حكايات 3 سائقين بـ«رجل مقطوعة»
لا يعيرون اهتماماً لأطرافهم المبتورة، يجلسون على عجلة القيادة، يديرها
أحدهم بيد واحدة.. فيما يجاهد آخر من أجل السيطرة على دواسات السيارة
بقدمه الوحيدة. قد تخفى القدم المبتورة عن عيون رجال المرور الذين يقيمون
كمائنهم على الطريق من أجل الإيقاع بالمخالفين، لكنهم عادة ما تنكشف اليد
المبتورة لسهولة رؤيتها، ورغم ذلك فإنهم يواصلون القيادة بأطرافهم
المبتورة، لا يعبأون بالمصير المجهول على الطريق، لهم ولمن خلفهم فى سيارة
الأجرة.. أو للسيارات المتاخمة لعربة النقل الثقيل التى يقودونها.. وكل ما
يشغلهم طوال الطريق هو لقمة العيش، التى خرجوا لجمعها، بعدما أضنتهم ظروف
الحياة الصعبة، وأتعبهم البحث عن فرصة عمل طلباً للرزق.
«الوطن» بحثت عنهم لتحاورهم وتسمع منهم، والأهم لتجيب عن الأسئلة
الصعبة، ما الذى يجعل أصحاب الأطراف المبتورة مصرين على قيادة المركبات رغم
ظروفهم الصحية الصعبة، ورغم ما قد يتسببون فيه من مخاطر لهم ولمن يسيرون
معهم على نفس الطرق، والأهم، كيف يتصرفون مع رجال المرور الذين يلاحقونهم
فى كل مكان باعتبارهم يخالفون نصوص القانون التى تحظر على ذوى الاحتياجات
الخاصة قيادة المركبات غير المجهزة، وخاصة إذا كانت بالأجرة، تدر الربح على
من يعملون عليها