كيف واجهت “حماس” الحكم القضائي باعتبارها إرهابية في مصر؟
اوضح التقرير اعتماد حركة حماس على 4 آليات، هي:
1ـ آلية التشكيك في استقلالية القضاء:
أشارت الدراسة إلى أن حركة حماس شككت في نزاهة القضاء على غرار جماعة الإخوان “الأم”، باعتبارها جزءًا من التنظيم الدولي للجماعة، حيث حاولت وصم القضاء بالتبعية للنظام الحاكم، أوضحت الدراسة أن هذا التوجه سيعود على حركة حماس بأضرار كثيرة مستقبلا، بخاصة إذا ما عادت مرة أخرى إلى محاولة تذويب الخلافات بينها وبين مصر.
2ـ آلية الاتهام بالعمل من أجل إسرائيل:
استخدمت “حماس” آلية اتهام الخصوم بالعمل لمصلحة الغرب وإسرائيل، وخلطها بين أحكام القضاء في مصر وبين القرارات الحكومية، حيث قال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة: “إن هناك تنسيقًا بين الحكومة المصرية وإسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية”، مضيفًا أن الدليل على هذا التنسيق هو حكم المحكمة المصرية باعتبار حماس حركة إرهابية بالتزامن مع تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال فيها إن ذلك الحكم القضائي يصبّ في مصلحة إسرائيل”.
3ـ آلية الابتزاز والتهديد:
تعتقد حركة حماس أن مصر في حاجة إليها، كون القضية الفلسطينية هي التي تُتيح لمصر لعب دور إقليمي ودولي كبير، وعليه فإن الحركة عبر تصريحات بعض قادتها نوهت إلى إمكانية حرمان مصر من هذا الدور، فقد نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في الحركة في 28 فبراير 2015 قوله إن الحركة لم تعد تعتبر مصر وسيطًا بينها وبين إسرائيل بعد حكم المحكمة الشهر الماضي باعتبار كتائب القسام منظمة إرهابية، وعاد سامي أبو زهري إلى تكرار نفس التهديد بعد الحكم باعتبار حماس منظمة إرهابية.
4ـ آلية استدعاء الضغوط الخارجية:
حاولت حركة حماس اللجوء إلى الضغوط الخارجية بحجة إقناع مصر بالتراجع عن القرار، متجاهلة حقيقة أن اعتبارها حركة إرهابية لم يكن قرارًا حكوميًّا، بل بحكم محكمة، في إصرار واضح على خلط الأوراق، حيث دعا المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، في بيان صحفي، الأطراف العربية لاتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك ما وصفه بالانهيار والتدني في الموقف المصري من القضية الفلسطينية.
وأجرت حركة حماس “قراءة مسيسة” لحكم محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة باعتبارها جماعة إرهابية، وبدلا من أن تركز على معالجة الوضع الناشئ عن هذا الحكم عبر الآليات القانونية المتوفرة بنزاهة في منظومة القضاء المصري؛ فضلت استغلال الحكم، وتحويله إلى ذريعة للانضمام لمعركة جماعة الإخوان مع مصر حكومة وشعبًا.