الإعلام الوسواسى
أعترف بداية أننى غيرت العنوان من الإيحائى إلى الوسواسى، بعد تذكرى أن الإيحاء يكون دائما فى الخير، وقد غيرته إلى الوسواسى لأن بعض وسائل الإعلام المصرية تقوم بهذه المهمة نيابة عن الشيطان الذى يوسوس ولا يوحى.
والإعلام الوسواسى هو فرع جديد من الإعلام يعرفه العالم لأول مرة، وتنفرد به بعض وسائل الإعلام المصرية، وهو سبق عالمى علمى جديد للمصريين بقيادة الإعلام.
ويذكرنى ذلك بالنكتة التى قيل فيها: إن مبارك طلب من الشيطان فكرة يذل بها الشعب المصرى، فعرض الشيطان عدة أفكار لم تعجب مبارك لضعفها، عندها قال للشيطان: أنا أقولك ممكن أعمل إيه، فلما عرف الشيطان فكرة مبارك أصيب بالفزع قائلا له: ياشيخ حرام عليك.
وبعض وسائل الإعلام المصرى حاليا تلعب هذا الدور حتى غلبت الشيطان، فهى توسوس للناس بأفكار هدامة تفرق ولا توحد، وتروج لها، منذ أيام الترويج لرفض الدستور، فكل المقالات والتصريحات المنشورة فى ذلك الوقت كانت كلها تدور حول، لماذا أقول لا للدستور؟، حتى يستقر فى ذهن الشعب رفضه، وقالوا فى المثل “الزن على الودان أكتر من السحر فى الفنجان، لكن لأن الشعب عندما بدأ الاستفتاء قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فجاءت النتيجة نعم، والآن يلعب الإعلام بوسوسة العصيان، ويتحدث عنها بإفاضة، وأنها تحظى بإقبال جماهيرى فى عدة أماكن، ، ويوسوس حالياً بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، ويصور للناس أن ذلك هو الأجدى، للخروج من أزمات مصر، وذلك بعد أن طلّع القطط الفطسة فى الحكم والحكومة، وأنها سبب كل أزمة تعيشها مصر، ولم يعد مجديا إلا مقاطعة الانتخابات والعصيان الذى يكلف مصر مليون جنيه يوميا.
هكذا تقود بعض وسائل الإعلام حركة التنمية فى مصر، فتحولت بسبب الوساوس من تنمية إلى تنويم.