لا وجود للسلمية.. الدماء مقابل الشرعية
كل يوم فى تمام الساعة الثالثة أو قبلها بدقائق معدودة، قبل أذان الفجر نبحث عن (عاجل) هجوم بالسلاح الآلى وقذائف الأر بى جى، وقذائف صاروخية، المشهد كالتالى (قتلى _دماء _بدل الجيش _أرض سيناء _جثث مغطاة عربيات مهشمة) والخبر الآتى: (أفادت مصادر أمنية أن شرطيا قتل وأصيب آخر بجروح خطيرة، فى هجوم شنه مسلحون بقذائف صاروخية فجر الجمعة على كمائن أمنية فى شبه جزيرة سيناء بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل) أخبار القتل هى الحالة السائدة منذ عزل مرشح الإخوان بناء على إرادة 34 أو 33 مليونا من أبناء مصر، من تدفقوا إلى الشوارع، والملايين الأخرى التى عبرت عن استيائها ورفضها لحال مصر على يد مرشح الجماعة من البيوت كل بطريقته، الدماء لا تتوقف وكالعادة أبرياء أو جنود يؤدون واجبهم الوطنى، متحملين كل مشاق هذا الواجب، أمس اصطبحت مصر (بمقتل 2 وإصابة 16 فى سقوط قذائف أر بى جى على حافلة لمصنع أسمنت تقل عمالا قرب العريش).
كثرة الدماء وقتل أبرياء، تعبير عن ضعف، وبداية نهاية ليس عن قوة ولا عن غضب، مبدأ الدم مقابل الأرض، مبدأ من يعملون فى الظلام إرهابيين ألفوا عيشة المطاريد، ورعب الجبناء، وحقارة المخنثين، لأنكم لا تعلمون شيئاً عن التاريخ، بالحضارات، ولا برواسب الثقافات الأصيلة، ربما تكون مصطلحات تكفيرية تؤمنون بوأدها وهدمها وانهيارها، أخطأتم العنوان فى شعب متمرد بطبعه، شعب اعتاد كسر حاجز الخوف، واختار الشقاء، والدفاع عن الهوية.
جميع الحوادث منذ عزل مرشح الجماعة، الضحية التى افتدت به الجماعة فشل تجربة السيطرة وأخونة الدولة، وسرقة المال العام، والاغتناء على حساب الشعوب لأغراض تخدم ملفات إرهابية ومشروع الفتح العظيم، جميع الحوادث لا تخرج خارج 4 محاور (1) سيناء، (2) الانتقام من الجيش والشرطة سوء بالتصفية او التشويه (3) القتل والاعتداءات وإثارة الرعب والفوضى (4) الإخوان والعناصر الإرهابية الأخرى الموالية. عن سيناء وارتباط هذه الكلمة فى الجرائد الآن بجمل إمارة إسلامية، واختباء عناصر حزب الله وحماس وتنظيم القاعدة بقيادة رمزى موافى أو الملقب (بالكيماوى) كما يطلقون عليه، عمليات إرهابية، تفجيرات لخطوط الغاز، المحور الثانى: قتل واستهداف ضباط الجيش والشرطة حتى وصل الإجرام إلى الاعتداء على الأعزل منهم اتذكر وتتذكروا حادثة ميدان المحطة فى الجيزة منذ يومين بقتل ضابط جيش سابق. حملات التشويه الممنهجة، من قبل قيادات الإخوان واتهام الجيش بالعمالة والخيانة بدءاً (بعصام الحداد) انتهاء بكل الأقزام وعواجيز الفرح، (المحور الثالث): القتل سياسة واتعجب من قوم يستهلكون الدين استهلاك غير آدمى يركعون، ويتوضأون ويحملون المطاوى والشوم والسنج والمسدسات والقنابل، أى نوع من الجهاد؟ وأى نوع من الإرهاب ضد العزل؟ (الجهل وغسيل المخ مع محاسبة الأنا الأعلى والعتاب النفسى من شتى أنواع معاصى الشباب المرتكبة) تجعل الضعفاء ضعفاء التوبة والعزيمة والبصر والبصيرة، فى الانجراف وراء الشعارات المسمومة والنهاية: (قاتل ومقتول) والمتاجرة باسم الله للتعتيم على الجرائم (القتل فى سبيل الله، الحزب حزب الله، الجهاد لله والشهادة فى سبيل الله) أتذكر كل هذا.. والأمثلة لا تنتهى.. بدءاً من قتل الشيعة فى مصر وتطبيق حدود الحرابة، انتهاء بخبر أمس قطع إصبع مواطن وضربه، والاعتداء عليه، وتقيده بالحبال، وإلقائه فى طريق صحراوى أو على ما أتذكر (الدائرى) لولا تدخل العناية الإلهية ورجال الشرطة وبشهادة الضحية كان المُرجح (أن يقطعوا الذراع كامل وحكم شيخ بقطع الإصبع) كنت أرى هذا على قنوات الـ BBC والـ CNN يحدث فى لبنان والعراق، واتخلص بتغيير القناة لكن الآن لا مفر!! المتجمهرون فى إشارة وأتباع المرشد مغيبون ينفقون الوقت والجهد والمال (لمصلحة الجماعة)، هذه المصلحة التى وضعت شعارتها الإسلامية تحت الحذاء، كما وضعت علم مصر، عند قبولهم بالدولة الديموقراطية وقبولهم الانتخابات والنظام الديموقراطى بشروط أمريكية.
أقول للمحتشدين دفاعاً عن شرعية الجماعة، هذه الجماعة وهذه الشرعية التى قدمت تعهدات للأم (أمريكا) بضمان أمن إسرائيل حتى لو كان على حساب سيناء، هذه الجماعة وهذه الشرعية التى أيدت اتفاقية كامب ديفيد المكروهة، والتى لن ينسى التاريخ موقفهم أيام السادات، لكن المصلحة تحكم من أجل الوصول للمراحل الأخيرة فى اللعبة، هذه الجماعة وهذه الشرعية التى اُستهلكتم من أجلها، هى التى التزمت وأقرت بالمعاهدات الدولية وقدمت العهد والوعد لأمريكا وإسرائيل، (الخيانة عقيدة والنفاق مبدأ) خيانتهم شعاراتهم ومبادئهم التى حاربوا عبد الناصر والسادات ومبارك رجوعاً بالتاريخ، والآن الاستجداء والتوسل للغرب، بل ووصل حد البجاحة والخيانة إلى طلب الحماية الدولية والتدخل العسكرى، واتهام الجيش بالخيانة العظمة لصالح الشعب!!
إن الإنسان يحتاج أحياناً لأن يخوض عراكاً من أجل الحصول على أبسط حقوقه وأعظمها فى الحياة مهما كانت النتائج، ولكن ليس من المُشرف أن ننتقد وننقد ونحتقر، دون أن نبحث فى أنفسنا ونعرف أبسط الحقائق بشأن من نسير وراءه ونسير إليه، فى سبيل.. لا يُعلن عن نفسه، ونبحث أيضاً عن حقيقة ما ننتقده ونسير ضده ونرتكب أبشع الجرائم تحت مسمى لا يوجد مسمى آخر (الدفاع عن شريعة الإرهاب) جريمة قتل وسفك دماء ربما ما نحتقره ونثور ضده اليوم نقف بجواره وندعمه فى صدامه مع الحياة غداً، فالغاية واحدة والمقصد واحد (عيش _حرية _عدالة اجتماعية _كرامة إنسانية).