طبيبة مصرية تكشف فوائد الرمان في علاج قرحة المعدة
تعرف قرحة المعدة على أنها جرح في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، وتحدث نتيجة للتدخين أو الإجهاد أو تناول المسكنات بكثرة أو الأدوية المضادة للالتهاب لفترة طويلة مما ينتج عنه تكوين الشوارد الحرة التي بدورها تتسبب في تهيج بطانه المعدة والتهاب الغشاء المبطن للمعدة يصاحبة تسمم يؤدي إلى قرح ونزيف بالمعدة ينذر بالوفاه.
لذلك كان من الضروري الاتجاه إلى استخدام المنتجات الطبيعية كبديل للعلاج، وقد أثبتت دراسة أجرتها الدكتورة داليا مدحت الباحث بقسم الكيمياء الحيوية الطبية بالمركز القومي للبحوث دور الرمان في علاج قرحة المعدة، حيث يعمل على تحفيز إنتاج العوامل الوقائية والعوامل المضادة للالتهاب، كما أنه غني بمضادات الأكسدة التي تعمل على مقاومة الشوارد الحرة ومن ثم الحد من تهيج بطانه المعدة.
وقد أجريت التجربة باستخدام أحد العقارات المسكنة شائعة الاستخدام ولوحظ ارتفاع في نشاط إنزيمات الكبد وخلل فى وظائف الكلى بالمقارنة بالمجموعة الضابطة وذلك نتيجة للالتهاب الحاصل في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة.
وأوضحت نتائج الدراسة زيادة معدل أكسدة الدهون مما أدى إلى حفز تراكم “المالونداي الدهيد” وكذلك انخفاض مستوى نشاط إنزيم “SOD” وانخفاض إجمالي القدرة المضادة للأكسدة.
ويرجع ذلك إلى إطلاق الشوارد الحرة التى تعوق عمل الإنزيمات المضادة للأكسدة التي تعمل كخط دفاع أول ضد الأكسدة مما يتسبب في تفاقم التهاب الأنسجة ومن ثم قرح المعدة.
كما تعمل العقارات المسكنة على تثبيط إطلاق العوامل الوقائية مثل تثبيط إنزيمات الأكسدة الحلقية “كوكس” ومنها أنزيم “السيكلوأوكسيجيناز -1” و”البروستاجلاندين” وتنشيط إفراز الأحماض وزيادة نشاط إنزيم “الميلوبيروكسيد” الذي يرتبط بزيادة مستويات الوسائط الموالية للالتهاب في الدم والأنسجة مثل “IL-1” و عامل النخر الورمي -1 وأكسيد النيترتك.
هذه الالتهابات المعدية تؤدي إلى ضعف في إمتصاص الفيتامينات وخاصة “ب 12”، وبالتالي ارتفاع مستوى “الهوموسيستئين” في الدم (حمض أميني ناتج عن خلل أيضي بسبب نقص فيتامين ب) والذي ترتبط زيادته بالعديد من الأمراض مثل، أمراض القلب، كما أنه يسبب أضرار سامه للخلايا العصبية وخلل فى القدرات الذهنية.
وبشكل ملحوظ فإن المجموعات التي عولجت بالرمان إنخفضت بها معدلات دلالات الالتهابات في البلازما وارتفاع فى نشاط الانزيمات المضادة للأكسدة ويرجع ذلك إلى الفوائد الصحية للرمان ومستخلصاته التي تحتوي على عناصر حيوية بيولوجيا، بالاضافة إلى غنى الرمان بـ”البوليفينات” والتي تساعد في العلاج والوقاية من الالتهاب.
كما أن الخواص المضادة للأكسدة والخواص المميزة لمركبات الرمان تمنع تأكسد الدهون، وبالتالي تقي الأمراض التي تسببها الشوارد الحرة ومنها القرح.
ومن ناحية أخرى، فإن الرمان كمصدر غني بمجموعة فيتامينات “ب” فقد أثبتت الدراسة أيضاً دور الرمان في خفض معدل “الهوموسيستئين” في الدم.
وعززت نتائج تحاليل الأنسجة فى المجموعات المعالجة بالرمان النتائج المعملية وأظهرت إعادة تكوين الغشاء المخاطى المبطن للمعدة بصورة مشابهة للمجموعات الضابطة.