إمرأة ورجل في الطريق إلى جهنم
أنا شابة جميلة أبلغ من العمر 38 عاما .. من أسرة طيبة وميسورة .. ناجحة في حياتي المهنية إلى الدرجة التي أهلتني للعمل باحدى الهيئات العالمية في الولايات المتحدة..
لم أكن أشعر حتى وقت قريب بأن هناك مشكلة في حياتي ولكنني قمت مؤخرا بمراجعة حياتي برمتها لأجدها مليئة بالمشاكل..
لقد نشأت في أسرة محافظة للغاية فأنا الابنة الوحيدة والصغرى لثلاثة أشقاء.. محجبة.. متحفظة.. لا أسلم على الرجال باليد.. ولا أقبل حتى إضافة زميل على صفحتي في فيسبوك..
وهكذا عشت حياة عاطفية شديدة الجفاف حتى ظهر زميل جديد في العمل.. شريف.. وهو انسان ذكي ووسيم ومهذب ومحافظ للغاية ومتدين جدا وأصبحنا أصدقاء رغم أنه يصغرني بخمس سنوات..
ولكن لم تكن هذه هي المشكلة الحقيقية.. وانما المشكلة ان شريف وهو أول رجل أشعر نحوه بارتياح والذي يشبهني في الكثير من الطباع .. مسيحي..
أصبحت ساخطة على نفسي بسبب مشاعري نحو شريف .. أحس كأن مشاعري نحوه هي الخطيئة أو الطريق إلى جهنم..
قاطعته بدون مناسبة ثم عدت وصالحته.. ثم قاطعته لأصالحه مجددا والحقيقة ان شريف بروحه الطيبة كان يتعامل مع تقلباتي بهدوء وقبول واستسلام ودون أدنى احتجاج..
نسيت اخبارك سيدي أنني انسانة مترددة للغاية وأذكر أنني ظللت لمدة أسبوع أنتوي شراء حذاء معين .. فأذهب الى المتجر وأقف أمام الحذاء فترة ثم لا أشتري شيئا.. وفي النهاية لم أقم بشراء الحذاء..
أشعر أن حياتي كلها مرتبكة كما أشعر بالوحدة الشديدة فماذا أفعل؟
عزيزتي.. مشكلتك الأساسية التي وضعتك أسرتك فيها هي الانعزال عن العالم وقد واصلت انت ذلك بعد سفرك بالتزام القوقعة التي وضعوك فيها.. فرغم انفتاحك على العالم الواسع الرحب الا انك حملت تلك القوقعة بكامل حريتك بداخلك.. ومع تقدم السنون والشعور بالوحدة بدأت تتطلعين الى من يؤنس وحدتك.. وعندما وجدت من يشبهك في كل شئ كان مختلفا في أهم شئ .. وهو الدين.. عزيزتي لا تخسري صديقا طيبا وخلوقا مثل شريف.. إجعليه أخا في غربتك.. وحاولي أن تنفتحي قليلا على المجتمع المصري هناك فأمريكا مليئة بالمصريين ومن المؤكد انك ستجدين النسخة المسلمة من شريف.. وفقك الله الى ما فيه الخير