الإندبندنت: يجب التوصل إلى اتفاق مع إيران وليس الحرب ضدها
علقت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية فى افتتاحيتها على تصعيد المواجهة بين
إيران والغرب، أنها من الممكن أن تؤدى إلى حرب حتى قبل أى هجوم غربى على
المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت الصحيفة إن العقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى أمس الاثنين، على
إيران والتى تتعلق بشريان حياتها الاقتصادية وهو النفط، تهدف إلى إعادة
طهران إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووى، فى الوقت الذى استعرض فيه
الغرب قوته البحرية بإرسال سفنه إلى مضيق هرمز، من أجل تحذير النظام فى
طهران من السعى إلى الانتقام العسكرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات العقابية، وكما هو متوقع هدفت إلى إلحاق
أضرار جسيمة بالصادرات النفطية الإسرائيلية بعدما تمر فرض حظر الاستيراد
على دول الاتحاد الأوروبى، كما سيتم وضع قيود على المؤسسات المالية
الرئيسية بما فيها البنك المركزى الإيرانى فى خطوة تهدف إلى تشديد الخناق
التجارى على الجمهورية الإسلامية.
ونقلت الإندبندنت وصف الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد لتلك العقوبات،
لأنها تمثل أعنف هجوم اقتصادى على بلد فى التاريخ، وجاء هذا التصريح بعد
ساعات من إبحار سفن أمريكية وبريطانية وفرنسية عبر مضيق هرمز الذى كانت
طهران قد هددت بغلقه فى حال فرض العقوبات.
وأوضحت الصحيفة أن تلك العقوبات ستشدد الضغوط على الاقتصاد الإيرانى الذى
يواجه بالفعل أزمة عميقة. كما أن تحذير واشنطن لطهران سراً وعلانية بأن
مضيق هرمز خط أحمر، يعنى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكن أن يستخدموا
القوة فى حالة الضرورة من أجل إبقاء مضيق هرمز مفتوحاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسألة الإيرانية لها علاقة بقدر ما بالانتخابات
الرئاسية الأمريكية فى الوقت الذى يضغط فيه الجمهوريون من أجل القيام بعمل
عسكرى ضد إيران لإرضاء جماعات الضغط الإسرائيلية. وكان أوباما قد قال فى
بداية فترته الرئاسية إنه سيلجأ للحوار مع طهران بدون شروط، لكنه فى عام
الانتخابات، ستزداد الضغوط على أوباما لاتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء طهران.
وهنا، وفى ظل زيادة حدة التوتر، تذكر الصحيفة بأن الهدف ليس جلب إيران إلى
أرض المعركة ولكن على طاولة المفاوضات.