د. عبد المنعم عمارة هل الإخوان المسلمون على المحك؟
هذه المقالة، سمها استفسارا، سمها سؤالا أو علامة تعجب، احسبها كما تريد، ولكن من فضلك بالراحة علىّ شوية.. طبعاً لماذا هذه المقدمة، لأن المقال عن الإخوان المسلمين وهم قوة سياسية كبيرة ومريديها وأعضاؤها كثر، ولهذا فالخوف أن يفهمى البعض خطأ، فما أسهل أن يغضب منك البعض خصوصاً لو قرأ سطرا من المقال أو فهم المقال خطأ.. وكفى الله المؤمنين شر القتال.. على أى الأحوال استعنت على الشقا بالله سبحانه وتعالى.
عزيزى القارئ
المقاله رصد سريع أو دراسة حالة عن العلاقة بين الإخوان المسلمين والشعب بعد سيطرتهم على برلمان مصر، وبعد تألقهم الواضح وبعد هزيمتهم للآخرين عشرة صفر أو ربما أكثر.. السؤال هو: هل قل تأثيرهم على الشارع السياسى؟ هل مازالوا متحكمين على الخريطة السياسية؟ وإذا كان ذلك صحيحاً فما الدليل على ذلك؟ وهل الإخوان المسلمون وحزبهم يدركون ما يدور حولهم من أن هناك تغيراً قد حدث فى الشارع السياسى وما هى علاماته؟
موضوع حساس مش كده، ولكن هذه هى السياسة طرح أسئلة وبحث عن إجابات، فأدبيات نظم الحكم فى العالم تقول إن هناك نظرية -إذا جاز هذا التعبير- عن العلاقة بين الحكام أو السلطة والشعب اسمها Mis trust أى انعدام الثقة بينهما.. وهى ظاهرة موجودة فى كل النظم السياسية فى العالم، فأوباما اليوم غير أوباما يوم انتخابه، بوتين ليس هو بوتين زمان، تونى بلير بدأ بداية رائعة وانتهى نهاية مؤسفة، والسؤال: هل هذه الحالة تنطبق على الإخوان المسلمين وحزبهم أم لا؟ وهل هم مدركون لذلك الواقع عندما أعلنوا منذ البداية أنهم لا يطمعون فى الحكم ولا فى السلطة ولا فى أن يكون الرئيس من بينهم؟.
بالطبع موضوع عدم الثقة ينطبق عليهم أو سينطبق عليهم بعد حين، ومع ذلك هم تغيروا، فهم يفكرون الآن فى السلطة التنفيذية بعد سيطرتهم على السلطة التشريعية وظهر ذلك فى الحملة المنظمة والمدروسة ضد حكومة الجنزورى وفى إبراز البديل الجاهز وهو خيرت الشاطر.
حضرات القراء
طيب قد تقول لى إدينى أمارة، أنا أقول لحضرتك، وحضرتك فسر كما تريد، الإقبال على انتخابات الشورى كان ضعيفاً، والنتائج هزيلة ولهذا سألنى شاب طيب أين حزب الحرية والعدالة أين أنصاره؟ ليس عندى إجابة.
أمارة أخرى، النائب صبحى صالح، عضو لجنة التعديلات الدستورية التى هى وهم سبب مأساة الفترة الانتقالية، النائب الذى كنت تراه آناء الليل وأطراف النهار فى كل مكان وفى كل محطة وفى كل فضائية، هذه الشخصية التى طلعت للسما نزلت تحت عندما سقط كمرشح للإخوان وكنقيب للمحامين بالإسكندرية، وأمام أحد قيادات الحزب الوطنى السابقين، بالطبع هذا الفشل له دلالة وله معان، فالرجل رمز من رموز الإخوان، أضف إلى ذلك فشلهم فى الحصول على منصب نقيب المحامين فى دمياط والبحيرة كما حصلوا على صفر فى انتخابات الدقهلية.
كل هذه علامات قد تدل على أن شعبية الإخوان على المحك.
عزيزى القارئ
طيب ماذا عن معركة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وماذا عن شكل الدستور نفسه، هل سينجحون فى السيطرة كما نجحوا فى السيطرة على مجلسى الشعب والشورى، أم أن هناك أمرا آخر؟.
ثم إن معركتهم الكبرى ستكون فى انتخابات الرئيس.. هم لا يريدون الرئيس، أصدق ذلك، هم لم يعلنوا نيتهم حول مرشحهم أصدق ذلك، هم ضد أحد قياداتهم الذين فصلوه د. عبدالمنعم أبوالفتوح، أصدق ذلك، هم أعلنوا أنهم يريدون رئيسا ذا خلفية إسلامية، أيضًا أصدق ذلك، وأخيراً قالوا إن المهندى المنتظر لم يظهر بعد وهو فى طريقه للظهور، لا أصدق ذلك إلا لو قرروا ترشيح المرشد العام د. بديع.
عايز آخر حاجة، أنا أقول لك.
هل الشعب سيوافق على المرشح الذى سيقفون وراءه، يعنى هل سيزحف الشعب كما فعل فى استفتاء التعديلات الدستورية وكما فى انتخابات مجلس الشعب.
قد تسألنى رأيى، أنا أقول لك لا، لن يفعلها الشعب مرة أخرى، بل ربما ما يريده الإخوان لن ينتخبه الناس.. والله أعلم.
ويتبقى سؤال سألته جريدة التحرير حيث قالت: «هل الإخوان حائرة فى أسباب السقوط الكبير؟؟».. الإجابة بالطبع عندهم أولاً، وعند الشعب المصرى ثانيا.
ملحوظة: أنا أرصد واقعا وأحلل حالة وأحاول التنبؤ مع أن التنبؤ فى السياسة أمر مستحيل.
برامج التوك شو هل انتهى مفعولها؟
طيب لو سألت رأيك إيه فى برامج التوك الشو، خصوصاً برامج ما بعد الثورة.
فهل حضرتك من الذين تشبعوا من هذه البرامج، وأنك من الذين يهربون إلى الأفلام المصرية القديمة وإلى مسلسلات الكوميديا والأفلام الأجنبية، وإياك إياك أن تقول لى إنك لا تفعل ذلك، فكلامك ورأيك هذا عكس رأى الكثيرين، وأنك تقف لوحدك، وأن لك سكة غير سكتنا عند الأغلبية.
طيب يا سيدنا.. هل حضرتك من المعجبين بهذا أو ذاك أو بهذه أو تلك من مقدمى هذه البرامج؟ يعنى مغرم صباية وقيم ومش قادر على بعدهم، يعنى تلهث وراءهم وأنك زبنت معهم زى ما بتزبن مع سوبر ماركت معين أو بقال بعينه أو كافيتريا معينة.. يعنى فيه عِشرة بينك وبينهم لا تذهب إلا ليهم.
أم حضرتك مثلنا تمسك الريموت وعمال تبحث شمال ويمين من برنامج لآخر، فهذا معناه أنه لا أحد يملأ عينك ولا أحد يشدك ويجعلك متمسمرا أمام التليفزيون.
ولا حضرتك بتمل بسرعة وليس لك خُلق بضم الخاء، لأنه لا جديد تحت الشمس، قضية مثل التمويل الخارجى تجدها تناقش فى كل برامج التوك شو، والأغرب أن المتحدثين هم هم، ولهذا ليس لديهم الجديد، فهم يكررون أنفسهم ويتعبون قلوبنا معاهم.
والأكادة اللى يغيظك وممكن يفرسك الضيوف الذين ينتقلون من قناة لقناة أخرى بسرعة البرق، ثم عندما يتحدثون هنا أو هناك لا جديد، الأمر أصبح مكررا ومعادا حتى أصبح مملا، فلم يفكر واحد منهم فى أن يقول لنفسه لأ بقى كفاية مرة واحدة فى الأسبوع أو حتى فى الشهر.
ومن فضلك اجهد نفسك وركز على أداء المذيع وأداء الضيف، هذا مغرور والثانى شرحه، لا يتباسطون معنا، بل هم فى برج عاجى لا ينزلون منه..
عزيزى القارئ
هافترض إن حضرتك سألتنى طيب ما دليلك؟ هات لى أمارة على كلامك.
أنا سأحولك إلى أصدقائك ومعارفك وإلى أفراد عائلتك لتسألهم، والآن سأحاول أن أدخل فى العميق، أو اتسحب سِنة سِنة بكسر السين لأصل إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر فىّ، بأن أجتهد لأحلل أداء هؤلاء المذيعين مع محاولة لبيان رأى، لدينا شخصيات رجالية وشخصيات نسائية تقدم برامج التوك شو.
وتسمح لى السيدة/ ريهام السهلى أن أبدأ بها، لماذا؟ ربما لأنها منذ فترة، وهى تعمل تحت ضغوط كثيرة، منها سطوة صاحب القناة د. حسن راتب، الذى يصر فى أوقات كثيرة ألا تكون لوحدها بل معها شريك، الذى يا ولداه يضعها تحت ضغط شديد ومستمر عملت مع وحش كاسر اسمه معتز الدمرداش، وذهب، ومر عليها أكثر من شخص وصولاً إلى الزعيم الشعبى عمرو الليثى، حتى أعطوها فرصة تعمل فيها لوحدها بعض أيام الأسبوع والليثى الأيام الأخرى.
ولكن كيف هو أداؤها، فى رأيى أنها سيدة مثقفة متفتحة على العالم الخارجى، فهى خريجة الجامعة الأمريكية، هى ليست كالآخرين الذين يرغون ثم يرغون ويذهبون يمينا ويسار من خلال الأوفرتيرة أو البرومو، كما يقولون أى فى الافتتاحية يظلون ينخعون وينخعون دون توقف مما يصييب المشاهدين بالملل، هى تحترم ضيوفها وتشعره بقيمة نفسه، تحسن الاستماع وتقلل من المقاطعة، ضيفها هو سى السيد، مخارج ألفاظها واضحة، تلقائية كلامها موجودة، يمكنها بعد نهاية الحوار أن تقنعك بأن المسألة جدية، وأن الموضوع يستحق المناقشة والتأمل، وفى كثير من الأحيان تخرج بجرعة قيمة من ذلك الحوار.
ريهام قد تتحفظ معها فى البداية، لكن فى النهاية تحترمها وتستفيد بمعلومات عرضت عليك بموضوعية وباتقان، إذا حاولت أن ترى هذا الكلام صحيحاً أم لا، من فضلك قارن بين موضوع تعرضه هى مع ضيفها ونفسه مع مقدمة برنامج توك شو آخر، ستجد هناك فارقاً قد يكون لصالح ريهام.
ويتبع فى المقال القادم مع هالة سرحان ومنى الشاذلى.
> الإعلامى عماد أديب.. انتظرت بشوق عودته للشاشة الصغيرة حيث لم أكن سعيداً بابتعاده، تابعت بحماس برنامجه الجديد.. للأسف خيب ظنى، فليس هذا عماد أديب الإعلامى المتألق سابقاً، لم يكن فى كامل لياقته الحوارية السابقة، وبرنامجه لم يكن فى قوة برامجه السابقة، حوار البرنامج أصبح بطيئاً إلى حد الرتابة، ولم يستخرج من ضيوفه ما كان يريده كما كان يفعل سابقا، ليس هذا هو عماد أديب الذى نعرفه.
> صبحى صالح نائب الإخوان وأحد الذين حملهم الشعب السبب فى تخبط الفترة الانتقالية فترة ما بعد الثورة، سقط بجدارة، وبفارق أكثر من ألفى صوت من أحد قيادات الحزب الوطنى فى انتخابات منصب نقيب المحامين بالإسكندرية.. هل ما تم علامة على أن الشعب يريد التغيير مرة أخرى!!
> النائب محمد أبوحامد.. أعطيت صوتى لجميلة إسماعيل وفى الإعادة أعطيته وأسرتى أصواتنا، قالوا إن نجيب ساويرس وقف بجانبه ضد جميلة إسماعيل، سعدت ببدايته فى مجلس الشعب كمتحدث شاطر، ولم أسعد بانتشاره فى برامج التوك شو، كما لم أسعد ببعض مواقفه السياسية، وآخرها استقالته كممثل لحزب المصريين الأحرار فى البرلمان.. هل سيراجع نفسه ويراجع أداءه فى الفترة الأخيرة، أرجو له ولنا ذلك.
> حزب النور السلفى الذى تمنيت عليه أن يلعب دور رمانة الميزان فى البرلمان، وفى الحياة السياسية المصرية، أحسن بفصل النائب البلكيمى من الحزب.. الذى تعجبت من سذاجته فى اختلاق واقعة السرقة التى قال إنه تعرض لها بالإكراه.. شكرا لشجاعة المستشفى الذى أجرى فيه العملية فهو الذى كشفه وهو الذى أوضح الحقيقة.
> الإعلامى وائل الإبراشى، كما أحب أن أشاهده فى الفضائيات أحب أن أقرأ له فى الإعلام المكتوب، برنامجه «الحقيقة» فى نسخته الثانية ممتاز، فقط يا حبذا لو قلل من استخدام الألفاظ القاسية ضد الذين لا يعجبونه، كان قاسيًا مع السفير أحمد القطان سفير الشقيقة السعودية، استخدم ألفاظا قاسية مثل مصر لن تتوسل من السعودية، ولن تلهث وراءها وكذلك قوله فضلنا يقصد فضل مصر عليكم، وعلى العرب كبير وقوله إن موقف السعودية معادٍ لمصر الثورة.
أعجبنى السفير السعودى كان أكثر هدوءا، وأكثر إقناعاً، وأقل تشدداً، عن كل الحلقة كانت ممتازة.. وهذا هو وائل الإبراشى.