تقارير وتحقيقات

بـ7 طلاب..مدرسة فلسطينية تقاوم الاستيطان في الضفة الغربية

في بيت قديم، أعيد ترميمه في العام 2000، يتلقى 7 طلاب فلسطينيين تعليمهم الأساسي، في مدرسة قد تكون الأصغر في الشرق الأوسط، بخربة (قرية صغيرة) يانون إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ويعمل في مدرسة يانون الأساسية، بحسب مديرها أيمن أبو شهاب، طاقم تدريسي مكون من سبعة معلمين يدرسون كافة التخصصات، وتتبع مديرية تربية وتعليم نابلس الحكومية.

وتفتقر المدرسة للكثير من أساسيات العملية التعليمية مثل الملاعب والإذاعة المدرسية.

ويقول أبو شهاب للأناضول “تبلغ مساحة المدرسة نحو 200 متر مربع، ويتلقى الطلبة تعليمهم الأساسي حتى الصف السادس، ثم ينتقلون للدراسة في مدرسة بلدة عقربا المجاورة”.

وتجاور المدرسة بيوت حجرية قديمة، يعود تاريخها إلى بداية القرن الماضي، ويحيط بالخربة 5 بؤر استيطانية حديثة النشأة، أنشأها مستوطنون يهود عقب الاستيلاء على أراض زراعية فلسطينية، بحسب أهالي بالمنطقة.

كما تتعرض البلدة، بحسب الأهالي، لهجمات من قبل المستوطنين، وأعمال هدم لبيوت ومساكن بحجة البناء بدون ترخيص.

“قد تكون مدرسة يانون أصغر مدرسة في الشرق الأوسط، وهي أصغر مدرسة فلسطينية”، يقول مديرالعلاقات العامة والإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية عبد الحكيم أبو جاموس.

وأوضح أبو جاموس، للأناضول، أن مدرسة يانون أصغر مدرسة فلسطينية.

ويرى أهالي الخربة أن مدرستهم “رمز” لصمودهم وبقائهم في أراضيهم، أمام مطامع الاستيطان، حيث يخشى السكان على أطفالهم من الدراسة في البلدات المجاورة خشية تعرضهم للاعتداء من قبل المستوطنين خلال الذهاب والإياب.

ويضيف أبو جاموس أن “إسرائيل تمنع الجانب الفلسطيني من بناء صفوف مدرسية جديدة، كما أنها تمنع إقامة ساحات وملاعب بحجة أنها مناطق مصنفة ج حسب اتفاق أوسلو”.

ويواجه طلبة مدرسة يانون مشاكل في الاندماج مع الطلبة الآخرين بعد انتهاء المرحلة الدراسية الأساسية بحسب أبو شهاب، حيث لجأت المدرسة إلى إعداد برنامج زيارات للطلبة للمدارس الأخرى لمحاولة تهيئتهم للاندماج بعد إنهاء المرحلة الأساسية.

ويأمل الطالب محمد اعطش في الصف الخامس الأساسي، توفير ملاعب وساحات لمدرسته، بقوله “لا يوجد لدينا ساحة، نلعب في الشارع”.

ومع ذلك فهو يعتبر الدراسة “جيدة” بالمدرسة.

فيما يأمل زميله في ذات الصف عبد الرحمن رياض بوجود إذاعة مدرسية ليلقي خلالها الأناشيد والقرآن.

ورغم أن المدرسة تخدم حتى الصف السادس إلا أنها لا تحتوي في الوقت الحاضر سوى على ثلاثة صفوف هي الثاني الأساسي والرابع والخامس، لعدم وجود أي طالب في باقي الصفوف.

ويقول مدير المدرسة أبو شهاب “لدى وزارة التربية والتعليم الاستعداد على فتح صف دراسي لطالب واحد فقط”.

من جانبه، يقول مدرس مادة الرياضيات هشام حمايل، بينما كان في فصله ” تعد المدرسة نموذجية رغم ما ينقصها من ساحات ومبان، حيث ينصب اهتمام المدرس في الفصل الواحد على طالبين فقط”.

ويضيف “أدرس هنا منذ ثلاث سنوات”، متابعا “وجود المدرسة بهذه المنطقة المهددة بالاستيطان واجب وطني”.

سلوى راشد وكرم بدر طالبتان في الصف الرابع الأساسي يلهوان معا طوال اليوم.

تقول سلوى “لا يوجد لي صديقة سوى كرم، هي زميلتي في المدرسة، وصديقتي في الخربة، نلهو ونلعب معا”، متمنية أن “تواصل تعليمها فيما بعد”.

ويانون خربة فلسطينية تبعد عن نابلس نحو 16 كم، ويسكنها نحو 90 فلسطينيا، بحسب رئيس المجلس القروي راشد مرار.

مرار قال للأناضول إن “سكان الخربة تعرضوا للتهجير في انتفاضة الأقصى (عام 2000)، إثر هجوم المستوطنين عليها، وعاد السكان بعد عدة أشهر بمساعدة نشطاء ومتضامنين فلسطينيين وأجانب”.

وأشار إلى أن “البلدة خسرت نحو 90% من أراضيها الزراعية، لصالح خمس بؤرة استيطانية تحيط بالخربة، ويشن مستوطنوها هجمات على السكان واعتداءات على رعاة الأغنام”.

ويعتمد السكان على تربية الأغنام وزراعة الحبوب والزيتون.

يقول مرار “باتت حياتنا عبارة عن سجن، ومضايقات يومية، مزارعنا تتعرض للتخريب، وبيوتنا يهاجمها المستوطنون تحت حماية الجيش، نمنع من البناء”.

يتنهد ويضيف “يريدون منا الرحيل”، وبعزم يتابع “لكننا باقون”.

وعادة ما تقوم إسرائيل بمنع الفلسطينيين في المناطق المصنفة “ج”، حسب اتفاق أوسلو بالبناء، والتوسع، بحجة أنها أراضٍ إسرائيلية.

ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق “أ” و”ب” و “ج”.

وتمثل المناطق “أ” 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإدارياً، أما المناطق “ب” فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.

أما المناطق “ج” والتي تمثل 61% من مساحة الضفة تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى