نصرالله: هزيمة السعودية في اليمن ستكون كبيرة وتنعكس على عائلتها المالكة
وفي مقابلة مطولة مع قناة “الإخبارية” السورية التابعة لنظام بشار الأسد، اليوم الاثنين، قال نصر الله، إن “الهزيمة السعودية والانتصار اليمني في غاية الوضوح، وهذا سيكون باب فرج لكثير من حكومات المنطقة وستكون (الهزيمة) كبيرة جداً وستترك انعكاسا على أوضاعها الداخلية وعلى العائلة المالكة (في السعودية) وكل المنطقة”، حسب تعبيره.
وقال نصر الله إن “السعودية تريد السيطرة على اليمن بعد فقدانه، والحديث عن هيمنة إيرانية على اليمن حكي فاضي (كلام) ليس له أساس من الصحة”.
واعتبر أن “خروج اليمن عن سيطرة السعودية يعني خروجها من السيطرة الامريكية ولذا نرى العدوان هو أمريكي – سعودي اليوم”.
وقال نصرالله إن “السعودية تدفع الأموال لاستمرار القتال في سوريا والعراق ولبنان ولديها إعلام وأموال ومشايخ للفتوى”.
وتابع : إن “السعودية فشلت بكل حروبها بالواسطة وما جعلها تتدخل مباشرة في اليمن، هو أن الايادي الداخلية (لم يسمها) في اليمن لا تستطيع تحقيق الهدف”.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات السعودية على تلك الاتهامات، غير أن السعودية تقول إنها تدخلت في اليمن استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية”.
وحول الاتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران بشأن الملف النووي للأخيرة، أشاد نصر الله، بما تم التوصل إليه، معتبرا أن موقف السعودية من الاتفاق “يتقاطع مع موقف إسرائيل”.
وقال نصر الله إنه “حتى الآن لم يتم الحديث عن اتفاق نهائي بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني، وهنا يكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي الإسرائيلي لنفهم أهمية هذا الاتفاق، وهو إنجاز كبير جدا وتجربة التفاوض على هذا الملف يجب أن تدرس وتحلل وتؤخذ منها العبر لكل الشعوب”.
وأضاف إن “الاتفاق، إن حصل، سوف يبعد شبح الحرب الإقليمية، ومن نتائجه أن كل الذين كانوا ينتظرون الفشل وسيعملون عليه حتى شهر يونيو/حزيران (موعد نهاية المهلة للوصول إلى اتفاق نهائي) كان هدفهم إضعاف ومحاصرة إيران”.
واعتبر أن “أهم شيء في هذا الاتفاق هو أن إيران عندما جلست للتفاوض، وهنا كان يقال أن الأوضاع في أكثر من بلد مرتبط بالملف النووي، لم تتحدث في أي ملف باستثناء الملف النووي الإيراني بالرغم من أن الأمريكيين كانوا يصرون على إدخال ملفات أخرى”.
وكان مسؤولون غربيون قد أعلنوا يوم الخميس الماضي عن التوصل إلى اتفاق في مدينة لوزان السويسرية على خطوط عريضة مع إيران، يمهد لاتفاق نهائي، ويشمل رفع للعقوبات (لم يتبين بعد آلياتها)، وتعليق عمل أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية الحالية ومراقبتها 10 سنوات.
الأمين العام لحزب الله قال إن “العامل الأول المساعد على هذا الاتفاق هو قوة إيران التي لم تقدم أي تنازل بأي من ملفات المنطقة، لأنها أصلا لم تفاوض علي أي منها، والاتفاق يعزز قوة إيران ودورها في المنطقة ولن يؤدي إلى ضغطها على حلفائها في المنطقة”.
وأضاف نصر الله أن “تركيا حساباتها مختلفة، وهي ليست كباكستان، وهي تقرأ المنطقة وتعيد حساباتها، ونتيجة الفشل في أكثر من مكان في سوريا ومصر وليبيا، فان الجانب التركي يرى مصلحة في مكان ما لإعادة ترتيب العلاقات التركية السعودية، وهو يجامل الموقف السعودي من أجل لم الصفوف لتحقيق أهداف معينة، لكن المشاركة التركية العسكرية الميدانية في الحرب على اليمن مستبعدة”.
وعن الوضع في سوريا، قال نصرالله ان “خيار حزب الله بالحرب في سوريا كان علنياً، ونحن دخلنا الحرب بملء ارادتنا ولتحمل مسؤولياتنا، ونحن لم نخبر حلفاءنا في لبنان، كي لا نحرج أحداً”.
وأضاف “نحن نتحمل مسؤولية دخولنا إلى سوريا وقلنا لحلفائنا إنهم يمكنهم القول إن حزب الله لم يسألنا بشأن دخوله القتال”.
واعتبر نصر الله أن “حجم المعركة الذي أريد لسوريا كان كبيراً جداً”، وقال “حين دخلنا سوريا كنا نعرف أن المعركة قاسية وكبيرة وطويلة”.
وأشار إلى أنه تم استغلال حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقال “من قتله (لم يسمه) حضر كل السيناريو لاتهام سوريا واضطرت سوريا أن تخرج من لبنان، ولكنها لم تخضع”.
وقال نصرالله إن “هدف حرب 2006 في لبنان (مع إسرائيل) كان سوريا، لكن الأسد كان يرى مصلحة القضية الكبرى للمنطقة، والاخرون وجدوا ان النظام لا يمكن ان يكون في جيب أحد من ملوك وامراء وسلاطين جدد”.
واعتبر أنه “طالما بقى النظام السوري فإن الحرب على سوريا فشلت”، وقال إن “السيطرة على أجزاء من سوريا كادلب وحلب والرقة لا يحقق الهدف”.
وأضاف أن “القاعدة جاءت الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن أيضاً”.
واعتبر أن الحديث عن نأي بنفس من لبنان “كذبة كبيرة”، وقال ان “كان ثمة معركة مفتوحة في مساحات واسعة جداً في سوريا وكان الخطة هجوم شامل من كل المناطق على دمشق والوضع تحسن جدا في العاصمة وموضوع حلب اختلف ايضاً”.
وعن خسائر حزبه في سوريا قال نصر الله إن “خسائرنا في سوريا متوقعة، وما يقال في الاعلام مبالغ فيه”.
وأضاف “رددنا من جنوب لبنان بعد عملية القنيطرة للقول للحلفاء والاعداء انه لا يمكن فصل الجبهات عن بعضها”.
واعتبر نصرالله أن “ثمة دول لا تريد الحل السياسي في سوريا بل مزيداً من القتلى والدمار ونحن نقول ان المنطق والعقل يقول ان المطلوب هو الصمود الى جانب القيادة وعدم الاستسلام والانسحاب لان البديل كارثي وابقاء الابواب مفتوحة لأي خوار”.
وقال إن الحديث عن “احتلال حزب الله أو ايران لسوريا” هو حديث “بلا عقل، ويأتي للتخفيف من صمود سوريا”.