلفها سيارة الشرطة عقب قيامها بجمع أموال من عدة فروع للبريد بنطاق بئر العبد من قرى مختلفة يربطها الطريق الدولى، وخلال سير سيارة الشرطة التى تؤمن الحماية لسيارة البريد، وبالقرب من قرية الروضة فوجئت سيارة الشرطة بسيارة “كروز” يستقلها مجموعة من الملثمين قطعت عليها الطريق وأمطرتها بوابل من الرصاص، مما أسفر عن استشهاد المجندين أشرف عبد الرازق سالم 25 سنة من محافظة الشرقية بطلقات فى الرأس والصدر ومحمد إبراهيم أحمد 22 سنة من الإسماعيلية بطلقات فى البطن، وإصابة الضابط الملازم محمد أسامة عبد الكريم والمجندين المصابين جمال سعد محمود مصاب بطلق نارى بالبطن والفخذ والسيد محمد عبد السلام مصاب بطلق نارى بالظهر وحالته خطرة، وتم تعطيل سيارة الشرطة، فيما قامت سيارة أخرى مدعمة بالأسلحة الرشاشة بإطلاق نار كثيف وأوقفت سيارة البريد ثم تم تقييد حركة الموظفين بها، واقتياد السيارة لمنطقة صحراوية جبلية غرب العريش بالقرب من الحدود مع محافظة الإسماعيلية فى نطاق قرية جلبانة ومركز القنطرة شرق، وتم إلقاء الموظفين من السيارة والهرب بها حيث قادها أحدهم.
ووفق المصادر، فإن الموظفين سارا إلى مسافة قريبة من موقع الحادث، حتى تم ضبطهما والتحفظ عليهما من قبل الأمن فى مركز شرطة بئر العبد، وجارى التحقيق معهما لمعرفة هوية الجناة، أو أى معلومات تؤدى إلى ضبطهم، وجارى التحفظ عليهما.
وأوضح مصدر أمنى أن الأموال المسروقة تبلع 160 ألف جنيه تقريبا لحين الإعلان الرسمى من البريد عن حجم الأموال بعد حصرها.
وكانت اشتباكات وقعت بين قوة حراسة سيارة بريد العريش وبين عصابة مسلحة مجهولة، أسفرت عن مقتل مجندين وإصابة اثنين آخرين وضابط برتبة ملازم، فيما عاين فريق من النيابة العامة جثتى المجندين اللذين لقيا مصرعهما فى الاشتباكات، وموقع الحادث، وسيارة الشرطة التى تعرضت لإطلاق النار، ومن المنتظر وصول الطبيب الشرعى خلال ساعات لفحص جثتى المجندين للتصريح بدفنهما، ونقلهما إلى محافظتى الشرقية والإسماعيلية.
وحسب تصريح النيابة العامة بالعريش تحت إشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامى العام الأول لنيابات شمال سيناء والتى تواصل تحقيقاتها فى حادث الهجوم المسلح على سيارة البريد، تم تشكيل فريقى عمل أحدهما برئاسة حسين حجازى مدير النيابة وعبد العليم محمد وكيل أول النيابة، والثانى برئاسة راجى خيرى وخالد صلاح وكيلى أول النيابة.
حيث انتهى الفريق الأول من معاينة موقع الحادث فى المنطقة ما بين قرية الروضة وملاحة سبيكة مركز بئر العبد، بينما انتهى الفريق الثانى فى مستشفى العريش العام من مناظرة جثتى الشهيدين من أفراد الشرطة، واستمعت النيابة لأقوال الضابط، ومن المنتظر أن تستمع إلى أقوال موظفى البريد حال نقلهما إلى العريش، فى محاولة للتوصل لهوية الجناة.
الحادث بدوره خلف حالة من الغضب والحزن على مستوى المحافظة، وسط مطالبة للأمن بالتحرك الإيجابى وضبط الجناة وعدم الاقتصار على تأمين المقرات الأمنية فقط، وتأمين المحافظة ومهاجمة العناصر الخطرة بدلا من تركها والانتظار فى موقف المدافع.