طبيب: الطين يقوي المناعة والسجود يخلصك من الشحنات الضارة
أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن التعرض للطين يجلب السعادة ويرفع المناعة، مشيراً إلى أن اللعب في الطين له فوائد مناعية.
وأوضح بدران خلال الندوة التي ألقاها بعنوان “الطين والمناعة”، أن البكتيريا الصديقة “فاكي” التي تعيش في التربة الزراعية تقوم بتحفيز المخ على إنتاج هرمون “السيروتونين” وهو هرمون السعادوة والإنشراح والمزاج العالي وتقبل الأخرين، وهذا ما يفسر أسباب سعادة الفلاحين عن أبناء المدن الحديثة الذين يستنشقون الرصاص المسبب للعصبية.
البساط الأخضر أكسجين البقاء
وأشار بدران إلى أن الحقول والحدائق والمزارع تولد الأكسجين الذي يعتبر هو سر البقاء على الأرض، فالتمثيل الضوئي يوفر 98% من الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، أما 2 % ينتج من تحلل الماء بواسطة الأشعة الفوق بنفسجية.
وأوضح بدران أن غياب اللون الأخضر الطبيعي من الكوكب سبب الإحتباس الحراري وتغير المناخ و تلوث الهواء، فالأكسجين ضروري للنشاط والمناعة والذاكرة والشفاء والراحة والاسترخاء، حيث اننا نتنفس 20 ألف مرة في اليوم لاستقبال الأكسجين فغيابه يعني الموت.
وأضاف بدران أن تجريف الأراضي الزراعية والتلوث الجوي وقتل أعشاب البحر يقلل من كمية الأكسجين المتاحة في الغلاف الجوي، كما أن غابات الأسمنت زاد من معدلات الإصابة بالالتهابات التنفسية خاصةً الالتهاب الرئوي وحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، وارتفاع معدلات سرطان الرئة.
جلسة الكاتب المصري
أوضح بدران أن جلسة الكاتب المصري تعتبر درس للأجيال، حيث أصبحت هذه الجلسة من جلسات اليوجا الشهيرة التي تكسب الإسترخاء والتركيز وتقوي العضلات الهيكلية، كما أنها تفيد في الهضم وتزيد من تدفق الدورة الدموية للأمعاء.
أما جلسة القرفصاء الذين يحترفونها أهل القرى تفيد في زيادة مرونة العضلات خاصةً النصف الأسفل، وتقوي عظام وعضلات و أربطة وأوتار النصف الأسفل مما يقلل من معدلات إصابات الأطراف السفلية، كما تقوي عضلات البطن والحوض وتسهل عملية الولادة، كما تحافظ على التوازن والقدرة على التحرك بسهولة خاصةً مع تقدم العمر.
نعمة السجود
أضاف بدران أن التعامل مع الطين يخلصنا من الشحنات الضارة أولاً بأول، حيث تتجمع شحنات ضارة بالجسد تساهم في إصابة البشر بالعديد من أمراض العصر بدءاً من نقص المناعة مروراً بالتوتر ونهاية بالسرطانات.
وأكد بدران أن التلامس أولا بأول مع الأرض بالسجود أو الجلوس أو النوم قد يخلصنا من هذه الشحنات الضارة, لذا فالصلاة تجعلنا أكثر إسترخاء إضافة لروحانيات العبادة.
كما نصح بدران للخروج للأماكن المفتوحة كحديقة أو نهر أو بحر أو شارع غير مزدحم بلا عوادم سيارات يفيد في الإقلال من التوتر.
بطاريات لشحن المناعة
أكد بدران لـ”محيط” أن تناول الخضراوات والفواكه الطازجة بصورة منتظمة أسهل الطرق لرفع المناعة، حيث توفر الآلاف من مركبات الفيتو والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الطبيعية، لذا فأهل الريف لديهم فرصاً أفضل من أهل المدن في الحصول على هذه الأطعمة بصورة طازجة بعيداً عن أطعمة المجمدات والثلاجات وأرفف السوبر ماركت المليئة بالألاف من المواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم والرائحة.
وأشار بدران إلى هناك العديد من أسباب تدمير البكتيريا النافعة في العصر الحديث مثل الوجبات الغير متوازنة، المضادات الحيوية، الأدوية العشوائية، الميكروبات الضارة، التلوث بأشكاله، تقدم العمر، الملونات الصناعية ومكسبات الطعم والرائحة، والكبت النفسي وضغوط الحياة.
وأوضح بدران أن الرضاعة الطبيعية تدعم البكتيريا النافعة في الرضع، مشيراً إلى أن تناول الحامل للمضادات الحيوية يقلل من البكتيريا النافعة في الأطفال حديثي الولادة.
وأضاف بدران أن 60% من العدوى داخل المستشفيات نتيجة لهذه البكتيريا المستأسدة التي ربما تقاوم ثلاثين نوعاً مختلفاً من أقوى المضادات الحيوية، كما ساهم في ذلك أيضاً الاعتقاد الخاطىء في المجتمعات البشرية بأن المضادات الحيوية سوف تعالج الالتهابات ولكنها في الحقيقة لا تفعل ذلك إلا في بعض الالتهابات الناشئة عن بكتيريا مستجيبة وليست عاصية أو مستأسدة وكذلك ليس لها تأثيرعلى الأمراض الفيروسية أو الفطرية أو الطفيليات غالباً.
وقد أدت المضادات الحيوية إلى نشأة سلالات جديدة عديدة أصبحت تعيش داخل الإنسان الذي جعلت منه حاملاً لها رغماً عنه ويؤدى ذلك إلى انتشارها في المجتمع خاصة المخالطين لهذا الإنسان الحامل لها.
فالمضاد الحيوي يقتل بلا تمييز فهو يقتل البكتيريا الضارة ولكنه في الوقت نفسه يقتل الملايين من البكتيريا النافعة للإنسان التي خلقها الله لحمايتنا من البكتيريا الضارة، وبالتالي يصبح الإنسان بعد تناول المضاد الحيوي محروماً من البكتيريا النافعة ويصبح بذلك مرتعاً للبكتيريا الضارة الوافدة.
أما البكتيريا النافعة تفيد في إنتاج مواد غذائية مثل فيتامين “ب1” و” ب6”، التخلص من السموم، حماية الطعام من التخمر والتعفن داخل الأمعاء، حماية الإنسان من العدوى، تنشيط الجهاز المناعي للإنسان حتى في حديثى الولادة، توفير الطعام اللازم لتغذية جدار الأمعاء الغليظة، تكوين بعض الفيتامينات، إفراز مضادات حيوية داخلية طبيعيه مثل “لاكتوسيدن” و”اسيدوفيلين”، الوقايه من الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي.
ويأمل بدران أن تصبح البكتيريا النافعة في المستقبل وسيلة للعلاج بديلة للمضاد الحيوي خاصة في حالات الحساسية من المضادات الحيوية.